قال رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى بأن الجزائر "اختارت عدم التصعيد" من حدة التوتر في العلاقات مع مصر، بسبب المباراة الكروية المثيرة التي جرت بين منتخبي البلدين على مرحلتين خلال شهر نوفمبر الماضي خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم. واعتبر أن دولا عربية "أشادت بحكمة الجزائر، وعبرت عن أسفها لموقف الآخرين"، في إشارة إلى قرار المسؤولين بالقاهرة سحب السفير المصري من الجزائر. وأكد أن الجزائر لا تحتاج إلى وساطة مع القاهرة لأنه" لا يوجد بينهما إلا الخير". وأوضح أويحيى في مؤتمر صحفي في ختام لقاء لأحزاب "التحالف الرئاسي" المساند للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أن الجزائر "كان بإمكانها أن ترفع حدة التراشق اللفظي ضد المصريين. كان من السهل علينا أن نفعل ذلك، لكن مصر في النهاية بلد عربي، ونحن عرب، وتجمعها بنا مصالح والعكس صحيح". وتابع "لقد اختارت الجزائر عدم التصعيد والمزايدة، وقد أشادت دول عربية معروفة بميلها إلى مصر، بحكمة الجزائر، وعبرت عن أسفها لموقف الآخرين". وقال "من جهتنا كدولة كان علينا أن نتحمل مسؤولياتنا، فنحن محترمون من الكبار والصغار، ومعروف عنا أننا نتصرف بحكمة، وقد تصرفنا بحكمة في أزمتنا مع المصريين، وعندما تقرر الجزائر شيئا تضعه قيد التنفيذ، ومسؤولوها لا يطلقون التصريحات من أجل الكلام وفقط". وحول احتمال موافقة الجزائر على الطلب المصري بالاعتذار، قال الوزير الأول "لقد اختاروا أن يبقى سفيرهم بالقاهرة فليكن لهم ذلك، أما من جهتنا فلن نعتذر لمصر لعدم وجود أسباب تدعو إلى الاعتذار، ولن نطلب منهم الاعتذار لأن الأمر تافه في نظرنا".