شقيق الضحية وزوجها بعد الإعلان عن أول حالة وفاة بأنفلونزا الخنازير لربة منزل تدعى سماح توفيق سليمة (25 عاما)، عقب عودتها من أداء مناسك العمرة بالسعودية برفقة زوجها، صار منزل أسرة المرحومة قبلة للصحافيين والقنوات الفضائية الباحثين عن تفاصيل جديدة - غير التى أعلنتها وزارة الصحة - عن تجربة الإصابة بهذا الفيروس اللعين والقاتل، من خلال زوج المتوفاه الذى رافقها فى رحلة العمرة وأسرتها التى أستقبلتها بالأحضان والقبلات، ذهبت "مصر الجديدة" إلى منزل المرحومة سماح بمدينة شبين الكوم، وألتقت بزوجها محمد سعيد قنديل، وشقيقيها سامح وعمرو. فى البداية سطر لنا زوجها بصوت حزين وعينان مترقرقة بالدموع، أسرار اللحظات الأخيرة فى حياة زوجته، قائلاً: فى الأيام الأخيرة من رحلة العمرة شعرت زوجتى باحتقان شديد فى الحلق، وقالت لى "زورى وجعنى" وذهبنا لمستوصف بمدينة مكة، حيث قالوا إن السبب تغيير الجو وأعطونا علاج "كحه وغرغرة"، وبعدها ذهبنا للمدينة حيث ساءت الحالة بشكل ملحوظ نتيجة المجهود الذى بذلته أثناء أداء مناسك العمرة وشربها للماء المثلج بسبب ارتفاع درجة الحرارة مما أدى إلى ضعف قلبها ووجود مياه على الرئة حسب تشخيص أحد المستشفيات بالمدينة، وأستلمت تقريرا بوجود ضيق فى التنفس وانسداد بأحد الصمامات التى توصل الأكسجين للدم (ولم يذكر الأطباء أى شىء عن الاشتباه بإصابتها بأنفلونزا الخنازير) ونتيجة لعدم قدرتى على التفاهم مع طاقم الأطباء والتمريض لأن معظمهم هنود والخوف أن تموت بعيدا عن أهلها طلبت خروجها على مسئوليتى وأحضرت لها فى المطار كرسيا متحركا لعدم قدرتها على الحركة ومررنا على الجهاز الحرارى بالمطار ولم يخبرنا أى شخص بالاشتباه فى إصابتنا وعدنا إلى منزلنا واستقبلنا الأهل بالأحضان والقبلات. وأضاف: وفور وصولنا لشبين الكوم، تدهورت حالتها وبدأت تفقد الوعى، فقمنا بنقلها إلى مستشفى خاص بالغربية (الذى رفض استقبالها إلا بعد دفع نفقات الإقامة والعلاج) وطلب الأطباء هناك بعمل أشعة على المخ والقلب وتم وضعها على جهاز التنفس الصناعى لمدة 48 ساعة وأخذوا منا 8 آلاف جنيه، ولم يبلغونا بوجود أى اشتباه فى إصابتها بأنفلونزا الخنازير وإلا كان لابد من وضع جميع أفراد الطاقم الطبى والتمريض تحت الحجر الصحى، وساءت حالة سماح إلى أن وصلت إلى ما يسمى "بالموت الإكلينكى" وطلبت نقلها إلى منزل أسرتها حتى لا تموت بعيدا عنهم. وأعرب شقيقها سامح عن استنكاره لموقف المسئولين عن الصحة فى مصر، قائلاً: طوال ثلاث أيام ظلت فيهم أختى فى المستشفى لم يأت لمتابعة حالتها مسئولاً من وزارة الصحة، إلا فى آخر يوم، حيث حضر وكيل وزارة الصحة بالغربية، الذى سأل عن صحة شقيقتى والمخالطين لها وطلب نقلها إلى مستشفى صدر طنطا إلا أن سيارة الإسعاف لم تستطع نقلها إلى المستشفى لتدهور حالتها بشكل يقترب من الوفاة، وأضاف سامح: "لم يأخذ أى طبيب عينات من أختى كما أدعت المستشفى والوزارة، والكلام دا كله كدب فى كدب.. حرام عليكم دى مريضة بالقلب" وإن كان عندها هذا الفيروس فلماذا لم يصب زوجها الذى عاشرها طوال هذه المدة؟ أما شقيقها عمرو فأكد أن أى إدعاء بإصابة شقيقته بفيروس أنفلونزا الخنازير، هو إدعاء كاذب، قائلاً: أخذناها بالأحضان والقبلات عقب عودتها من العمرة وجميعنا يعيش حياة طبيعية عادية.. منهم لله الذين يروجون تلك الشائعات. وتابع: جاء طاقم تمريض من وزارة الصحة بعد الوفاة بيومين وأخذوا عينات منا وعدد 6 أفراد من المخالطين لها للتأكد من عدم إصابتنا بالعدوى مؤكدا أن الهدف من هذا الموضوع إثارة حالة من الخوف والرعب بين الناس لمنعهم من الخروج لأداء فريضة العمرة و الحج. وعبرت أسرة الضحية وأهالى المنطقة عن صدمتهم مما أثير حول إصابة المتوفاة بأنفلونزا الخنازير، وأكدوا أنها كانت مصابة بضيق بأحد صمامات القلب ونتيجة سفرها بالطائرة أدى ذلك إلى إصابتها ببعض المضاعفات التى أدت إلى وفاتها بدليل عدم احتجازها فور وصولها بالمطار؛ حيث مكثت يومين كاملين بمنزلها قبل نقلها إلى مستشفى خاص بالغربية لتدهور حالتها الصحية. وهو ما أنكره تماماً د. هشام عطا يوسف وكيل وزارة الصحة بالمنوفية، الذى أكد أنه تبين إصابة الزوجة بحالة إعياء شديدة وارتفاع فى درجة الحرارة وهبوط حاد بعضلة القلب عقب عودتها من الأراضى الحجازية بيومين، إلا أن أجهزة الفحص بالمطار لم تستطع كشف إصابتها لتناولها أدوية بالسعودية للتخفيف من آلام أصابتها قبل العودة، وقيام الزوج بنقلها إلى مستشفى خاص بمدينة طنطا حيث ارتاب الأطباء فى إصابتها بفيروس اتش1 ان1 المعروف بأنفلونزا الخنازير وتم أخذ عينة من المصابة التى توفيت بعدها وتبين من فحص العينة أنها إيجابية. إلا أن ما كشف عنه التقرير الطبى للمستشفى الخاص الذى دخلته "سماح" قد كشف عن ما هو أدهى وأغرب، حيث انتهى إلى أن "المريضة دخلت يوم 16 يوليو الجارى وخرجت يوم 18 الجارى تم تشخيص حالتها على أنه إلتهاب رئوى"!! .. و"مصر الجديدة" تتساءل: من يملك فعلاً الحقيقة؟!.. فأهل الضحية ينفون إصابتها بفيروس أنفلونزا الخنازير، وتقرير المستشفى التى دخلتها الضحية وخرجت منها قبل ساعات من وفاتها يقول إنها مصابة بإلتهاب رئوى (أى لا علاقة بها بالأنفلونزا)، ووزارة الصحة التى لم تعلم عن الحالة شيئاً إلا قبل وفاتها بساعات تؤكد إنها توفت بسبب الفيروس القاتل، فأين الحقيقة؟!!