حالة من الارتباك والحيرة سادت أهالى محافظة المنوفية عقب الإعلان عن وفاة الحالة الأولى لإنفلونزا الخنازير لربة منزل تدعى سماح توفيق سليمة 25 سنة ربة منزل وتقيم بمدينة شبين الكوم وذلك عقب عودتها من أداء مناسك العمرة بالسعودية برفقة زوجها وفقا لتقارير وزارة الصحة. ورغم تأكيد د. هشام عطا يوسف وكيل وزارة الصحة بالمنوفية أنه تبين إصابة الزوجة بحالة إعياء شديدة وارتفاع فى درجة الحرارة وهبوط حاد بعضلة القلب عقب عودتها بيومين من الأراضى الحجازية وعدم استطاعة أجهزة الفحص بالمطار كشف إصابتها لتناولها أدوية بالسعودية للتخفيف من آلام إصابتها قبل العودة وقيام الزوج بنقلها إلى مستشفى خاص بمدينة طنطا حيث ارتاب الأطباء فى اصابتها بفيروس (اتش1 ان1) المعروف بإنفلونزا الخنازير وتم أخذ عينة من المصابة التى توفيت بعدها وتبين من فحص العينة أنها إيجابية. مراسل «الشروق» فى المنوفية التقى محمد سعيد قنديل (30 سنة) زوج الضحية حيث قال إن زوجته مولودة بروزماتيزم فى القلب وهو السبب الأساسى فى وفاتها حيث أصيبت منذ 3 سنوات بجلطة دخلت على إثرها المستشفى وتم تشخيص حالتها بالحاجة إلى جراحة تغيير صمام ميترالى إلا أننا تخوفنا من العملية وعاشت بالعلاج ومنعتها من الحمل والإنجاب خوفا من الإجهاد وتعريض حياتها للخطر. واستكمل وهو يقاوم سقوط دمعة فرت من عينيه «لقد شقيت وتعبت معى كثيرا طوال حياتى معها على مدار 8 سنوات» ولكى أعوضها عن ذلك كله جعلتها تقوم بأداء العمرة أكثر من مرة وفى المرة الأخيرة تدهورت حالتها وفى اليوم الثالث فى مكة قالت لى «زورى وجعنى» وذهبنا لمستوصف وقالوا إن السبب تغيير الجو وأعطونا علاج «كحة وغرغرة» وبعدها ذهبنا للمدينة حيث ساءت الحالة بشكل ملحوظ نتيجة المجهود الذى بذلته أثناء أداء مناسك العمرة وشربها الماء المثلج بسبب ارتفاع درجة الحرارة مما أدى إلى ضعف قلبها ووجود مياه على الرئة حسب تشخيص احد المستشفيات بالمدينة وتم عمل اللازم. ويتابع قائلا: استلمت تقريرا بوجود ضيق فى التنفس وانسداد بأحد الصمامات التى توصل الأكسجين للدم ولم يذكر الأطباء أى شىء عن الاشتباه بإصابتها بإنفلونزا الخنازير ونتيجة لعدم قدرتى على التفاهم مع طاقم الأطباء والتمريض لأن معظمهم هنود والخوف أن تموت بعيدا عن أهلها طلبت خروجها على مسئوليتى وأحضرت لها فى المطار كرسيا متحركا لعدم قدرتها على الحركة ومررنا على الجهاز الحرارى بالمطار ولم يخبرنا أى شخص بالاشتباه فى إصابتنا. وأضاف محمد: «عدنا إلى منزلنا واستقبلنا الأهل بالأحضان والقبلات وعاشت حياة طبيعية إلى أن أصيبت بأزمة نقلت على إثرها إلى مستشفى خاص بالغربية رفض استقبالها إلا بعد دفع نفقات الإقامة والعلاج وطلب عمل أشعة على المخ والقلب وتم وضعها على جهاز التنفس الصناعى لمدة 48 ساعة واخذوا منا 8 آلاف جنيه ولم يبلغونا بوجود أى اشتباه فى إصابتها بإنفلونزا الخنازير وإلا كان لابد من وضع جميع أفراد الطاقم الطبى والتمريض تحت الحجر الصحى واستكمل والحزن يعلو وجهه ساءت حالة سماح إلى أن وصلت إلى ما يسمى ب«الموت الإكلينكى» وطلبت نقلها إلى منزل أسرتها حتى لا تموت بعيدا عنهم. بنفس النبرات الحزينة أكمل سامح (38 سنة) تاجر شقيق المتوفاة فوجئنا فى آخر يوم فى المستشفى بحضور وكيل وزارة الصحة بالغربية وبسؤالهم عن صحة شقيقتى والمخالطين لها وطلبوا نقلها إلى مستشفى صدر طنطا إلا أن سيارة الإسعاف لم تستطع نقلها إلى المستشفى لتدهور حالتها بشكل يقترب إلى الوفاة وأكد سامح «لم يأخذ مخلوق أى عينات من اختى والكلام ده كله كدب فى كدب.. حرام عليكم دى مريضة بالقلب» وإن كان عندها هذا الفيروس فلماذا لم يصب زوجها الذى عاشرها طوال هذه المدة؟. وأضاف شقيقها عمرو أننا اخذناها بالأحضان والقبلات عقب عودتها وجميعنا يعيش حياة طبيعية عادية.. منهم لله الذين يروجون تلك الشائعات وأضاف جاء طاقم تمريض من وزارة الصحة بعد الوفاة بيومين واخذوا عينات مننا وعدد 6 أفراد من المخالطين لها للتأكد من عدم إصابتنا بالعدوى مؤكدا أن الهدف من هذا الموضوع إثارة حالة من الخوف والرعب بين الناس لمنعهم من الخروج لأداء فريضة العمرة والحج.