حذر تقرير أصدرته عشر منظمات للمعونة الإنسانية الدولية من أن اتفاق السلام المبرم عام 2005 في السودان بات على وشك الانهيار وأن العالم يجب أن يتصرف الآن من أجل منع تجدد النزاع. ألقت وكالات المعونة ومن بينها وكالة "أوكسفام" البريطانية، باللوم في ذلك على ما وصفته ب"المزيج القاتل " من العنف المتصاعد والفقر المزمن والتوترات السياسية حيث يأتي هذا بينما من المقرر إجراء استفتاء على استقلال جنوب السودان الغني بالنفط في العام المقبل 2011. وأوضح التقرير أن هذا الاتفاق شهد دخول حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه الرئيس السوداني عمر البشير كحزب شمالي في حكومة مشتركة مع متمردي حركة تحرير شعب السودان ، غير أن التوترات تتصاعد مجددًا فيما بين الأعداء السابقين في فترة الاستعداد لاستفتاء ولإجراء الانتخابات العامة والتي تعد أول انتخابات على مستوى البلاد في غضون 24 عامًا. واتهمت حركة تحرير شعب السودان حزب المؤتمر الوطني بإثارة العنف العرقي في الجنوب من أجل زعزعة الاستقرار في المنطقة قبل الانتخابات وهو اتهام نفاه الحزب الشمالي. ومن بين وكالات المعونة المشاركة في إعداد التقرير "أنقذوا الأطفال" و"ويرلد فيجيان" حيث أشارت في تقريرها الذي حمل عنوان" إنقاذ السلام في جنوب السودان" إلى أن من قتل من جراء العنف في جنوب السودان العام الماضي يزيد على من قتلوا في إقليم دارفور في غرب السودان. واعتبرت وكالات المعونة أن من نقاط التفجر المحتملة النزاعات بشأن الموارد النفطية في السوادن وانتخابات إبريل والاستفتاء على الاستقلال وأكدت على أن العودة للصراع قد تكون لها تداعيات مدمرة تتجاوز جنوب السودان.