المبرر الذي يستند إليه الرئيس باراك أوباما في توجيه ضربة عسكرية إلي سورية، يتمثل في ادعائه أن النظام الرسمي قد قام بقصف معارضين في ريف دمشق بالأسلحة الكيماوية. المبرر إذن لا علاقة له؛ بتطورات الأحداث علي الأرض السورية، علي خلفية نشوب ثورة ضد نظام ديكتاتوري، تحولت بمرور الوقت إلي "فتنة سياسية دولية" بعد أن تم تدويل الصراع بين الثوار والنظام، انخرط علي إثره حلفاء كل طرف بنفوذهم ثم بمساعداتهم اللوجسيتة ثم العسكرية، حتي أصبح الأمر يهدد بتحويل البلاد إلي ساحة لحرب عالمية ثالثة. ولكن المبرر - أكرر - من وجهة نظر الغرب بقيادة أمريكا، ورئيسها "باراك أوباما" هو لجوء الجيش السوري النظامي لاستخدام الأسلحة الكيماوية، مما تسبب في قتل نحو ألف وإصابة مئات آخرين من المسلحين المعارضين والمدنيين. حسنا، فماذا بشأن جيش قتل الملايين، وأصاب ملايين مثلهم، وتسبب في ولادة أجيال من بعد أجيال مصابة بالتشوهات الخلقية البشعة، حتي لحظتنا هذه؟ ماذا عن أمريكا ايها السادة في العالم المتحضر، الذي وافق علي إبادة العراق وتحويلها لدويلات مفتتة، وقتل وإصابة الملايين من سكانها، عقابا لها علي جريمة لم ترتكبها، وتمت تبرئة نظامها الحاكم منها دوليا، وهي جريمة حيازة أسلحة كيماوية؟ ماذا عن أمريكا ايها السادة في العالم المتحضر، الذي سيوافق بذات ال"مدنية" الزائفة" دفاعا عن حقوق الإنسان، علي عقاب النظام السوري بضربة جوية مركزة من جانب الجيش الأميركي، ردا علي استخدامه - الذي لم يتأكد أمميا بعد - للاسلحة الكيماوية ضد شعبه؟ لن نحاول الرد علي السؤال، ولكننا سنفتح الملف الأسود لجرائم الولاياتالمتحدة الأميركية ضد شعوب العالم المتحضر، باستخدام الأسلحة ذاتها: الكيماوية، فيم يمكن وصفها بجرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية، التى يعاقب عليها ميثاق الأممالمتحدة بعقوبات أظن أنها لا تقل إن لم تزد عما ينتظر النظام السوري من عقوبات عسكرية. الملف يبدأ بعدة ملفات صغيرة سنوالي فتحها إن شاء الله، وذلك كما يلي: project paper clip وهو عنوان ملف خاص بارتكاب الجيش الأميركي عمليات خطف للعلماء الألمان إبان اشتعال الحرب العالمية الثانية. project manhattan ويتعلق بإجبار العلماء الألمان تحت التهديد علي إكمال ما كانوا قد بدأوه بالفعل، وهو مشروع القنبلة الذرية، ولكن ليس لكي تستخدم ضد أعداء ألمانيا، ولكن لصالح أمريكا وضد أعدائها، ومنهم وقتئذ: اليابان. project day lily والخاص بعمليات تطوير الأسلحة الكيماوية، والتى تم إبادة الملايين بها في فييتنام، في عهدي الرئيسين الأميركيين جونسون ونيكسون، ثم في عهد الرئيس جورج بوش ضد العراق، وحينئذ قرر البنتاجون بتجربة استخدام السلاح الكيماوي ضد الشعب العراقي وجيشه، مع تطعيم جنود الجيش الأميركي بمصل واق من التأثر بالغازات الكيماوية القاتلة، ولكن المصل - فيم يبدو - لم يكن واقيا بما يكفي، فعاد الجنود الأميركيين لبلادهم مصابين بحمي اشتهرت باسم المرض البرتقالي، والتي كشف سرها عالم أميركي يدعي جارث نيكلسون، فكان عقاب اكتشافه هذا أن تم اغتيال ابنته - العالمة أيضا وجميع فريق العمل في البحث الي أجراه، وتم نفي نيكلسون إلي إحدي جزء المحيط الباسيفيك، حتي الآن ليختفي عن الأنظار ولكن الحقيقة تأبي إلا أن تظهر مجددا. وللحديث بقية إن شاء الله.