الشيخ /عبد الناصر بليح المتحدث الرسمي لنقابة الأئمة والدعاة ونقيب أئمة كفرا لشيخ والمدير العام بأوقاف كفر الشيخ والكاتب والباحث الإسلامي ..والذي أثري المكتبة الإسلامية بعشرات المؤلفات والمقالات والأحاديث الإذاعية والتلفزيونية .. وله باع كبير في محاربة الفساد في شتي المجالات .. له جهود كبيرة تذكر ولا تنكر في محاولة تنشيط الدعوة وتطوير الخطاب الديني تحقيقاً لرسالة المسجد .. كان ل"مصر الجديدة" معه هذا الحوار .. فضيلة الشيخ : لقد قمتم بمجهودات عظيمة في سبيل تنشيط الدعوة وتطوير الخطاب الديني ونشر الفكر الوسطي المعتدل فما هي خطة النقابة في هذا المجال ؟؟؟ بعد حمد الله والثناء عليه اقول :" بأن نقابة الأئمة والدعاة المشهرة وهي الكيان الوحيد الذي يدافع عن حقوق الأئمة وهي لاتزال حديثة ولكن تقدمنا بخطط ومقترحات كثيرة من أجل أن يكون الخطاب الديني الوسطي هو الأصل في الخطاب في المساجد ووسائل الإعلام .. فاقترحنا أن يتم الاهتمام بتطوير الخطاب الديني حيث أنه يعتمد علي محاور منها أولاً الإمام والخطيب " الداعية " فلابد أن نهتم به مادياً وإدارياً ودعوياً بمعني أن يتم زيادة دخل الإمام حتي يتفرغ تماماً للقراءة والدراسة والاطلاع فهناك الكثير من أئمة المساجد يعمل في ورش الحدادة والنجارة والسباكة والطوب الأحمر وسائق توتك ويحفر مجاري وهي مهن لاتليق والداعية الذي ينبغي أن يصان ولايهان .. وماهي خطتكم لتحسين دخل الإمام ؟ نحن راعينا في الخطة أن تتوافق مع دور الإمام ودور المسجد فينبغي أن يكون الإمام في المسجد أكبر فترة من الوقت للرد علي جماهير المسجد والصلاة وإلقاء الدروس وحل مشاكل الجماهير ..الخ هذا العمل الكريم .. وحتي يؤدي المسجد دوره ويعود إلي مكانته وهدفه الأسمي الذي بني من أجله فأول أمر قام به الرسول صلي الله عليه وسلم، هو المسجد ليؤسس به دولة مدنية قوية تستمد دستورها من كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم .. فاقترحنا أن يكون هناك مكتب تحفيظ قرآن بالمسجد يشرف عليه الإمام من بعد صلاة العصر حتي قبل صلاة المغرب ويقوم الإمام بجمع عدد من 15 تلميذ حتي 50تلميذ وشهادة ميلادهم أو صورة بطاقة ولي الأمر ويبدأ في العمل ثم يتقدم للمديرية بطلب أنه يقوم بالفعل علي تحفيظ القرآن بالمسجد .. و تشكل لجنة من قسم شؤن القرآن والمفتش ومدير الإدارة للنزول علي الطبيعة للتأكد من هذا العمل ويتم اعتماد هذا المكتب .. بمحضر رسمي وسجل بالإدارة والمديرية . وماهي الضوابط لهذا العمل ؟ يتم متابعة الكتاتيب من قبل المفتش ورئيس قسم شؤن القرآن ولجنة تخصص لهذا الغرض ويتم كتابة تقرير ربع سنوي عن الكتاب ومدي قابلية التلاميذ وكم تلميذ يجيد الحفظ وإلي أي مدي وصل مستوي التلاميذ ..الخ . وماذا سيحصل الإمام مقابل هذا العمل ؟ هذا أجر نظير عما يحصل الإمام علي مكافأة نظير هذا العمل لاتقل عن 500ج شهرياً .. ومن أين يتم تدبير هذا المبلغ ؟ أولاً هناك موارد كثيرة بالوزارة ومخصصة لهذا الغرض لأن هناك عقارات موقوفة أساساً علي تحفيظ كتاب الله وعلي الأئمة والدعاة وعلي عمارة المساجد وعلي الخيرات ..الخ . ولكنها تسخر في أغراض أخري وهو مايكون مخالفة شرعية وقانونية ومخالفة لوسية الواقف ويكون وزرها في رقبة ناظر الوقف :"وزير الأوقاف " ثانياً : هناك مايسمي بالمقرأة التي تعقد كل اسبوع وينفق عليها الألاف من الجنيهات وليس لها أي عائد أونفع علي الإمام .. بل هي رزقاً للعباد فقط ..ولو قمنا بإلغاء المقرأة وتحويل ألاف الجنيهات للإمام يكون أفضل ملايين المرات .. هناك أئمة ضعيفة المستوي في القرآن وغيره من المواد الأخرى فكيف يؤمن عليهم في تحفيظ كتاب الله وحتى لا يعرض للمحن ؟ أساساً هذه الفكرة كي يقوي الإمام من ملكة الحفظ والتجويد والصلاة بالناس فهو عندما يقوم بتكرار الأية عشرات المرات سوف يحفظها وكأنه يقرأ من المصحف ..ونستطيع أن تغلب علي هذه المشكلة بتوزيع بعض أعشاء المقاريء الأقوياء علي الأئمة الضعاف يوماً واحداً في الأسبوع ليراقبه ويراجع معه ما يقوم التلاميذ بحفظه .. وما هي الخطط الأخرى لتنشيط الدعوة بالمساجد و تحسين دخل الإمام ؟ اقترحنا أن يتم إنشاء لجان للفتوى بالمساجد الكبرى بالمدن والقري علي السواء فيتم اختيار مسجد جامع في الحي ويكون به مكان لذلك .. ويتم تدريب الإمام بدار الإفتاء علي الفتوى وطريقة الرد عليها .. ويجتمع معه عدد من أئمة المساجد القريبين منه في الحي أو القرية يوم الأربعاء من كل اسبوع لمناقشة الفتاوى التي وردت إليهم وعرضها وحلها للرد علي أصحابها ويكون هناك صندوق في المسجد الجامع لتلقي الفتاوى من الجمهور .. وما هو العائد علي من هذا الأمر ؟ قبل أن نقول ماهو العائد نقول ما الفائدة من هذا الأمر ؟ الفائدة أننا سوف نحد من الفتاوى العشوائية وكل من هب ودب يقوم با لفتيا وهو لا يعلم أن الفتوى بدون علم له خطورة علي المجتمع والمفتي نفسه فكان ابن عباس يقول:"لا تجعلوا ظهورنا جسوراً تعبرون بها إلي جهنم " وورد أنه من فتي بدون علم فقد ألجم بلجام من نار " أما العائد علي الإمام فهو عائد علمي ومادي ؟ فهو ببحثه وتنقيبه عن الإجابة سوف يزداد علماً ومعرفة وله أجر عظيم من الله عز وجل أما العائد الآخر فهو مادي يحصل إمام المسجد الجامع الذي يتجمع عنه الأئمة علي مبلغ 200ج شهرياً و200ج مقابل ضيافة .. وكل إمام يحضر لجنة الفتوى يحصل علي 200ج ..من عائد ريع الوقف الذي خصص لذلك .. وهل هناك أمور أخري لتطوير الخطاب الديني الوسطي المعتدل ؟ نعم يقوم كل إمام بتدريب عدد من طلبة العلم بالمعاهد الأزهرية من الثانوية وجامعة الأزهر علي الخطاب الديني الوسطي الأزهري والصلاة بالجمهور وإلقاء كلمة بعد صلاة الظهر أ, العصر .. ويتم الاستعانة بهم كخطباء مكافأة أو في سد العجز المفاجئ والاضطراري يوم الجمعة بسبب اعتذارات بعض الأئمة ..كما يتم الاستفادة منهم في الإمامة فيما بعد فيكون لهم الأولوية في المسابقات التي تجري بالوزارة .. ويكون لكل إمام مقابل تدريب عن كل طالب أزهري وسطي معتدل يجيد الصلاة بالناس والخطابة مبلغ 500ج . وهل هناك أمور أخري لتطوير الخطاب الديني ؟ نعم يتم خروج الإمام من المسجد لنشر دعوته بالمساجد الأخرى عن طريق ندوة دينية وهو أن يقوم مفتش المنطقة بعمل خطة دعوية للأئمة بمنطقته بين 3ثلاثة أئمة بالتناوب ينتقل أمامان إلي مسجد به إمام وتبدأ الندوة عقب صلاة المغرب يصلي أحدهم بالناس ثم يشرع في الحديث عن موضوع الندوة المحدد مسبقاً بين الأئمة وبمعرفة المفتش ثم يقوم بتقديم زميليه ويعطي طرف الحديث للزميل الذي عن يمينه يتحدث في نفس الموضوع 20دقيقة صم يعود الحديث لإمام المسجد ثم يعطي الكلمة للإمام الذي عن شماله .. ويتحدث نفس المدة ثم يتم الرد علي أسئلة الجماهير واستفسار تهم .. وهكذا الأسبوع القادم والذي يليه ولايكون في الشهر سوي ثلاث ندوات فقط .. ذكرتم أنكم لديكم حلول لعدة قضايا منها ضم المساجد والمساجد العشوائية ؟ نعم لدينا خطة لضم المساجد وحمايتها من الفكر المتشدد .. كم نتقدم بقانون خاص ببناء المساجد بحيث يتم السيطرة علي بناء المساجد وعدم إقامة مسجد بطريقة عشوائية أو من أجل تعيين ثلاثة عمال عليه أويتم ضمه مرات ومرات كما كان يحدث من قبل .. بالشروط التالية : أولاً : يتم تضافر جميع الهيئات في الحد من هذا الأمر بحيث يتم التقدم لبناء المسجد عن طريق المحافظة بعد أن يتم عمل المقايسات اللازمة للمسجد.. ثانياً : وأن يتم عمل إحصاء سكاني لمحيط المسجد بحيث يخصص لكل فرد 100سم فقط أي المتر لفرد .. ثالثاً :ولا يتم البناء إذا كان هناك إمكانية في التوسع الرأسي ببناء دور علوي أو دورين .. رابعاً: وفي حالة بناء مسجد عشوائياً بدون الإجراءات القانونية لذلك يتم توقيع أقصي عقوبة علي المخالفين بالغرامة المشددة والتي يتم تقديرها حسب القانون .. خامساً :تنظيم قانون بناء مساجد : على أساس أن يبنى المسجد بناءً على عدد المستفيدين منه و بحد أدني 100مائة فرد في الكيلو متر المربع و تكون مساحة المسجد بمعدل متر مربع لكل فرد وبحد أدنى 100م2 .. بما يعنى أن عدد المقيمين إقامة دائمة عددهم 100مائة فرداً في مرحلة عمرية أكبر من عشر سنوات يحق لهم بناء مسجداً بمساحة لا تتجاوز مساحتها 100م2 و في حالة وجود 200 شخص تكون مساحة دار العبادة 200م2 و في حالة وجود 500 فرد تكون مساحة دار العبادة 005م2 وتعفى المساجد القائمة من هذه الشروط و لكن بالنسبة لتراخيص إنشاء مساجد جديدة فيكون الترخيص بناءً على القواعد السابقة و يشترط أن يكون عدد المنتفعين بالمسجد الحالي قد و صل إلى العدد المقترح ويزيد مما يستوجب بناء مسجد جديد .. كما يشترط أن تكون المسافة بين المسجد المراد الترخيص لها و اقرب مسجد جديد لا يقل عن كم طولي في جميع الاتجاهات و يمكن مراجعة جميع المساجد القائمة على مستوى المركز وعدد الأفراد المنتفعين بها و مواقعها النسبية و الكثافة في كل مسجد لبناء دور مساجد جديدة.. و لكن على أساس أن كل فرد في دائرة المركز له الحق في متر2 كدار للعبادة وأن الإجراءات التي يتخذها مجلس المدينة لتيسير أداء الشعائر الدينية و لكن مع الاحتفاظ بأن دار العبادة تعتبر قريبة ما دامت لا تبعد أكثر من 500م2 وتبنى المساجد مال الوقف بالأوقاف .. وكذا التبرعات و الصدقات بشرط أن تكون هذه التبرعات بإيصالات مختومة من الشئون الاجتماعية وباسم جمعية تعلن لهذا الغرض و يتم مراقبة التبرعات و إنفاقها و اعتمادها من المحكمة. وطبعا لا ترخيص بدون رسومات هندسية ومعمارية لذلك ندعوا نقابة المهندسين أو المهندسين عموما لعمل مسابقة في التصميمات إلانشائية والمعمارية للكنائس و المساجد بمساحات 100م2 و 200م2 و 300م2 و 400م2 و 500م2 تكون ذات طابع جمالي معماري يليق بالحضارة المصرية العريقة حتى تكون دور العبادة الحديثة لا تقل إبداعاً عن الحضارات السابقة و حتى تكون مثالاً لتواصل حضارات الشعب المصري على مر العصور.. كما يتم تشكيل لجنة لإحلال وتجديد المساجد التي تحتاج لذلك .. و لا يجوز قبول تبرعات المرشحين لمجلس الشعب كرشاوى انتخابية للمسجد - فدور العبادة للعبادة فقط و لا يجوز استخدامها لتحقيق أهداف سياسية أو لتحقيق تجمعات موالية لاتجاه فكرى معين و ليست مكان لعقد ندوات سياسية ومن يخالف ذلك يعرض للمسألة القانونية"الحبس والغرامة" .. هذا علي أن يتم عرض المقترحات والوثيقة وما يطرأ عليها من تعديلات للاستفتاء أولاً للموافقة عليها حسب نص الدستور..أو يتم عرضها علي مجلس الشعب الجديد لمناقشتها وإضافة المقترحات عليها والموافقة عليها من عدمه.. وهل لديكم خطط أو قوانين أخري غير ذلك لتطوير الدعوة؟ نعم لدينا قانون الإعمار والتنمية للحي والقرية عن طريق المسجد لو تم تطبيقه سوف يحدث نقلة اقتصادية كبري .. لأنه مشروع يعتمد أساساً بعد توفيق الله تعالي علي المشاركة المجتمعية لإنجاحه وضمان تطوره .. فالمسجد لو قام بدوره الذي أراده الله له لقامت الدولة المدنية الحديثة .. والقانون هو بمثابة تنظيم لعمل تطوعي بشكل واسع وشامل يختلف عن نظام الجمعيات الأهلية في أنه خاضع لوزارة الأوقاف بقانون وقرارات وزارية تتفق والقوانين واللوائح والأعراف من أجل الصالح العام ,, ومن ناحية أخري سوف يستفيد المجتمع بجزء من أموال الوقف عن طريق إقامة مشروعات استثمارية بدلاً من توزيعها كخيرات ..وذلك وفقاً للحكمة التي تقول :"لا تعطيني رغيفاً ..ولكن علمني كيف أزرع قمحاً لأصنع رغيفاً .. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل