ما أشبة اليوم بالأمس,عندما تقرأ التاريخ تجد متشابهات كثيرة مع وجود بعض المتغيرات لكن كثيراً ما التاريخ يعيد نفسة. بعد مقتل ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان,وسط ثورات إحتجاجية ونزاعات سياسية قام بها المصريين العرب ضد الوالى على مصر ,تولى الخلافة علي بن أبي طالب وتمت المبايعه له كرابع الخلفاء الراشدين,وهناك بوادر فتنة كبرى قد تطيح بالإسلام والمسلمين,وينشق معاوية بن أبي سفيان رافضاً المبايعة لعلي بن أبي طالب,إلا إذا عاقب قتلة الخليفة عثمان بن عفان,ونهج على بن أبي طالب سياسة الإستقرا أولآ وتهدئة الأوضاع ثم البحث عن القتلة ومعاقبتهمووهذا ما رفضة معاوية وأنشق عن الخليفة الرابع الذي أعتبره خارج عن الجماعة ووجب قتالة,وحصل تصدع بين المسلمين وتفرقوا إلى فريقين,فريق مع علي وفريق مع معاوية,أصحاب رسول الله منهم مع علي ومنهم مع معاوية,ووصل الخلاف إلى الأقتتال وسال دم المسلمين فى فتنة هى الأكبر والأهم فى التاريخ الإسلامي,وتخرج السيدة عائشة من المدينةالمنورة لنصرة معاوية بن أبي سفيان مخالفة لأمر الله بعدم خروج أمهات المسلمين من ديارهم بعد وفاة الرسول الكريم,ويقتل سيدنا علي وتتم المبايعة للحسن بن علي ويتخلى عنها لمعاوية . وتستمر هذه الفتنة لعدة سنوات ويقتل المسلمين بعضهم البعض,ويختلف الصحابة بين مؤيد أو معارض أو منسحب عن هذا وذاك,وبعد تولي معاوية الخلافة ووثته وإستقرار الأوضاع,لم يكفر أحداً أحد,ووضع الخلاف على أنة خلاف سياسي بحت,خلاف فى الرؤى بين صحبين جليلين إجتهدا بأصاب أحدهما وأخطأ الأخر. فتنة سياسية لم تصل إلى حد الخلاف الديني,وسط المعارك الدامية والأقتتال الدموي,لم يكفر فريق الفريق الأخر,لم تنكر فريق إسلام الفريق الأخر,كان خلاف على أولويات الخليفة ثم صار خلاف على مقاليد الحكم ببراعة عمرو بن العاص فسجل التاريخ أن الفتنة الدينية ما هى إلا خلاف سياسي على مقاليد خلافة المسلمين بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان. ويتكرر المشهد بعد الإطاحة بنظام حكم مبارك لمصر,تتولى جماعة الإخوان المسلمين حكم البلاد,وأنقسم المصريين ما بين مؤيد ومعارض للجماعة فيما عرف من وجهة نظر الجماعة لمعارضيهم بالليبراليين والعلمانيين الكفرة الملحدين وأعتبرت الجماعة كل المعارضة لها على أنها معارضة للإسلام وأنها فتنة دينية,فيما نظرة المعارضة على أنة خلاف سياسي لفشل الجماعة فى إدارة شئون البلاد مما أضر بالحالة الاقتصادية لسؤ شديد تعرضت له مصر,وإنفلات أمني مروع لم تشهدة مصر من قبل. غضب الشعب المصري من نظام حكم الإخوان وفشلهم الظاهر وأستحواذهم الكاشف وغرورهم الفاضح,مما جعل المصريين يلبوا النداء لحركة شباب تمرد للخروج لإسقاط نظام الحكم الإخواني في ثورة عارمة قيل أنها من أكبر الثورات فى التاريخ البشري يوم 30يونية 2013م,ولم يتحمل نظام حكم الجماعة سوى أربعة أيام بعد وقوف القوات المسلحة مع الإرادة الشعبية وتحقيق مطالبة بخلع جماعة الإخوان المسلمين مقاليد حكم مصر. مما أثار حفيظة الجماعة وتدعو إلى حرب أهلية مستعينة بالجماعات الإسلامية التكفيرية والجماعات الجهادية الإرهابية وبدعم من أمريكا ودول الإتحاد الأوربي ومواليهم كتركيا وقطر,يتحول الخلاف السياسي إلى فتنة دينية,ينقلب الصراع على السلطة إلى صراع طائفي,ويقف الشعب المصري وجيشه الباسل فى وجه الإرهاب الداخلي والإرهاب الخارجي,ويسال الدم المصري في شوارع المدن والقري أما بين التيار المدني مقابل التيار المتأسلم,أو بين مسلمين مؤيدي الجماعة ومحبيها ضد مسيحيي مصر المحروسة,وفى صورة مبهره وتناغم مشرف تتجلى الوحدة الوطنية ويتمسك المصريين فيما بينهم لتكوين حائط سد ضد الإرهاب متكون من الشعب بفرعيه المسلم والمسيحي مع قواتة المسلحة وجهاز شرطتة ليكون نهاية التطرف المصير الوحيد لهذا التيار المستغل للإسلام دونما العمل به. أيها الناس أفيقوا قبل ضياع مصر المحروسة الخلاف السياسي ليس فتنة دينية,والخلاف الديني ليس فتنة سياسية,وإنما نظام حكم فاشل فى إدارة شئون البلاد تم خلعة بفريق أخر يدرك ويعي لمشاكل مصر ويعمل على حلها,حفظ الله مصر ووقى شعبها شر الفتن.