علي الرغم من أن الأيام القليلة الماضية والتي أعقبت مواجهات ميدان رمسيس، قد مرت هادئة، يتخللها بعض العمليات المسلحة بالغة القسوة كجريمة قتل مجندي الأمن المركزي برفح وجرائن ذبح وتعذيب عدد من "رتب" الشرطة، إلا أن الهدوء السائد علي صعيد المسيرات المسلحة المعتادة من جانب جماعة الإخوان الإرهابية يثير العديد من التساؤلات. وهنا سؤال يفرض نفسه : هل هو الهدوء الذي يشير إلي خفوت تدريجي في صوت السلاح أم التربص اللذان يسبقان المعركة القادمة؟ لقد إعلن الإخوان عن مسيرات عديدة علي مدي الأيام الماضية، إلى المحكمة الدستورية وقصر الاتحادية ومساجد اسد الفرات والاستقامة كلها اتسمت بعدم الاكتمال، حيث واجهتها قوات الأمن "جيش وشرطة"، وبمساندة شعبية لا يمكن إغفالها، فعادت صفحات الإخوان الإلكترونية لتعلن إلغاء المسيرات والفعاليات. وإذا كان الرد علي تساؤل مفاده: لماذا لم تأتى مسيرات الإخوان، مردود عليه بالجهود المكثقة من جانب المؤسسة الأمنية والتي أثمرت قطع العديد من الرؤوس المدبرة لغارات الإخوان وجرائمهم، فإن سؤال أخطر يتنظر الإجابة عنه، ويتعلق بخطوة الكيان الإرهابي القادمة. وهنا نستحضر علي الفور، نصيحة "الإرهابي" الأكبر .. أيمن الظواهري، لإخوانه في مصر، ومفادها: الزموا المخابئ واستهدفوا الرؤوس. وهو ما يمكن الربط بينه وبين "التسعيرة" التي أعلنتها أخيرا جماعة القتلة، لرؤوس القيادات الأمنية في مصر، فرأس اللواء تساوي خمسون ألفا وهكذا! كما يتسق ذاك وتحذيرات خبراء استراتيجيين - أمثال اللواء "ثروت جودة" من أن العمليات الإرهابية المفاجئة ستكون سمة المرحلة الراهنة، بعد انتهاء مرحلة المسيرات المسلحة بلا رجعة، في ظل افتقادها للتعاطف الشعبي، ومع تصاعد كراهية الإخوان والجماعات "المتأسلمة" في الشارع المصري. المؤكد إذن أن الصمت الإخواني لا يمكن الركون عليه مع استمرار الضربات الأمنية القاصمة لرأس وجسد التنظيم، خاصة بعد القبض علي المرشد العام محمد بديع وقيادات أمثال صفوت حجازي وربما محمد البلتاجي .. كما تردد دونما تأكيدات رسمية حتي الآن. المثير لشعور الطمأنينة هنا أن القائد العام للقوات المسلحة ومحرر مصر من هكسوس العصر الحديث/ الفريق أول عبد الفتاح السيسي، قد أصدر أوامره أخيرا بالتحول من سياسة ضبط النفس وتحمل الضربات، إلى سياسة الهجوم المنظم والموجه لمفاصل التنظيمات الإرهابية بمشاركة فعالة ومتزايدة من جانب قوات الأمن الداخلي، ويبقي التوفيق والنصر من الله. حفظ الله مصر ونصر جيشها وآمن شعبها.