اعتبر الرئيس محمود عباس مساء الإثنين أن ما حدث في مصر في أعقاب 30 يونيو من مشهد خروج الملايين بمثابة معجزة تجسد إرادة الشعب المصري؛ جاء ذلك في إطار لقاءاً صحفياً عقده مع رؤساء تحرير الصحف المصرية، بحضور أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، والناطق باسم الرئاسة نبيل ابوردينة، والمستشار الدبلوماسي لسيادته مجدي الخالدي، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج وسفير فلسطين بالقاهرة د.بركات الفرا. استعرض الرئيس خلال اللقاء تطورات القضايا الفلسطينية المختلفة من استئناف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، والقضايا المتعلقة بالمعابر في قطاع غزة مع تنويهه لسعيه الدوؤب في الفترة الراهنة إلى إيجاد حلاً قانونياً يضمن للناس تسهيل سفرهم وتأمين حاجاتهم من البضائع من خلال العودة إلى اتفاقية 2005. وتطرق إلى موضوع المصالحة الفلسطينية، قائلاً، أنا مستعد في أي لحظة تقدم فيها حماس على دعوتي لتشكيل حكومة فلسطينية أرأسها شخصياً، أن أقوم بالدعوة لعقد انتخابات رئاسية وتشريعية ومحلية خلال ثلاثة أشهر، وهذا هو السبيل الوحيد للمصالحة. وفيما يتعلق بالأسرى الفلسطينيين فقد أشار بأن السلطة تمكنت من الاتفاق مع الإسرائيليين والأمريكيين على إطلاق سراح أسرى اعتقلوا قبل عام 1993، على دفعات خلال المفاوضات الراهنة، وأكد كذلك على مطالبته ودعوته الدائمة بالمطالبة بإطلاق سراح الأخ المناضل مروان البرغوثي. وردا على تساؤل حول سعي بعض القنوات الفلسطينية التابعة لحركة حماس للتشهير بالجيش المصري أو حركة فتح ، أوضح سيادة الرئيس أن مصر ليست بحاجة لأحد لكي تعرف ما يدور في الساحة وأن تلك التطورات تطل بين الفترة والأخرى مشدداً أن موقف السلطة السياسي الدائم من كل ما يحدث فى الوطن العربي هو عدم التدخل في إرادة الشعوب بل الوقوف إلى جانبهم حتى الوصول إلى مبتغاهم وتمنى على الإعلام المصري أن يتحرى الدقة المعلوماتية فيما يتداول، وأضاف بأن تلك القنوات لا علاقة لها بالسلطة الوطنية الفلسطينية ولا تبث من المناطق الخاضعة لسيادتها، وأضاف سيادته :" نحن لا نضع رأسنا في الرمال متجاهلين قضايا الأمة، ولكننا بالمقابل نلتفت لما يعنينا، وهو التخلص من الاحتلال، فهناك قنوات تتحدث بما هو صحيح، ولكن هناك فلسطينيين قالوا غير ذلك ، وقد قامت مظاهرات في رام الله لتأييد الشعب المصري فلكل حق التعبير عن رأيه بحرية حتى وإن كانت ضدنا، وكنا نأمل أن ينأى الشعب الفلسطيني بنفسه عن هذه الخلافات." وحول موقف مصر من المصالحة هذه الأيام مقارنة بأيام نظام الإخوان، أجاب سيادته :" أنا لا أتهم أحد بتعطيل المصالحة، لا نظام الرئيس مبارك ولا الإخوان وإن كانت حركة حماس قد اعلنت أنها جزء من الإخوان وقد كان موقفهم واضحاً بوقوف الإخوان لجانبهم. وحول مدى التقدم المتوقع لصالح القضية الفلسطينية عقب تعييين مارتن انديك مبعوثا للسلام في الشرق الأوسط، علق سيادته :"ربما يحصل نجاح وتقدم، لكن هناك جملة مفيدة، بأن أمريكا جادة جداً هذه المرة بحصول نجاح، مع العلم أنه لا مجال للتنازل بتاتاً فآخر التنازلات قدمناها حين قبلنا بقيام دولتنا على حدود الرابع من حزيران 1967، وفق قرارات الشرعية الدولية 242 و338، فالقدس الشرقية هي عاصمتنا، وقضايا اللاجئين يجب أن يتم حلها بشكلٍ عادل وشامل ومتفق عليه وفق قرار الأممالمتحدة 194، والأخذ في الاعتبار للمبادرة العربية للسلام. وأوضح الرئيس عباس رداً على انعكاس استئناف المفاوضات على موقف الاتحاد الأوروبي من إسرائيل خصوصاً بعد اتخاذها قرار تجميد التعامل مع منتجات المستوطنات الإسرائيلية، وعدم السماح بالمتاجرة بها في البلدان الأوروبية، قائلاً، إن قرار أوروبا هذا مهم جداً، وأنه منذ عام 2009 وحتى الآن حرص الاتحاد الأوروبي على إصدار بيانات توضح موقفه من المفاوضات والاستيطان، ونحن على استعدادٍ تام للأخذ بأيٍ من بيانات الاتحاد الأوروبي تلك أرضية للسلام. وأسهب عباس :" لقد أخذ الأوروبيون موقفاً مستقلاً في هذا الموضوع ونحن نشجعهم على أخذ المزيد من الخطوات، مع العلم أن الاتحاد الأوروبي موافق على المفاوضات، وقد حادثني بان كي مون منذ قليل مرحباً ببدء المفاوضات. وفي تساؤل حول وجود أي تعهد إسرائيلي بتقليص الاستيطان، أوضح سيادته :" قد يكون هناك طلب بالبناء مرحلي، وموافقتي على أي طلب من هذا القبيل ستمنح الشرعية للاستيطان، الاستيطان باطل ولا شرعية له منذ نشأته وحتى يأتي اليوم الذي ينتهي به، ولذلك دائماً أرفض وسأرفض الاستيطان. وأوضح فيما يخص المعابر، أن هناك شقين، الشق الأول هو الأنفاق واكد أنها غير شرعية، وقد طالب منذ سبعة سنوات بإقفالها شريطة ألا تتأثر مقومات الحياة بالنسبة للفلسطينيين في قطاع غزة من خلال تزويده بكافة احتياجاته من خلال المعبر التجاري، واستخدام معبر رفح لمرور الأفراد بحرية.