ترحال الإبداع مع فيافى الوقت هل يؤصل كتابة الشعر للرواية ؟.الزمان ديمقراطية باذخة الدهشة والوعود.الشعر معنى بيوتوبيا ممكنة أو مستحيلة مذ ارتحل الشاعر قديما فى براح الصحراء .البحث عن المعنى صير الصحراء سماء متاحة ويوتوبيا ممكنة قدر الهنيهة الخاطفة . اليوتوبيا غاية طوباوية يرتحل الشعر مذ كان إليها .لكن الشعر موجود بشرط السعى نحو غايتها .يتوخى الشعر كتابة الرواية لأنه معنى بالطوباوية الشعرية تخلق العالم كل يوم أو تكتب التاريخ جديدا قشيبا دون تفاصيل معتمة أو مؤلمة. انسحاب الشعر إلى الرواية من جهة التصور ومن اعتبار الرؤية هل يكلفها رهقا؟.نشدان اليوتوبيا هل يبرر وأدا ما تصالحيا أو فوق زمنى للتاريخ؟.وأد التاريخ مسألة شاعرية وحالة شعرية تستدعى سؤالات امكانية عودة الفردوس المفقود أو تأليه البشر وهو حل لم تستمرئه طويلا آثينا القديمة ؟هل وأد التاريخ يستجلب اليوتوبيا تحلم بها الفتاة الطوباوية الرهيفة الرقيقة ؟. اليوتوبيا وصول .الوصول معاينة .المعاينة تلملم أطراف المسافة الممتدة أبدا بين وسيلة وغاية .لملمة المسافة هل ينفيها أو يفنيها .النفى يدحض امكانية الشعر والشعرية . الشعر قابع منذ الأزل بين وسائله تبدعه الديمقراطية الزمانية وغايته الطوباوية لا تتحصل يوتوبيا أبدا.المسافة براح مديد ومؤلم لكنها المسافة الحيوية يكمن فيها الشعر ويجتر آلامه ويقتات شروط وجوده معرفيا وإنسانيا وسياسيا . اليوتوبيا عند الفتاة التى تجرب حتفها تنفى تلك المسافة فتئد الشعر أيضا .الشعر لا يأتى إلى الرواية كى يلغى مواردها أو يخصم من نوابعها . الحلم باليوتوبيا ممكن فى دنيا الكتابة وإن رقصت المفارقة الاستراتيجية بين حلم و واقع .لا حيلة فى هذا الواقع إلا أن يحاول الشعر محاولات مضنية .المحاولة عزاء ممكن ومشروع عن زمن صائع و جهد غبين. تمسك بالقلم عسى تحاول لو تئد -فنيا وجماليا -جانبا معتما وتفاصيل مطوية هناك لا تتوغل إليها أو فيها إلا لتأصيل الوعى الحاد بالراهن المعيش المناوىء.لا تذهب للماضى إلا وهى تطل اطلالة عريضة واعية حادة على مجمل المشهد المترامى الرحيب الرهيب .. هل ستؤصل الرواية أن يكتب الشعر رواية بتصوره ورؤيته وفكرته عن الزمان والإنسان والمكان ..لكن هل فعلا ستكون الصحراء القديمة سماء متاحة تدشن شروطا حضارية وإنسانية لا لليوتوبيا فى ذاتها ولكن لعودة الحلم بها .. الحلم فريضة غائبة الآن لا مانع أن يكتبها الشعر رواية أو سيرة رائعة تئد -فنيا وجماليا -جانبا معتما من التاريخ عسى تخرج البطلة،الإلهة / العنقاء من عتمة العباءة إلى وعود اليوتوبيا ما تزال الفتاة التى تجرب حتفها ما تزال تحلم بها وتكتبها حتى لو قيل :بلوغ اليوتوبيا يلغى الشعر من حيث وظيفته الوجودية والإبداعية فى الحياة فلا يوفر مجالا للكتابة أو نصا من وجيعة مؤلمة يمكن أن يطهر قارئه ويزيده وعيا بالجمال والفن والإنسان .. سهير الشاعرة تستولى على سهير الروائية فى نعومة ودهاء ....................؟