مفهوم يراد ادخاله الى بيئة تلفظه وواقع غير متقبل له وعقيدة تدحضة وتهزمه من اتباعها فالناس انواع منهم من يقوم بالفعل ويقصد نتائجه – ومنهم من يقوم بالفعل ولا يفهم الغرض منه بل يقلد لمصلحة تعود عليه او منفعه يرجوها من هذا الفعل – واخر يردد ولا يفهم ويفعل مثل ما يفعل صحبته عندما واجه اعداء الامة الامة فى حرب مباشرة وتميزت فيها الصفوف كانت الخسارة من نصيبهم على الدوام وهو الامر الذى دفعهم الى التفكير الى وسيلة يتجنبون بها الصدام المباشر المؤدى الى الخسارة الاكيدة لذلك توصلوا الى نتائج مهمة كانت سببا فى تحول الدفة من الخسارة الى تحقيق نتائج ما كانوا يحلموا بها بل ادت هذه النتائج الى تحمسهم فى المزيد من الدراسات والانفاق والجهد وهى طبيعة الانسان عندما يقوم بالعمل ويجد الثمرة التى يرجوها يكون ذلك حافزا له على المزيد من الجهد والاستمرار لتحصيل المزيد من النتائج . فما بالنا بامة قام عدوها بالانقداد عليها ما زال يحاول ويسعى على هدمها على ايدى ابنائها .. عندما تاكد اعداء الامة من انهم لايستطيعون التغلب على الامة الاسلامية ولا السيطرة عليها الا من داخلها وعلى ايدى ابنائها عملوا على اعداد هذا الامر وهو ما حقق لهم ما وصلوا له من نجاحات . وكمثل عائلة كبيرة صاحبة مكانة وقوة فى العدد والمال والامكانيات لا يستطيع احد من خارجها التعدى عليها او المساس باحد اعضائها من قريب او بعيد لان ذلك يكلف من يقوم بذلك الى ما لا يحمد عقباه ولكن لا يمنع هذا ان يكون هذا الاعتداء على ايدى من ينتسب الى هذه العائلة على البعض الاخر ويتلقى الدعم والمسانده من عدو الاعائلة فى السر والخفاء وقتها تنقسم العائلة ويمكن ان يؤدى النزاع الى فرقة مؤدية الى الضعف وهو ما يرجوه الاخر من خارج العائلة وعدوها ولكن لا يحدث هذا الا فى حالة عدم وجود قائد للعائلة يرجع الجميع اليه ويحترمه تقديرا او خوفا من العقاب فى حالة المخالفة . وهو ما عمل الاعداء اولا الى تحقيقة من ابعاد علماء الامة واعلامها ومراجعها عن الامة بالنفى والحذر والسجن والقتل والمنع ...الخ ثم اعداد نموزج البسوه ثياب العلماء والقادة وقدموه للامة على انهم هم القادة والعلماء ومن ينبغى ان يسمع لهم وينقاد الناس اليهم . وبالفعل حققوا ما ارادو وبذلك اختلفت المفاهيم وشكك فى الاصول والعقائد بل تحول الامر الى اعتبار الخطأ صواب والصواب خطأ وانتكست العقول واصبح ما بقى من مفاهيم صحيحة وعقول سليمه وصحيحه تتهم بالرجعية والتخلف وهو ما كان . وهو الامر الذى ولد الرجعية بمعناه الصحيح فبعد ان قام اعداء الامة بذلك تكونت ردة فعل وهو التمسك بما كان عليه السلف دون تفكير وتقليدهم فيما كانوا عليه دون اجتهاد او التحقق من صلاحية الاجتهاد فى عصر سابق للتطبيق فى عصر لاحق . لان التغير الذى حدث فى تغيير المفاهيم على ايدى هؤلاء المستنيرين تربية الاعداء جاء باسم الاجتهاد وهو الامر الذى جعل الكثير من غلق باب الاجتهاد خوفا على تغير عقيدة الامة والتمسك بما كان عليه السلف فبذلك فيه الضمان والامان من الانحراف واستدلوا باقوال السلف انفسهم ومنها من اراد ان يستن فليستن بمن مات فان الحى لا يامن عليه الفتنة . نعم انها فتنه جعلت الحليم حيران .. كان يخرج الرجل فيجد المرأة التى كانت لا يرى منها شىء الا سواد جلبابها عارية الراس والافخاذ باسم التحرر وان غطاء الراس سبب فى غطاء العقل – وتشبه الرجال فى ملبسهم ومظهرهم بالاجنبى لانه صور بانه رمز الفهم والعقل والتنوير والحداثة . فكان الدين هو الشىء الوحيد الذى يتصدى لمثل هذه المفاهيم لانه ينظم سلوك اتباعه فى ماكلهم ومشربهم ولبسهم فلا يسهل اختراق ذلك الا عند صاحب الدين الضعيف والغير متمسك به فصوروا اصحاب الدين انهم تجار دين ليكتسبوا من ورائه واظهار ذلاتهم واخطائهم وركزوا عليها لكى يسقطوا فى نظر العامة ويصبح كل من يتمسك بالدين هو تاجر او منتفع فوضعوا الخطط لتنفيذ ذلك فى جميع النواحى حتى من الناحية الفنية فكانوا فى اغانيهم وافلامهم وغيرهم من الفنون عندما يظر اصحاب الدين يظهروا بمظهر المهرج او المنتفع او الاستغلالى . ولا يمنع ذلك ان هناك المنتفعين والتجار ولكن قلة وليس الاصل كما فى كل مجال من مجالات الدنيا يوجد الحسن والقبيح والصالح والطالح بل فى فى عهد النبى محمد صلى الله عليه وسلم وجد المنافقون وهم قوم اظهروا الاسلام وهم اعداء الاسلام الحقيقيين فى مفهومهم وسلوكهم . المنافق نوعان : منافق يعلم خباية اسراره ويقصد ما يقوم به فى عدائه لدين الله الذى انزله لاسعاد البشرية ولصلاح حالها . ومنافق ضعيف النفس يقلد ويتبع نفسه الضعيفه واصحابه المنافقين وهو النفاق الغالب والاعم ولكنه نفاق يعمل على النيل من الامة ومحاربتها . نعود للمستنيرين الذين تم اعدادهم ليقوموا بدور العلماء والقادة لتحقيق غرض عدو الامة . بعثت بعثات الى بلاد الاعداء وتم اعداد كل من سافرب فى هذه البعثات فى شتى العلوم ومنها العلوم الدينية بعد التجريف الذى حدث لعلماء الامة وابعادهم عن المجتمع والناس . وبثوا افكارهم وعقائدهم حتى طريقة الكلام والملبس وغيرها وكانهم جنود يدخلون فى حرب اهلهم دون معرفة او دراية ويظن ان ذلك فيه النجاه من التخلف والرجعية واذا قيل لهم لا تفسدوا فى الارض قالوا انما نحن مصلحون الا انهم هم المفسدون ولكن لايشعرون العبد الفقير