إيميل لودفيج (1881 – 1948)، كاتب ألماني ولد في بريسلاو، تخصصت معظم مؤلفاته في كتابة السيرة الذاتية لعدد كبير من القادة السياسيين و الشخصيات التاريخية و بعض المفكرين. إن كتاب النيل لإيميل لودفيج ليس كتاب في فرع بعينه من فروع المعرفة الإنسانية, بل يحمل في طياته فروع هذه المعرفة في تناسق جميل, مثل اللوحة الرائعة التي رسمتها ريشة فنان مبدع, فهي تحتوي على ألوان كثيرة ولكنها في النهاية متناسقة وتعطي إحساس بالبهجة. لقد نظر المؤلف إلى النيل نظرته إلى بشر في مراحله المختلفة واصطحب النهر من منابعه فسار معه في رحلته الطويلة وتحدث عن أفريقيا الغامضة وذكر شعوبها وأهم عاداتهم ومعتقادتهم. والكاتب لا يتتبع التسلسل التاريخي عند ذكره لأحداث التاريخ بل يأخذ منها ما يلائم الفكرة التي يريد أن يطرحها, ويحرص بين الحين والحين على أن يطرح إشكاليات ويثير قضايا مثل قضية الرق وقضية الاحتلال الأوروبي لوادي النيل وغيرها كثير من المعلومات التى نحن فى اشد الحاجة اليها اليوم الكتاب مترجم لعدة لغات ومنها اللغة العربية.. ومن يقرأ هذا الكتاب بتعمق وفهم يخرج منه بنتيجة واحدة ... "مستحيل ان يبنى السد ويغتال النيل" نتيجة للإمكانيات الهائلة التي يوفرها نهر النيل، فقد كان مطمعا للقوي الاستعمارية في القرن التاسع عشر. فقد تحكمت الدول الأوروبية في دول حوض النيل في تلك الفترة؛ فبينما كانت بريطانيا تحكم قبضتها علي مصر والسودان وأوغندا وكينيا، فقد أحكمت ألمانيا قبضتها علي تنزانيا، رواندا وبوروندي. في نفس الوقت فقد قامت بلجيكا بالسيطرة علي الكونغو الديمقراطية والتي كانت تعرف في هذا الوقت باسم زائير. وبعد أن وضعت الحرب العالمية الأولي (1914-1918) أوزارها، فقد قسمت الإمبراطورية الألمانية بين كل من بريطانيا وبلجيكا؛ فحصلت إنجلترا علي تنزانيا، بينما حصلت بلجيكا على رواندا وبوروندي (بينما بقيت إثيوبيا دولة مستقلة.) ومع انتهاء السيطرة البريطانية علي مصر والسودان في الخمسينات من القرن العشرين، فقد تم توقيع اتفاقية نهر النيل عام 1959 لتقسيم مياه النيل، وترفض أغلبية دول حوض النيل هذا التقسيم ويعتبرونه جائر من ايام التوسع الاستعماري. حوض النيل هو مسمي يطلق علي عشرة دول إفريقية يمر فيها نهر النيل باللإضافة إلى دولة أريتريا كمراقب؛ سواء تلك التي يجري مساره مخترقا أراضيها، أو تلك التي يوجد علي أراضيها منابع نهر النيل، أو تلك التي يجري عبر أراضيها الأنهار المغذية لنهر النيل. ويغطي حوض النيل مساحة 3.4 مليون كم² من المنبع في بحيرة فكتوريا وحتي المصب في البحر المتوسط. دول حوض النيل أوغندا إثيوبيا السودان جنوب السودان الكونغو الديمقراطية بوروندي تنزانيا جنوب السودان رواندا كينيا مصر أريتريا بصفة "مراقب" يجتمع نهر النيل في عاصمة السودان الخرطوم ويتكون من فرعين رئيسيين يقوما بتغذيته وهما: فرع النيل الأبيض في شرق القارة، و"فرع النيل الأزرق" في إثيوبيا. يشكل هذين الفرعين الجناح الغربي للصدع الإفريقي الشرقي، والذي يشكل بدوره الجزء الجنوبي الإفريقي من الوادي المتصدع الكبير مبادرات واتفاقيات حوض النيل مبادرة حوض النيل هي اتفاقية دولية وقعت بين دول حوض النيل التسع (وأضيفت لها إريتريا كمراقب) في فبراير 1999 بهدف تدعيم أواصر التعاون الإقليمي (سياسي واجتماعي) بين هذه الدول. وقد تم توقيها في تنزانيا. بحسب الموقع الرسمي للمبادرة، فهي تنص علي "الوصول إلي تنمية مستدامة في المجال السياسي والاجتماعي، من خلال الاستغلال المتساوي للإمكانيات المشتركة التي يوفرها حوض نهر النيل". بدأت محاولات الوصول إلي صيغة مشتركة للتعاون بين دول حوض النيل في 1993 من خلال إنشاء أجندة عمل مشتركة لهذه الدول للاستفادة من الإمكانيات التي يوفرها حوض النيل. في 1995 طلب مجلس وزراء مياه دول حوض النيل من البنك الدولي الإسهام في الأنشطة المقترحة، وعلي ذلك أصبح كل من البنك الدولي، صندوق الأممالمتحدة الإنمائي والهيئة الكندية للتنمية الدولية شركاء لتفعيل التعاون ووضع آليات العمل بين دول حوض النيل. في 1997 قامت دول حوض النيل بإنشاء منتدى للحوار من آجل الوصول لأفضل آلية مشتركة للتعاون فيما بينهم، ولاحقا في 1998 تم الاجتماع بين الدول المعنية – باستثناء إريتريا في هذا الوقت – من أجل إنشاء الآلية المشتركة فيما بينهم. في فبراير من العام 1999 تم التوقيع علي هذه الاتفاقية بالأحرف الأولي في تنزانيا من جانب ممثلي هذه الدول، وتم تفعيلها لاحقا في مايو من نفس العام، وسميت رسميا باسم: "مبادرة حوض النيل". الرؤية والأهداف تهدف هذه المبادرة إلي التركيز علي ما يلي: الوصول إلي تنمية مستدامة في المجال السوسيو-اجتماعي، من خلال الاستغلال المتساوي للإمكانيات المشتركة التي يوفرها حوض نهر النيل. تنمية المصادر المائية لنهر النيل بصورة مستدامة لضمان الأمن، والسلام لجميع شعوب دول حوض النيل. العمل علي فاعلية نظم إدارة المياه بين دول حوض النيل، والاستخدام الأمثل للموارد المائية. العمل علي آليات التعاون المشترك بين دول ضفتي النهر. العمل علي استئصال الفقر والتنمية الاقتصادية بين دول حوض النيل. التأكد من فاعلية نتائج برنامج التعاون بين الدول، وانتقالها من مرحلة التخطيط إلي مرحلة التنفيذ. مجالات التعاون المياه تنوع الأحياء المائية استئصال الفقر الغابات الجفاف إطارات التنمية المستدامة الطاقة من أجل التنمية المستدامة الزراعة حفظ وإدارة الموارد الطبيعية التنمية المستدامة في القارة الإفريقية تغيير أنماط الاستهلاك والإنتاج الغير صحيةمبادرات واتفاقيات حوض النيل اللهم احفظ مصر واهلها ونيلها من كل سوء