الدول كالرجال منها القوى المؤثرالعظيم ومنها الضعيف الخاضع الخانع التابع. الدولة العظمى هي دولة لديها القدرة على فرض نفوذها عالميآ, مما يميزها امتلاكها لقوة اقتصادية وعسكرية ودبلوماسية وثقافية تسمح لها بفرض رأيها على الأمم الأصغر منها قبل اتخاذها لأي خطوة من تلقاء نفسها,أيضآ مقومات أخرى كمساحة من الأرض كبيرة وعدد سكان كبير بالأضافة مؤسسات ونظم تسود الدولة. مصر لديها الكثير من مقومات الدول العظمى ,وما ينقصها فى يد أما حكامها أو شعبها,فى التاريخ البعيد مصر كانت دولة عظمى,أما فى التاريخ القريب ثمة تجربتيين,أولهما تجربة محمد على باشا(1805م-1848م)استطاع ذلك المجند الألبانى أن يصل بمصر إلى مصاف الدول العظمى,عسكريآ قام بانشأ جيش قوى وأسطول بحري كبير,وصل نفوذة جنوبآ حتى أثيوبيا وشرقآ إلى بلاد الحجاز ,شمالآ إلى حدود الأستانة,وعلميآ أول من أرسل بعثات علمية لدراسة العلوم العسكرية ,وأهتم بالزراعة والري والصناعة ,حتى أتفق علية أعداء الأمس فرنسا وأنجلترا وروسيا والنمسا وتم تقليص نفودة وتحجيم قوتة عن طريق معاهدة لندن فى يولية سنة 1840م بين تلك الدول من جانب والخلافة العثمانية من الجانب الأخر,نصت المعاهده على منح محمد على واسرته الحكم الوراثى فى مصر بشرط تظل مصر ولاية عثمانيه وتحت الوصاية الاوربيه التى فتحت باب التدخل الاجنبى فى شئون مصر(وحتى اليوم). التجربة الثانية هى التجربة الناصرية بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر(1954م-1970م)والتى قاد مصر إلى الزعامة الأقليمية والعالمية,وأهتم داخليآ بالاقتصاد والزاعه والصناعة وبنأ جيش وطنى قوى,لكن تم القضاء علي حلمة بنكسة 1967م بأتفاق دولى علية بعد فشل المحاولة الأولى بالعدوان الثلاثى على مصر 1956م بفضل ذكائة وأدارته للمعركة سياسيآ على أكمل وجه,مما أخرجة من هذا العدوان زعيم وبطل وأصبحت مصر دولة رائده فى المنطقة على مستوى العالم الثالث ودورها المجيد فى حركات التحرر العالمية. لذلك الأستعانة بالخارج أمر ليس بالمفيد للتقدم والأزدهار,لكنة للأستقرار فقط,فدول العالم الخارجى ليس من مصلحتة,ونعيد ونكرر ليس من مصلحتة أن تصبح مصر دولة كبرى كذلك ليس مصلحتة أنهيار مصر,والمصلحة الأكيدة لتلك الدول أن تصبح مصر مستقرة سياسيآ لتنفيذ مصالحها فى المنطقة,وأقتصاديآ بأن يأكل الشعب المصري ويلبس فقط,وكانت هذه السياسة سياسة النظام السابق نظام مبارك وجاءت جماعة الأخوان المسلمين وسارت على دربه,دون التعلم من تاريخ مصر المليئ بالتجارب والخبرات. أيها المرشد العام يا حاكم مصر من خلف الستار أن كنت تريد مصر دولة كبرى فعليك بالأستعانة بشعبها فقط(ولا أظن أنك تريد هذا),وأن كنت تريد حكم البلاد فقط عن طريق الأستقرار المنشود فأعلم أنك بعد ثورة يناير 2011م لن تستمر كثيرآ فى حكم مصر.