هى فى تصورى حضارة الوفرة والإجتهاد معا فلولا الوفرة ما إزدهرت الحضارة ؟ ذلك أنه عندما لا يوجد فى بيتك سوى الدقيق واللحم والأرز - مثلا - فأنت لن تملك رفاعية إبتكار الكيك والبسكوتات والصوانى فى الفرن لأنك لا تملك البيض واللبن والسكر والسمن وأذا امتلكتهم لكنهم كانوا بالكاد كافين لتناولك مثلا بيضة كل يومين وقطعة سكر كل يوم وكوب لبن واحد فأنت أيضا لن تمتلك رفاهية إبتكار الكيك والبسكويت وغيرهم لأن كل ما تملكه بالكاد كاف لتناولك له بطريقة سريعة بسيطة غير معقدة يعنى حتشرب اللبن حليب وكتر خير الدنيا وتاكل البيضة وتحط قالب السكر فى لقمة عيش ولا كباية شاى وخلاص أما لوكنت تملك الوفرة ولا تملك الذكاء والموهبة فستظل طوال عمرك تتناول ما هو موجود عندك كما أنعم الله عليك به خام زى ما هو وكما فعل إخواننا العرب فى شبه الجزيرة طوال آلاف الأعوام حيث توفر لهم الرزق من حمل التجارة من اليمن للشام ومن الشام لليمن ولم يطوروا ما حملوا ويضيفوا للحضارة.. إذن لك أن تكون واحد من إثنين إما الثائر الذى يرغب فى التغيير أو محمد مرسى الحرامى اللى جه للرئاسة فوجد الفساد والسرقة مستقرين ففعل كما فعل من قبله. لك أن تكون الثائر الحالم بغد أفضل أو الأخ الاعرابى بتاع نديله فرصة وحكامنا أحسن ناس وخلينا نايمين فى العسل بدون شغل ولا تشغيل دماغ لأن حكامنا يريدونا كذلك لك أن تكون الصانع والزارع أو تكون التاجر الإعرابى الجاهل الذى يحمل بضائع لا يعرف كيف صنعت ولا يجرؤ على التفكير فى تطوير صناعتها لك أن تكون بنى آدم متطور محترم أو معفن يدافع عن سادته على صفحات الفيسبوك ويتظاهر ليضرب الثوار لقاء مائتى جنيه أو ضابط همام من ضباط الداخلية قاتلى الثوار.