الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بدأ صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، اليوم زيارة رسمية للمملكة المتحدة تستمر يومين، وذلك تلبية لدعوة من جلالة الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا. وتعد هذه الزيارة الرسمية الأولى التي يقوم بها صاحب السمو رئيس الدولة للمملكة المتحدة منذ زيارة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، في عام 1989. وتفتح زيارة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله إلى بريطانيا ملف العلاقات الإماراتية البريطانية التي تمتد لعقود طويلة وتؤسس لعلاقات مستقبلية أكثر عمقاً وتطوراً، نتيجة الإمكانيات التي يتمتع بها البلدان والرغبة الصادقة في الوصول بها إلى مستويات أكثر تقدماً وفق برامج وخطط محددة متفق عليها بين البلدين. وقد تميزت العلاقات الإماراتية البريطانية على مدى عقود طويلة بعلاقة تبادلية توطدت بشكل كبير مع قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر من عام 1971، وبقيت هذه العلاقة إلى الآن تتجدد كل فترة لتعزيز أواصر الصداقة بين البلدين. وقد أسس لهذه العلاقة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في الخمسينيات من القرن الماضي، حيث قام في عام 1953 بزيارة للندن تعرف من خلالها على مظاهر النهضة العمرانية فيها، وذلك في وقت كانت فيه إمارة دبي قد شهدت تطورا تجاريا ملحوظا أتاح المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم من خلالها للعديد من الشركات البريطانية، كشركة “كري مكنزي” و”البنك البريطاني للشرق الأوسط” وغيرهما من المؤسسات فرصة العمل في دبي ومواكبة تطور الإمارة ودولة الإمارات عموماً. وقام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله بين عامي 1960 و1966 بزيارات لبريطانيا كانت في مجملها تهدف إلى التعرف على مشروعات قد تفيد الإمارة في نهضتها، حيث أجرى في مايو 1966 مباحثات مع العديد من الدبلوماسيين في وزارة الخارجية البريطانية. زيارة اليزابيث وضمن هذا السياق، قامت الملكة إليزابيث الثانية بزيارتها الرسمية الأولى للإمارات في 25 فبراير عام 1979 عبر مطار دبي، وشمل برنامج الزيارة افتتاح مقر بلدية دبي الحالي بحضور المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وسمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية رئيس البلدية، كما قامت بافتتاح مقر مركز دبي التجاري العالمي ومقر ميناء جبل علي، وتسلمت مفتاح مدينة دبي كما شملت الزيارة معالم مدينة أبوظبي ومدينة العين. وفي عام 1989 قام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بزيارة رسمية للمملكة المتحدة لمد جسور التعاون والود والسلام بين البلدين، وحظيت الزيارة باستقبال الملكة وإقامة الحفلات للوفد الإماراتي الذي زار مقر الحكومة في 10 داونينج ستريت، حيث كان للزيارة وقع سياسي مهم بين البلدين. وقامت الملكة إليزابيث الثانية بزيارة رسمية أخرى للإمارات في عام 2010، أعطت انطباعاً عن مدى قوة العلاقات بين البلدين التي تعززت عبر سنوات طويلة على المستويين الرسمي والشعبي. وتقوم العلاقات القوية بين الإمارات وبريطانيا على حرص البلدين على التمسك بالقيم والمساهمة في الحفاظ على السلام العالمي، إذ تتصدر الإمارات وبريطانيا الجهود الدولية الرامية إلى محاربة التطرف، وتشاركان معاً في ترؤس المجموعة العاملة لمكافحة التطرف التابعة للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، إضافة إلى تعاونهما المتزايد على صعيد التنمية العالمية. زيارة كاميرون وجاءت زيارة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لدولة الإمارات في الخامس من نوفمبر عام 2012 ترسيخاً لعلاقات الصداقة بين البلدين، حيث أكد كاميرون خلال الزيارة عمق علاقات الصداقة ين الإمارات وبريطانيا. ولفت إلى أن أكثر من 100 ألف بريطاني يعيشون في الإمارات ويقدرون الثقافة الإماراتية والمجتمع الإماراتي إضافة إلى نحو مليون بريطاني يزورونها سنوياً. ومن جانبه، أكد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خصوصية العلاقات التي تربط أبوظبيولندن، لافتاً إلى أنها علاقات تاريخية تمتد لأكثر من 200 عام. وأكد البلدان في بيان مشترك استمرار الشراكة الإماراتية - البريطانية، فيما يتصل بتعمق العلاقة الدفاعية ومواصلة تطوير الخطط المشتركة من أجل أمن الإمارات ومنطقة الخليج ككل. ترحيب بريطاني بالزيارة إلى ذلك، رحب اللورد مايكل هوارد وزير الداخلية البريطاني الأسبق، رئيس المجموعة الإماراتية - البريطانية البرلمانية لجميع الأحزاب، والزعيم السابق لحزب المحافظين البريطاني، وبوريس جونسون عمدة لندن، بالزيارة الرسمية التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله إلى المملكة المتحدة اليوم، وأكدا ثقتهما في متانة العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وبريطانيا. وأكد اللورد مايكل هوارد وزير الداخلية البريطاني الأسبق رئيس المجموعة الإماراتية - البريطانية البرلمانية لجميع الأحزاب، والزعيم السابق لحزب المحافظين البريطاني، نمو وتميز العلاقات بين الإمارات والمملكة المتحدة. وقال في تصريح بمناسبة الزيارة “يسرني أن أرى هذا النمو في العلاقات الإماراتية - البريطانية، وأتطلع للقاء صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان أثناء زيارته للمملكة المتحدة”، مشيراً إلى المصالح والقيم المشتركة بين البلدين، وهذا ما لمسه عند زيارته للدولة. وأضاف اللورد هوارد الذي زار الإمارات على رأس وفد المجموعة الإماراتية - البريطانية البرلمانية لجميع الأحزاب قبل عدة أشهر:”ما أذهلني في تلك الزيارة هو التقدم الذي حققته الإمارات في تنويع اقتصادها خارج إطار قطاع النفط والخطوات التي تقدمت بها على صعيد تمكين المرأة، فقد لاحظنا أثناء زيارتنا لإحدى المنشآت الصناعية أن نحو 80 في المائة من العاملين الإماراتيين فيها كانوا من النساء، هذا يجعل الإمارات على أهبة الاستعداد لخوض المنافسة العالمية وضمان مستقبل لا يعتمد فيه الاقتصاد على النفط ولعب دور مهم على الساحة العالمية”. من جهته، قال عمدة لندن بوريس جونسون الذي زار الإمارات مؤخرا “استمتعت بزيارتي إلى دولة الإمارات، ولمست كرم ضيافة أهلها، مرحباً بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في لندن، آملا أن يستمتع سموه بزيارته إلى بريطانيا”. كما أعرب جونسون عن ثقته في توطيد وتعزيز علاقات البلدين، وفتح آفاق أوسع للتعاون خلال المرحلة المقبلة.