سيظل التاريخ شاهدا على انجازات جهاز المخابرات المصرى ومنها على سبيل المثال لا الحصر: رصد اهم 72 شبكة جاسوسية فى مصر واعدام أعضائها فى يونيه 1973. ومن يمكن أن ينسي الهجان والشوان والثعلب؟
يعتبر جهاز المخابرات العامة فى مصر او جهاز الدفاع الوطنى من اعظم الاجهزة الامنية فى مصر والعالم العربى والاسلامى والعالم اجمع فى العصر الحديث وقد تم الاحتفال منذ فترة بمرور 55 عام على انشائه لحماية الامن القومى المصرى وفيه تم عرض فيلم بالتليفزيون المصرى عن تاريخه واهم انجازاته. وقد بدأت الإنجازات الكبري لهذا الجهاز الذي أنشأه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، مع احتدام الصراع مع العدو الصهيوني قبل وبعد حرب 1967 ؛ وهذه العمليات هي التي ساهمت بدورها بشكل كبير في تحقيق الانتصار الأعظم في تاريخ مصر بحرب اكتوبر 1973 . أنشئ الجهاز بعد ثورة يوليو 1952 لكي ينهض بحال الاستخبارات المصرية، حيث أصدر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر (1954 - 1970) قراراً رسمياً بإنشاء جهاز استخباري حمل اسم "المخابرات العامة" في عام 1954 وأسند إلى زكريا محي الدين مهمة إنشائه بحيث يكون جهاز مخابرات قوي لديه القدرة على حماية الأمن القومي المصري. ورغم جهود كل من زكريا محي الدين وخلفه المباشر علي صبري ؛ إلا أن الانطلاقة الحقيقية للجهاز كانت مع تولي صلاح نصر رئاسته عام 1957 حيث قام بتأسيس فعلي لمخابرات قوية واعتمد على منهجه من جاء بعده، فقد قام بإنشاء مبنى منفصل للجهاز وإنشاء وحدات منفصلة للراديو والكمبيوتر والتزوير والخداع. والتاريخ يذكر الكثير عن الاعمال العظيمة لهذا الجهاز فبعد نكسة 1967 لمصر انتشر الجواسيس فى مصر وقد تم اسقاط معظم الجواسيس فى عمليات ناجحة ولاينسى التاريخ اعدام 72 جاسوس فى يونيه 1973 كانوا منتشرين فى مصر منهم هبة سليم الذى توسطت جولدا مائير بنفسها لتخفيف الحكم ولكن السادات ابى ذالك والتاريخ يذكر اشهر انجازتة رافت الهجان واحمد الهوان الشهير بجمعة الشوان والثعلب الفنان سمير الاسكندرانى الذى مازال يعيش حتى تاريخ كتابة هذة السطور ومن إنجازاته أيضا انه رصد المهندس ادهم ابن اخت عثمان احمد عثمان الذى عمل جاسوس لصالح اسرائيل بعد حرب اكتوبر المجيدة وامر السادات وقتها باعدامه رغم صلة المصاهرة بين السادات وعائلة عثمان ليكون مصير كل من خان هذا البلد الامين. حتى وقت قريب كانت شخصية رئيس المخابرات المصرية تعتبر سرية وغير معروفة إلا لكبار قيادات الجيش ولرئيس الجمهورية بالطبع، الذي يقوم بتعيينه بقرار جمهوري، ولكن رئيسها السابق اللواء عمر سليمان كسر هذا التقليد حيث أعلنت الصحافة اسمه عدة مرات قبل أن يصبح شخصية معروفة بعد مصاحبته للرئيس السابق مبارك في جولاته إلى فلسطين والولايات المتحدة. ثم تباعاً؛ تم إعلان تعيين اللواء مراد موافي مديراً للمخابرات في 31 يناير 2011 ، بعد تعيين عمر سليمان كنائب للرئيس السابق لجمهورية مصر العربية . ويعتبر جهاز المخابرات العامة افضل سادس جهاز استخباراتي عل مستوى العالم. وقد قام الرئيس محمد مرسي باقالة اللواء مراد موافى عصر يوم الثلاثاء الموافق 8 اغسطس عام 2012 وتعيين اللواء محمد رأفت عبد الواحد بدلا منه. ويعتبر اللواء عمر سليمان الذى عرف قدر نفسه.. وقدر وطنه.. رحم الله رجلا.. حمل الأمانة فى أثقل أعبائها.. وتحمل عبء اللحظة الأخيرة فى إعلان كلمة النهاية.. رغم أنه، أكثر من غيره.. يعرف جيدا ما تعنيه هذه النهاية. وقد كشف اللواء عمر سليمان سيناريوهات هجوم 11 سبتمبر على امريكا قبل وقوعها ب 3 سنوات، كما ساهم في إحباط محاولة من معمر القذافى لقلب نظام حكم جعفر النميرى فى السودان وفي إحباط محاولة اغتيال أهم 8 رؤساء فى العالم بقمة دول الثمانى بإيطاليا، وبناء علي ما توصل إليه من معولمات استخباراتية بلاغة السرية، حددت لأمريكا مكان الإرهابي أيمن الظواهرى فى اليمن لكنها فشلت فى اغتياله. ويشار هنا إلى كانت نهاية اللواء عمر سليمان غامضة إلي حد كبير، حيث يؤكد مراقبون وتشير تقارير عدة أنه راح ضحية عملية اغتيال نفذتها الاستخبارات الأمريكية والموساد الصهيوني، بعد تهديده لجماعة الإخوان المسلمين بفتح ملفاتهم السوداء التى كان وحده يملك مفاتحها على وجه الأرض، وهو ما يتنافي وضرورات المرحلة التاريخية التى يحاول فيها الكيان الصهيو أميريكي تصعيد الجماعات المتأسلمة، وبخاصة :الإخوان" علي سبيل تفتيت ما تبقي من وحدة عربية وقومية، لصالح إعادة تقسيم دول المنطقة على أساس إثني على خلفية الصراعات الطائفية المتوقع افتعالها في مصر، لتتحول إلى عراق أو سودان أو لبنان آخر. وكانت اخر انجازته، اتخاذ عديد من الإجراءات الاضطرارية والطارئة لمواجهة الاضطرابات الأمنية غير المسبوقة نتيجة فتح الحدود بين مصر وغزة لكل هارب اثناء وبعد ثورة 25 يناير، وكان المثير للدهشة تلك السهولة التى وصل بها عدد من هؤلاء الهاربين بما فيهم من المحسوبين كإرهابيين، إلى كبري مناصب فى الدولة، وهو ما ترادف معه أن أصبحت مصر - خلال شهور قلائل - دولة حافة الهاوية. من هنا يمكن إعادة رصد الأسباب التى دعت منتمين إلى الجماعة لمحاولة التشكيك وطنية جهاز المخابرات العامة، من منطلق محاولة أخطر لإسقاط الدولة ذاتها، مؤسسة وراء مؤسسة، وذلك بعد أن أصبحت مؤسسة القضاء على شفا الانهيار في ظل اعتبار قراراتها وأحكامها (غير واجبة النفاذ أو غير ملزمة كما خرج علينا النائب العام في تصريح له أمس) وكذا بعد تدمير ثم السيطرة على جهاز الشرطة فى براثين الاخوان وانضمام مشليات الاخوان للعمل بجهاز الشرطة لقتل واعتقال وتعذيب الشباب والشعب المصرى، ومن ثم جاء الدور على جهاز المخابرات والذى وجه إلى المهندس ابو العلا ماضى رئيس حزب الوسط قذائفه المباشرة بزعمه أنه - أي جهاز المخابرات - قام بتسريح 300 الف بلطجى فى مصر، وهو ما لا يعدو كونه محاولة للتغطية على أساليب جماعته "الخاصة" في التعامل مع المعارضين لهم باستخدام ميليشياتهم المسلحة. وتكشف "مصر الجديدة" هنا سر خطير، محتفظة باسم مصدرها، وهو ان الرئيس د. محمد مرسى كان فى زيارة هذا الجهاز منذ 12 يوما بناءً على طلبه، وفوجئ القيادات الاستخباراتية التى التقته بحضوره مع شخصيات أخري ليست من الفريق الرئاسي وذلم لأول مرة مما دعا القيادات العسكرية إلى عدم التطرق إلى أية أحاديث تتعلق بالأمن القومي لمصر خشية أن يستفيد منها هؤلاء "الغرباء". كما أن أنباء قد تواترت أخيرا بشأن تردد المهندس خيرت الشاطر على نفس الجهاز على مدي الأيام القليلة الماضية، وذلك قبيل إطلاق زميله الإخواني "أبو العلا ماضي" لتصريحاته المفاجئة ضد المخابرات المصرية. إن مصر الدولة والمؤسسات، وعلى رأسها الجيش والأجهزة العسكرية التابعة له، بما فيها جهاز المخابرات العامة، جميعا في نطاق الاستهداف، بحسب تصريحات الفريق حسام خير الله - وكيل أول المخابرات العامة السابق - وقد أكد في تصريح ل"مصر الجديدة"، أن جيش مصر مستهدف بكل تأكيد من جانب جماعة الإخوان المسلمين وأذرعها خارج مصر وأقربها حركة حماس في غزة. وأوضح أن جيش بهذه القوة وذلك التنظيم بما يجعله الأقوي في المنطقة بكل المقاييس العسكرية هو موضع حقد ويواجه الآن محاولات حقيقية لاختراقه فإن لم يتم الاختراق فإسقاطه هو الحل بالنسبة لهم، حتى ولو كان الثمن إسقاط مصر كلها كدولة وغرق شعبها في بحور دم الحروب الطائفية التى يتم جر البلاد إليها جرا خلال هذه الأيام.