تصاعدت التكهنات بنشوب مواجهة عسكرية "مرعبة" بين الكوريتين، الشمالية والجنوبية، على خلفية تحركات وصفت بالعدوانية المتبادلة بين البلدين، اللتان تقف وراءهما دولتان كانتا في عصور مضت بمثابة قطبي العالم الشرقي والغربي، وهما أمريكا وروسيا "الاتحاد السوفييتي سابقا). وفيم يري مراقبون أن الدولتين اللدودتين كانت تتبعان لسياسة التصعيد وصولا إلى حافة التهديد بتوجيه ضربة نووية، قبل النزول بمنحني المواجهة إلى التهدئة تدريجيا، فإن تقارير متعددة تشير إلي أن هذا السيناريو لا تزيد نسبة احتماليته عن 25 بالمائة وسط سيناريوهات أخري اشد وطأة وخطورة على شبه الجزيرة الكورية .. والعالم أجمع. دعت روسيا كافة الأطراف المعنية في أزمة شبه الجزيرة الكورية إلى ضبط النفس والتحلي بالمسؤولية، وذلك بعدما أعلنت كوريا الشمالية أنها في "حالة حرب" مع الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية. وقال غريغوري لوغفينوف مسؤول ملف كوريا الشمالية بوزارة الخارجية الروسية "نأمل أن تظهر الأطراف كافة أقصى درجة من المسؤولية وضبط النفس، وألا يتجاوز أحد خط اللاعودة." وأضاف لوغفينوف في تصريحات لوكالة انترفاكس الروسية للأنباء "بالطبع لا يمكننا البقاء غير منخرطين مع أوضاع تثور فيها التوترات بالقرب من حدودنا الشرقية." وقالت بيونغيانغ الجمعة في بيان "من الآن، العلاقات بين الكوريتين دخلت في حالة حرب وكل الأمور بين الكوريتين سيتم التعامل معها وفقاً لبروتوكول الحرب". واضاف البيان الذي نقلته الوكالة المركزية الكورية الشمالية للأنباء "حالة اللا حرب واللا سلم في شبه الجزيرة الكورية انتهت أخيراً". دمية أمريكية ووصف البيان كوريا الجنوبية بأنها "دمية" في يد الولاياتالمتحدة، واعتبر مناوراتهما العسكرية المشتركة التي بدأت مؤخرا "عدواناً". بالمقابل، أعلن البيت الأبيض أنه يتعاطى "بجدية" مع التهديدات الجديدة التي أطلقتها كوريا الشمالية، مؤكدا في الوقت نفسه أن هذه التهديدات ليست جديدة على بيونغيانغ. وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي كيتلين هايدن "شاهدنا التقارير الإخبارية بخصوص بيان جديد غير بناء صدر عن كوريا الشمالية. نحن نأخذ هذه التهديدات بجدية ونبقى على اتصال وثيق مع حليفنا الكوري الجنوبي". تهديد آخر وفي تطور لاحق، هددت كوريا الشمالية بإغلاق منطقة صناعية مشتركة مع كوريا الجنوبية بسبب ما اعتبرته بيونغيانغ إهانات من سول. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية في كوريا الشمالية عن الهيئة المسؤولة عن إدارة المنطقة الصناعية قولها في بيان "إذا استمرت مجموعة الدمى الخائنة في ذكر أن العمل مازال جاريا بمنطقة كايسونغ الصناعية وتجرح كرامتنا، فسيتم وقف العمل بها وإغلاقها بلا رحمة." وتستهجن بيونغيانغ القول بأن العمل مازال جاريا في المنطقة الصناعية فقط لجمع المال لصالح كوريا الشمالية، حسبما توضح وكالة رويترز للأنباء. ومنذ الثاني عشر من فبراير/ شباط الماضي، ارتفعت حدة التوتر بشكل ملحوظ في شبه الجزيرة الكورية عقب اجراء كوريا الشمالية تجربة نووية ثالثة. كما أصدرت بيونغيانغ تهديدات متكررة ضد الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية في الأسابيع الأخيرة، بما فيها تهديدها بشن "ضربة نووية استباقية" على الولاياتالمتحدة، والغت العمل باتفاق الهدنة الذي وضع نهاية للحرب الكورية عام 1953. وكانت كوريا الشمالية قد قطعت الاربعاء الخط الهاتفي العسكري الساخن، آخر خط اتصال مباشر بينها وبين جارتها الجنوبية. مواجهة مسلحة من جانبها تناولت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تهديدات كوريا الشمالية بشن حرب نووية ضد جارتها الجنوبية والولاياتالمتحدة، مؤكدة أنها قد تكون بداية حرب عالمية ثالثة، وقللت من قدرات الدولة في الشيوعية في إشعال حرب واسعة النطاق نظراً لعدم امتلاكها تقنيات نووية تمكنها من تحميل صواريخها برؤوس نووية، إلا أنها لم تستبعد خطر وقوع أخطاء أو سوء حسابات قد يجر إلى المواجهة المسلح. ورجحت "واشنطن بوست" في تقريرها التحليلي قيام كوريا الشمالية بهجوم صغير نسبياً كذلك التي نفذته قواتها بقصفة جزيرة "بيونبيونغ" التابعة للشطر الجنوب عام 2010. مسألة ساعات أما صحيفة دايلي ميل البريطانية، التوتر في شبه الجزيرة الكورية، ونقلت عن أحد أصحاب شركات السياحة، التي تنظم زيارات سياحية لبيونغ يانغ، عاصمة كوريا الشمالية، تلقيه تحذيراً من هناك بأن الحرب على وشك الوقوع بعد نصبها لصواريخ نووية استعدادا لمهاجمة الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتلقى ديلان هاريس، مدير شركة "سفريات لوبين" المتخصصة في تنظيم رحلات سياحية لوجهات غير سياحية كتشرنوبيل في روسيا وصربيا وإيران، ولديه مجموعة سياح في بيونغ يانغ حالياً، رسالة إلكترونية من السلطات في كوريا الشمالية تحذره من خطورة الوضع وأن اندلاع الحرب ربما مسألة ساعات. تايمز أوف إنديا