كيف نربح المعركة مع نظام أثبت ذكاءه بالرغم من عبثنا السياسي؟ مع احترامي وموافقتي مع من يدافعوا عن حق الجميع في انتقاد الشيخ معاذ أو غيره من أقطاب المعارضة، فإننا في هذه الظروف التاريخية والإنتقالية بغنى عن التشرذم والخلافات العلنية التي تزيد من إحباط شعبنا المنكوب. الشيخ معاذ رمز للمعارضة لكونه رئيس الإئتلاف وهو بالتالي رئيسنا ويجب احترامه ليس فقط لشخصه وسيرته العطرة بل لمنصبه.. للشيخ معاذ شعبية كبيرة ولا أحد يشك باسقلال قراره عن أي ضغط خارجي أو مصلحة شخصية وهذا شيء لا ينطبق على كثير من المعارضين السياسيين... مواكبة دعاة سحب ثقة الإئتلاف من معاذ من متشددي المجلس سيؤدي إلى سحب ثقة الداخل من المجلس والإئتلاف .. أقول قولي هذا وأنا مدرك لنزعة الشيخ معاذ في التفرد أحياناً بقرارات استراتيجية، كالمبادرة التي طرحها، ثم قراره بتأجيل الإجتماع لانتخاب رئيس للوزراء، إذ أنه يدرك أهميته للإئتلاف كما أنه مدرك لعقم كثير من المداولات داخل الإئتلاف.. علينا التواصل معه باحترام وليس التهجم عليه بوقاحة وعلى الملأ كما يفعل بعض نجوم الفضائيات الذين مللنا من خطاباتهم المكررة.. الخلافات الشديدة التي حصلت بين الأخت سهير والشيخ معاذ مؤخراً وكذلك الرسالة المفتوحة الموجهة له من قبل أمين سر الإئتلاف الأخ مصطفى الصباغ تزيد من الجفاء وعدم الثقة بينهما، وتحبط الشعب، وتزيد وتطيل من محنته، وتأتي كهدية مجانية للنظام. قد يكون الحل المعقول هو انتخاب هيئة تنفيذية من الخبراء والتكنوقراطيين تعمل من الناحية العملية كحكومة ظل لتسيير أمور العباد في المناطق المحررة، وتستلم مقعد الجامعة العربية، بدون أن تغلق باب مبادرات التسوية مع النظام على قاعدة مهمة الأخضر الإبراهيمي وبيان مؤتمر جنيف في الصيف الماضي بصرف النظر عن مدى تطابق هذه الحجة مع الواقع العسكري القائم في سورية، والذي برأيي الشخصي وبرأي الكثيرين قد تجاوز كل إمكانية للتفاوض والحل السياسي. بالرغم من الكثير من قرارات النظام الغبية هنالك قرارات أخرى تنم عن المكر والذكاء من قبل جهابذة النظام كمنع الإعلام المستقل وتصدير الأزمة لدول المنطقة وتحريك الرأي العام لمكافحة الإرهاب الذي صنعه بنفسه وتخويف الأقليات والغرب من مغبة سقوطه ومن مخاطر البديل القادم.. مهما آلت عليه الأمور السياسية فإنني موقن بأمرين: 1- حتمية الإنتصار إن شاء الله من خلال استمرار شعبنا لدعم الثوار. 2- أهمية أن ننشئ هيئة وطنية مالية غير ربحية لدعم الثورة في الداخل ولشرعنة وتوحيد قرارات الجيش الحر وتنظيم وتنسيق الجهود الإغاثية والخدمية ودعم المشاريع الصغيرة والحيوية لكي يعتمد الشعب على نفسه وللتخطيط لإعادة الإعمار بعيداً عن أية إملاءات خارجية أو أية أجندات سياسية أو إيديولوجية أو عقائدية.