سفير الهند ومحرر "مصر الجديدة" اكد السفير الهندى نفديب سورى بأن بلاده تكن كل تقدير واحترام للدور الهام الذى يلعبه الازهر الشريف وجامعته فى نشر المفاهيم السمحة ونشر السلام والمحبة والفكر المستنير بين ارجاء الهند من خلال العلماء الهنود الذى تلقوا تعليهم بجامعة الازهر واشاد سورى بالتواصل بين المؤسسات التعليمية فى كل من مصر والهند مؤكدا أنه شعر بروح غاندى فى ميدان التحرير، وذلك عبر حواره المهم مع "مصر الجديدة"، وننشره من خلال السطور التالية:
لماذا وافقتم على إنشاء المركز التكنولوجى بالأزهر؟ لأن قدر الأزهر كبير عندنا والحكومة الهندية تؤمن بالدور البارز الذى يلعبه الأزهر الشريف فى نهضة الهند من خلال الطلاب الهنود الدارسين بكافة كليات الأزهر لذا كانت الموافقه على إنشاء مركز تكنولوجيا المعلومات بجامعة الأزهر الشريف؛ حيث تقوم جامعة الأزهر بتوفير المبنى اللازم، بينما تقوم الحكومة الهندية بتوفير أحدث المعدَّات فى مجال تكنولوجيا المعلومات والأساتذة المدربين، وسيتم اختيار كبرى الشركات الهندية العاملة فى مجال تكنولوجيا المعلومات لتصميم برامج هذا المشروع الضخم. هل يمكن وصف التعايش والتنوع فى الهند من خلال كلمات موجزة ؟ إننا نفخر فى الهند بالتنوع الدينى والأيدلوجى والفكرى والثقافى بين مختلف فئات الشعب الهندي، والذين تجمعهم محبة وطنهم وحرصهم على تقدمه وازدهاره؛ فرئيس الجمهورية هندوسي، ونائب رئيس الجمهورية محمد حامد الأنصارى مسلم، ورئيس الوزراء من السيخ، ورئيسة أكبر حزب حاكم سونيا غاندى مسيحية؛ ممَّا يعكس مدى التسامح الذى يربط بين كافَّة فئات الشعب الهندي، علمًا بأن لدينا أكثر من مائة وسبعين مليون مسلم؛ ممَّا يجعل مسلمى الهند ثانى أكبر كتلة مسلمة بعد دولة إندونيسيا. هل هناك نظم مستحدثه للتيسير على المواطنين فى الحصول على تأشيرة السفر للهند؟ بالتأكيد فقد قمنا مؤخرا باستحداث نظام جديد لإصدار التأشيرة و ذلك تسهيلا لتقديم طلبات الحصول على التأشيرة عبر شبكة الإنترنت. وبذلك يمكن للراغبين فى الحصول على التأشيرة أن يقوموا بملء طلبات الحصول على التأشيرة من خلال الدخول على موقع السفارة الهندية على الإنترنت www.indembcairo.com . و يمكن القيام بملأ طلبات الحصول على التأشيرة فى أى وقت و من أى مكان متوفر فيه خدمة الإنترنت. و فى إطار النظام الجديد، سيكون بمقدور مقدمى الطلبات أن يُدخلوا كافة بياناتهم بأنفسهم و الحصول على موعد مناسب لتقديم جواز السفر الخاص بهم للسفارة الهندية.
كيف تنظرون إلي الأوضاع الحالية في مصر؟ نحن نقدر ثورة 25 يناير المصرية تقديراً كبيراً وكذلك ننظر إلي ما يحدث في مصر والفترة الانتقالية بتقدير واحترام حيث هناك تحول ديمقراطي يحدث في مصر بالتعاون بين الحكومة والمواطنين أنفسهم، كما نشجع التظاهرات السلمية ونقدر ما حدث من مظاهرات خلال بداية الثورة المصرية حيث شاهدنا عبر شاشات الفضائيات من رفع صور "لغاندي" في إشارة إلي الاعتماد علي سياسة اللاعنف في المظاهرات. تقول بأنك شعرت بغاندى فى مصر ؟ نعم فكما ذكرت لك بأن رفع صور غاندى فى المظاهرات واستعانة بعض شباب الثورة بمقولاته الشهيرة يدل على أن روح غاندي المتمثله فى السلم واللاعنف سادت ميدان التحرير خلال ثورة 25 يناير المجيدة . هل هذه الروح مفيده فى هذه الأيام ؟ سياسة اللاعنف من أقوى الأسلحه فهو أقوى من أسلحة الدمار الشامل والثوار كانوا حريصين كل الحرص على إتباع السلمية ونيل حقوقهم باللاعنف وقد تحقق ما أرادوا ونجحت الثورة . وأكدوا للعالم أنهم أصحاب رسالة سلام بقولهم “سلمية .. سلمية ” في مواجهة الرصاص والموت بكل شجاعة كما فعل غاندي في كفاحه ضد الاحتلال البريطاني. ما هي رؤيتكم لمستقبل العلاقات السياسية المصرية - الهندية خلال المرحلة المقبلة؟ العلاقات المصرية - الهندية متميزة للغاية وهناك تنسيق وتشاور مستمر بين البلدين في جميع المجالات وعلي جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية خاصة في ظل وجود لجنة مشتركة بين البلدين بالإضافة إلي العديد من الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين في العديد من المجالات. فهناك زيارات متبادلة بين البلدين علي جميع المستويات بالإضافة إلي التعاون الفني وكذلك التنسيق بين الجانبين في المحافل الدولية والإقليمية مثل حركة عدم الانحياز وغيرها خاصة إن مصر والهند من مؤسسي الحركة. - ما هو حجم التبادل التجاري بين البلدين ورؤيتكم لمستقبل الاستثمارات الهندية في مصر؟ لقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين أكثر من ثلاثة مليار حيث زادت صادرات مصر للهند خلال الفترة الماضية بعد الثورة والمغزى في هذا يكمن في انه علي الرغم من الأزمة المالية العالمية إلا إن التعاون بين البلدين مستمر بل انه يتطور وينمو بصورة كبيرة حيث يوجد في مصر نحو 50 شركة هندية ، منها 25 مشروعاً مشتركاً وفروع مملوكة بالكامل لشركات هندية حيث يبلغ إجمالي استثمارات الشركات الهندية في مصر أكثر من 2.5 مليار دولار وتعمل في مجالات المنسوجات والملابس الجاهزة والطاقة والكيماويات بما في ذلك الكيماويات المتخصصة والمواد اللاصقة والمستحضرات الطبية وتكنولوجيا المعلومات والدهانات والبضائع الاستهلاكية والرعاية الطبية وغيرها. وهل تأثرتم بأحداث الثورة وأغلقتم بعض المشاريع ؟ قامت بعض الشركات الأجنبية بإغلاق مصانعها وأعمالها في أعقاب ثورة 25 يناير لكن لم تغادر شركة هندية واحدة مصر في هذه الأثناء بل هناك ست شركات هندية قامت بضخ استثمارات جديدة أو قامت بالتوسع في إعمالها في مصر بعد الثورة. ولا زالت المشروعات الهندية تهتم بالمجيء إلي مصر بسبب موقعها الاستراتيجي وبسبب التسهيلات التي تقدمها الحكومة وإمكانية الوصول إلي الأسواق الأخرى وتوافر العمالة عالية التدريب. - هل تخدم هذه الشركات الشباب المصرى ؟ هذ جزء أساسى من عملها وقد ساعدت على توفير نحو 35 ألف فرصة عمل للمصريين وهو ما يشير إلي حجم التعاون بين البلدين وإصرار الهند علي زيادة استثماراتها ودعم التعاون مع القاهرة. - ما هي رؤيتكم للتعاون العلمي والثقافي بين البلدين ؟ لدينا تعاون مثمر بين البلدين في المجال التعليمي والعلمي والثقافي أيضا فهناك أكثر من مائة مصري يذهبون إلي الهند سنويا في منح دراسية. بالإضافة إلي التعاون الثقافي بين القاهرة ونيودلهي حيث يوجد تعاون ثقافي من خلال المهرجانات الثقافية والسينمائية والمسرحية ومشاركة الجانبين بها.. - ما هو الدور الذي يقوم به "منتدى الثقافة الهندي- الإفريقي" في دعم القارة والعلاقات الثنائية بين مصر والهند أيضا؟ المنتدى الهندي - الإفريقي مهم للغاية وله فلسفة متميزة حيث إنه ليس من شأننا إن نخبر الدول الإفريقية ما يجب إن تفعله ولكننا نساعد إفريقيا في المناطق التي تحتاج إلي مشاركتنا ولذا فإننا نركز علي تنمية القدرات البشرية في إفريقيا حيث سنقوم بإنشاء مائة معهد في القارة للتعليم في مجالات الزراعة والتعليم والمناخ وغيرها طبقا لاحتياجات الدول المختلفة. مشيراً إلي إن بلاده ستقوم خلال 5 سنوات بتوفير 20 ألف منحة للإقامة للتدريب والتعليم في مجالات مختلفة. مؤكدا انه في إطار مشروع الشبكة الالكترونية الإفريقية تم افتتاح مركز للتعليم عن بعد بجامعة الإسكندرية عام 2009الذى يمثل مبادرة طموحة من حكومة الهند لتوفير الخدمات المعرفية والاليكترونية إلي جميع دول القارة الإفريقية عبر القمر الصناعي والشبكات اللاسلكية والضوئية. وقال إن المشروع يعد نموذجا مشرفا لتعاون الجنوب - الجنوب حيث خصصت الهند قمراً صناعياً لتوفير خدمات الربط الالكتروني في إفريقيا من اجل العمل علي تدعيم التعاون وتوفير خدمات الربط للتعليم عن بعد وإتاحة خبرات عدد من أفضل الجامعات الهندية لسكان القارة السمراء. بالإضافة إلي توفير خدمات التعليم عن بعد لعشرة آلاف طالب إفريقي للحصول علي درجات جامعية مختلفة ودراسات عليا ودورات تنمية المهارات في مجالات مثل إدارة الإعمال وتكنولوجيا المعلومات وقطاع الإعمال الدولية
-ماهى أهم المشروعات التى قمتم بإفتتاحها بعد الثورة ؟ بعد الثورة المصرية كانت هناك 3 زيارات رسمية من الهند لمصر وزيارتان من مصر للهند، وكان الهدف من هذه الزيارات للوزراء الهنود هى التأكيد على دعم الهند لمصر فى المرحلة الانتقالية التى تمر بها مصر، ومن بين مجالات الدعم الهندى لمصر مجال التجارة والاقتصاد فعلى سبيل المثال تعد الاستثمارات الهندية من الأمور التى تعطى دفعة كبيرة للعلاقات ولاسيما فى هذه الفترة لأنها تساهم فى خلق العديد من فرص العمل، والهند كانت من الدول الأولى لإرساء الاستثمارات فى مصر فى فترة ما بعد 25 يناير، إذ تم فى أعقاب الثورة إقامة مشروع مشترك هندى مصرى باستثمارات تقدر ب250 مليون دولار لإنتاج البتروكيماويات وإنتاج الرقائق واللدائن البلاستيكية والذى سيستخدم فى تصنيع عبوات المياه المعدنية والغازية وزيوت الطعام وسيوفر 1000 فرصة للشباب فى محافظة السويس والعين السخنة، إلى جانب مشروع هندى آخر لشركة تى سى أى سنمار والتى لديها استثمارات تقدر ب 1.3 مليار دولار ببورسعيد، وستضاف استثمارات للمشروع بقيمة 400 مليون دولار «كمرحلة ثانية» خلال عام ، ويعمل بالمرحلة الأولى للمشروع ما يقرب من 500 مصرى ومؤخرا منذ أيام قليله افتتحت كيرلوسكار» الهندية مصنعًا لإنتاج طلمبات المياه فى الأقصر وأسوان وقال إن هناك ما يبلغ من 10 آلاف مزارع فى مصر يستخدمون المضخات الصغيرة لرى مايقرب من 150 الف فدان للأسهام فى تحقيق النمو الغذائى. موضحا أن هناك مشروعاً لإنشاء مصنع لها بمدينة 6 أكتوبر على مساحة 8000 متر مربع لانتاج مضخات المياه واصلاحها وصيانتها باستثمارات مبدئية تبلغ مليون جنيه استرالينى لتلبية احتياجات ومتطلبات السوق المصرى من مضخات المياه بمختلف القدرات والاحجام.