أكد السفير الهندى بالقاهرة آر.سواميناثان أن العلاقات بين البلدين تشهد طفرة ملحوظة منذ قيام ثورة 25 يناير بدليل تبادل 5 زيارات للتعاون بين الجانبين منذ الثورة.. وكشف «آر. سواميناثان» فى حوار مع «أكتوبر» عن قيام الحكومة الهندية بضخ استثمارات جديدة فى مصر بملايين الدولارات، مشيرًا إلى أن المشروعات الهندية فى مصر وفرت حتى الآن 22 ألف فرصة عمل للمصريين. وأوضح السفير الهندى أن بلاده لا تمانع فى التعاون النووى مع مصر، وأن الشعب الهندى عاشق لمصر بدليل قيام 100 ألف سائح هندى بزيارة مصر العام الماضى.. وفى السطور التالية قضايا أخرى عديدة فى الحوار مع السفير الهندى بالقاهرة.. *كيف ترى العلاقات المصرية الهندية بعد ثورة 25 يناير المصرية؟ **بعد الثورة المصرية كانت هناك 3 زيارات رسمية من الهند لمصر وزيارتان من مصر للهند، وكان الهدف من هذه الزيارات للوزراء الهنود هى التأكيد على دعم الهند لمصر فى المرحلة الانتقالية التى تمر بها مصر، ومن بين مجالات الدعم الهندى لمصر مجال التجارة والاقتصاد فعلى سبيل المثال تعد الاستثمارات الهندية من الأمور التى تعطى دفعة كبيرة للعلاقات ولاسيما فى هذه الفترة لأنها تساهم فى خلق العديد من فرص العمل، والهند كانت من الدول الأولى لإرساء الاستثمارات فى مصر فى فترة ما بعد 25 يناير، إذ تم فى يوم 23 يونيو الماضى إقامة مشروع مشترك هندى مصرى باستثمارات تقدر ب250 مليون دولار لإنتاج البتروكيماويات وإنتاج الرقائق واللدائن البلاستيكية والذى سيستخدم فى تصنيع عبوات المياه المعدنية والغازية وزيوت الطعام وسيوفر 1000 فرصة للشباب فى محافظة السويس والعين السخنة، إلى جانب مشروع هندى آخر لشركة تى سى أى سنمار والتى لديها استثمارات تقدر ب 1.3 مليار دولار ببورسعيد، وستضاف استثمارات للمشروع بقيمة 400 مليون دولار «كمرحلة ثانية» خلال عام ، ويعمل بالمرحلة الأولى للمشروع ما يقرب من 500 مصرى . *المؤشرات تبين أن حجم التبادل التجارى بين مصر والهند انخفض فى أعقاب الثورة، فماذا عنه الآن؟ **بالفعل حجم التبادل التجارى بين مصر والهند انخفض بنسبة قليلة ولكنه سرعان ما عاد إلى طبيعته الأصلية ، فبلغ هذا العام نحو 3 مليارات دولار، والميزان التجارى مقسم بالتساوى بين الصادرات الهندية إلى مصر و الصادرات المصرية إلى الهند، وسيصل خلال الأعوام القادمة إلى 10 مليارات دولار. *كان لكم لقاء مع الدكتور محمود عيسى وزير التجارة والصناعة قبل أيام، ما أهم ما تطرق له اللقاء من علاقات بين البلدين؟ **أبرز ما تم التركيز عليه مع وزير التجارة والصناعة المصرى بناء على رغبته هو الاهتمام بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة وقلت له أن الهند تحرص على تلك الصناعات بل تعتبر العمود الفقرى للاقتصاد الهندى، إلى جانب أنه تم الاتفاق خلال اللقاء على تبادل الزيارات بين البلدين على المستوى الرسمى، ومستوى القطاع الخاص ورجال الأعمال، ولم يتم تحديد موعد لهذه الزيارات بعد وتم الاتفاق على إنشاء معهد هندى للملابس الجاهزة فى شبرا الخيمة. *كنت سكرتيراً للجنة الطاقة الذرية الهندية ثم انتدبت للوكالة الدولية للطاقة الذرية فى فيينا كمسئول الهند بالوكالة فهل لدى الهند نية فى مساعدة مصر فى إقامة المفاعل النووى المصرى؟ **الهند لديها خبرات كبيرة فى مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية وتمتلك الهند بعض المحطات النووية لإنتاج الطاقة الكهربائية ولديها خبرة كبيرة فى المجال النووى، ولكن عندما يتحدث الناس عن مجالات التعاون فى هذا المجال ينسون جزءاً مهماً فى مجال الزراعة النووية والطب النووى، والصناعات النووية، وهذه المجالات تعطى إمكانيات وفرصا كبيرة للتعاون، وهناك قطاع يسمى قطاع التعاون الفنى فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتى لدى مصر والهند عضوية فيها وهناك تعاون فنى بين البلدين فى هذا القطاع، والهند ليس لديها أى مانع للتعاون مع مصر فى المجال النووى. *يقال إن الهند لا تريد مساعدة مصر فى أزمتها الخاصة بالغزول؟ **هذا الكلام غير صحيح، لأن الغزول والأقطان حدث فيها عجز شديد خلال العام الماضى 2010م، مما انعكس على الإنتاج فى الهند وأخذت الدول التى كانت الهند تستورد منها الغزول والأقطان تلجأ بشدة إلى الاستيراد من الهند بكميات كبيرة، وهذا دفع الحكومة الهندية والقائمين على الصناعة لوضع سياسة تتيح توفير الغزول والأقطان للمنتجين المحليين مع وضع سقف للتصدير للخارج يقدر بنحو 500 ألف قنطار سنوياً ، ومصر لها نصيب من هذه الكميات، وهناك على مستوى القطاع الخاص ورجال الأعمال تعقد الصفقات المشتركة من أجل التبادل التجارى بينهم. *هناك شىء لافت للنظر وهو أن الهند تهتم بعمل العديد من المهرجانات والعروض الفنية للفرق الهندية فى المحافظات المصرية؟ **الغرض من هذه المهرجانات هو أن تصل الثقافة والفن الهندى إلى جميع دول العالم من أقصاه إلى أقصاه ، وبالنسبة لمحافظات مصر فإن الهدف من إقامة هذه المهرجانات فيها هو نفس الهدف الذى تقوم بعمله السفارة المصرية فى الهند من أجل إحداث نوع من التفاعل فى كافة المجالات. *ماذا عن التبادل العلمى والبحثى بين مصر والهند؟ **التعاون فى هذا المجال يتم بشكل مكثف بين البلدين من أجل تنمية الموارد البشرية ومؤخراً تم إيفاد حوالى 45 من موظفى الحكومة المصرية من مختلف الإدارات و الوزارات للدراسة فى الهند فى دورات مختلفة فى مجالات تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا الحيوية وذلك فى إطار برنامج التعاون الفنى والاقتصادى الهندى (آيتك) وسوف يسافر هذا العام إلى الهند 80 موظفا مصريا فى هذه الدورات التى يبلغ عددها ما بين 200-300 إلى جانب أنه تم للمرة الأولى تدشين مشروع بحثى (سى.فى.رامان) يقدم مجموعة من المنح الدراسية لحوالى 8 باحثين للدراسة فى الهند وهناك أيضا برنامج الزمالة الذى يقدم مجموعة أخرى من المنح الدراسية للمصريين. وأريد أن أعبر عن سعادتى الكبيرة فللمرة الأولى يتم إرسال إحدى الطالبات المصريات التى كانت تتعلم اللغة الهندية فى مركز مولانا آزاد الثقافى الهندى بالقاهرة لتعلم اللغة الهندية فى أحد المعاهد الهندية المتخصصة وسنعمل على إرسال المزيد من الطلاب المصريين لتعلم اللغة الهندية فى المستقبل القريب. كما أن هناك استفادة كبرى من خدمات التعليم عن بُعد و العلاج عن بُعد التى توفرها شبكة الربط الإلكترونية التى قامت بإرسائها حكومة الهند للربط بين المؤسسات التعليمية و الطبية فى الهند و كافة الدول الأفريقية ومنها مصر، فيوجد 42 طالبا و طالبة من جامعة الإسكندرية يدرسون الآن للحصول على درجة الماجستير فى الإدارة عبر هذه الشبكة من جامعة إنديرا غاندى القومية المفتوحة، كما تم أيضا خلال العام الماضى عمل أكثر من 5000 استشارة طبية بين الأطباء الهنود وأطباء من محافظة الإسكندرية للتشاور بشأن الحالات المرضية المختلفة.