هاجمت قوة تابعة للحركة الشعبية "قطاع الشمال" الأهالي بمحلية "أبو جبيهة" بولاية جنوب كردفان عند الحدود المشتركة مع جنوب السودان، مما أدى إلى مقتل 37 شخصا. وأوضح معتمد المحلية الفاضل ونيس ، في تصريح صحفي، أنه أثناء توقيف الأهالي من قبل قوات تابعة لمتمردين على دولة جنوب السودان تدخلت قوة تتبع للحركة الشعبية وأطلقت النار على المجموعتين معا مما أدى إلى مقتل 9 مواطنين سودانيين و15 من قوات الثوار الجنوبيين. وقال: "إن القوات المسلحة السودانية وقوات من الدفاع الشعبي تصدت للمجموعة المهاجمة ظهر أمس عند منطقة الحادث، وبعد أن تزايدت مجموعة القوة المتمردة لحوالي كتيبة "500 مسلح" ومزودة ب 10 عربات ذات دفع رباعي ودوشكات اشتبكت معهم القوة السودانية مما أسفر عن مقتل 8 من المتمردين و5 من القوات السودانية وجرح آخرين، ولكن جروحهم طفيفة". وأكد المعتمد أن القوة المتمردة تراجعت عند منطقة (الحلوف) السودانية مع حدود ولاية أعلي النيل بجنوب السودان، بينما تراجعت القوات السودانية مساء أمس إلى منطقة "الطمر"، مشيرا إلى أن الأوضاع الآن هادئة وتحت سيطرة القوات المسلحة وستتعامل معها لتعزيز المزيد من الأمن عقب الإمداد بتعزيزات عسكرية.
في الأثناء أكدت مفوضية العون الإنساني السودانية، جاهزية الحكومة لتوصيل المساعدات الإنسانية للمتضررين من الأحداث التي شهدتها ولاية جنوب كردفان، موضحةً أن وضع الحركة الشعبية للعراقيل لا يثني الحكومة عن دورها الطبيعي وتحمل مسئوليتها تجاه مواطنيها. وقال مفوض العون الإنساني بجنوب كردفان هارون محمد عبدالله في تصريحات صحفية أمس، إن الحكومة لن تسمح بإشراف الحركة الشعبية على توزيع المؤن الغذائية، موضحًا أن الحركة تضع العراقيل والعقبات للحيلولة دون إشراف الحكومة على توزيع هذه المساعدات. وكذب مفوض العون الإنساني التقارير التي تشير إلى وجود 175 ألف متضرر بمناطق سيطرة الحركة الشعبية، مؤكداً أن العدد لا يزيد على 45 ألفاً، وقال إن البرنامج الثلاثي الذى أعد من قبل المجتمع الدولي هزم من قبل التمرد من خلال تمسكه بإبعاد الحكومة من الإشراف على توزيع الاحتياجات الإنسانية. وأوضح المفوض أن الموجود في الوثيقة عدل بواسطة الحركة الشعبية للتماشي مع خططها الخاصة بإقحام المنظمات الدولية في الشأن الداخلي السوداني. وكان "قطاع الشمال" رفض طلب الوساطة الإفريقية بوقف فوري لإطلاق النار لتمرير المساعدات الإنسانية وتنفيذ المبادرة الثلاثية التي وافقت عليها الحكومة السودانية والقطاع في وقت سابق من محادثات غير مباشرة بينهما في أديس أبابا. وذكرت مصادر أن رئيس "قطاع الشمال" مالك عقار رفض وقف إطلاق النار وطالب بأن يتم ضمن تسوية شاملة لقضايا جنوب كردفان والنيل الأزرق، رغم قرار مجلس السلم والأمن الإفريقي القاضي بفتح الممرات الإنسانية فوراً.
تعقد اللجنة التحضيرية العليا لمؤتمر المانحين لدارفور اجتماعا اليوم الأحد بالخرطوم برئاسة النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان طه ، وذلك للإطلاع على الترتيبات الجارية لانعقاد المؤتمر المقرر بالعاصمة القطرية الدوحة يومي 7 و 8 أبريل القادم . وقال وزير الإعمار والبنى التحتية بالسلطة الاقليمية لدارفور تاج الدين بشير نيام في تصريح صحفي ، إن لجنة التخطيط والتنسيق للمؤتمر أكملت بالتعاون مع الشركاء إعداد مسودة وثيقة مؤتمر المانحين وهي بصدد عرضها على اللجنة العليا . وأشار إلى أن السلطة الإقليمية تسلمت من وزارة المالية السودانية خطاب ضمان بمبلغ 800 مليون جنيه سوداني ، عبارة عن التزام الحكومة للسلطة وفقا لاتفاقية الدوحة لسلام دارفور ، وقال إن الإجراءات الفنية بهذا الخصوص قد اكتملت مع بنك (أم درمان) الوطني . وأوضح نيام أن السلطة يمكنها الآن السحب من المبلغ والقيام بعمل مشاريع مباشرة في الأغراض المتعلقة بإعادة الإعمار والتنمية والعودة الطوعية وغيرها من قضايا دارفور . وكشف عن جولة سيقوم بها وزير المجلس السوداني الأعلى للاستثمار الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل لعدد من الدول لإطلاع المسئولين فيها على آخر الترتيبات لانعقاد مؤتمر المانحين ، ومن المتوقع أيضا أن يقوم بزيارة لجامعة الدول العربية بهدف حشد الدعم وتهيئة الظروف لإنجاح المؤتمر .
حذر حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان دولة الجنوب بأنها ستدفع الثمن إذا أقدمت بالهجوم على البلاد ، واعتبر خطوة كهذه انتحارا . وطالب مسئول الإعلام بالحزب الحاكم الدكتور بدر الدين إبراهيم الاتحاد الأفريقي ولجنة الوساطة الأفريقية بإعلان وكشف تراجع جنوب السودان عن اتفاق التعاون المشترك الذي وقعته الخرطوموجوبابأديس أبابا مؤخرا ، للمجتمع الدولي . وأشار د.بدر الدين في تصريح صحفي إلى أن التراجع عن الاتفاق يؤكد نية جنوب السودان في الاستمرار في العمل العدائي العسكري ضد السودان . وأضاف أن المطلوب من رعاة اتفاق التعاون المشترك إعلان موقف جنوب السودان للمجتمع الدولي ليتحمل تبعات أي عمل عسكري يمكن أن تقوم به جوبا مستقبلا ، مقللا من القدرة العسكرية لجنوب السودان . وقال بدر الدين إن جوبا غير مؤهلة عسكريا وإنها ستدفع ثمن أية خطوة تقوم بها ، مؤكدا استعداد الخرطوم لكافة الاحتمالات . في سياق متصل ، أكد والي الخرطوم الدكتور عبدالرحمن الخضر أن الاقتصاد السوداني يسير في تحسن ، موضحا أن الجنوبيين هم سبب المشكلة الاقتصادية التي دخل فيها السودان بعد خروج موارد البترول من الميزانية . وقال الخضر إن الجنوبيين غدروا بنا بالانفصال ونحن دفعنا جميعا الثمن .. وأضاف أن الاقتصاد السوداني متحسن سواء اتفقنا معهم أم لم يحدث اتفاق .