أكدت الخارجية السودانية أن السودان فقد حقه في التصويت بالأمم المتحدة مع 15 دولة أخرى لعدم دفعه للأموال المستحقة عليه للعامين 2011 - 2012. وقالت الخارجية -في بيان لها أمس أنها "خاطبت وزارة المالية قبل فترة حول هذا الأمر ورغم أن وكيل وزارة الخارجية السفير رحمة الله محمد عثمان قلل من خطورة القرار على السودان بقوله (ليس شيئا جديدا على الاطلاق ألا نسدد) إلا أنه أقر في الوقت نفسه بسلبياته". وأضاف رحمة الله أن "القرار لا يترتب عليه أية تبعيات,مشيرا إلى أنه قرار يصدر تلقائيا والسودان كان على علم مسبق به". وأكد أن السودان "سيتمكن من ممارسة حقه في التصويت فور دفعه المبلغ المطلوب وحول أسباب عدم الدفع اكتفى الوكيل بالقول (أسألوا المالية)" . وتبلغ الأموال المستحقة على السودان للعامين 2011 - 2012 نحو 347 ألفا و879 دولارا تحت الحساب فيما قال المتحدث باسم المنظمة الدولية مارتن نسيريكي أن متأخرات السودان بلغت عن العامين قرابة المليون دولار . من جهته أطلق رئيس مجمع الفقه الإسلامي بالسودان الدكتور عصام أحمد البشير، دعوة واسعة لإصلاح الحكم في البلاد، وأكد أن من لم يبادر إلى الإصلاح فإن الإصلاح سيبادر به، ونبه إلى أنه ليس بمقدور أي حزب أوكيان أو جماعة الاستفراد بالحكم عندما قال (لا يوجد حزب أو جماعة لديها شيك على بياض) . وكان رئيس مجمع الفقه السوداني، يتحدث مساء أمس بمناسبة تدشين كتاب «الربيع العربي - ثورات لم تكتمل» لمؤلفه الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل، وزير الخارجية الأسبق والمستشار السابق للرئيس، والوزير الحالي بالمجلس السوداني الأعلى للاستثمار . وقال عصام البشير: إن الحكومات التي تعتمد على البطش والقهر سرعان ما تتهاوى أمام إرادة الشعوب، ودعا الأنظمة الإسلامية التي أفرزتها ثورات الربيع العربي إلى عدم الانفراد بالحكم على أن يتم ذلك عبر شراكة مع القوى الأخرى كشرط ضروري لتحقيق الاستقرار. وطالب الجميع بالإصلاح عبر النهج السلمي ونبذ عنف الكلمة والممارسة، مضيفا أن الربيع العربي قد أسقط "القاعدة" عبر المنهج السلمي طويل النفس. من جهته، شدد رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي، على احتمال هبوب رياح الربيع العربي باتجاه السودان، قائلا (إن احتمالات التغيير في السودان واردة) بسبب ما سماه عجز النظام عن حل قضايا الوطن واعتماده على جبهة خارجية وتراكم حركة مطلبية احتجاجية واسعة النظاق وتآكل اتفاقيات السلام التي قام بتوقيعها والشرخ الذي حدث في الكيان المدني الداعم للنظام. وأضاف المهدي إلى ذلك أسبابا أخرى هي حدوث شرخ في الكيان العسكري الداعم للنظام ، وانخراط عدد كبير من الشباب في حركات مسلحة تستهدف النظام عبر تكوين جبهات اقتتال متعددة ، واحتجاج الشباب السوداني بوسائل مختلفة رفضا للمشروع الحضاري. من جهة أخري أعلنت مصادر سودانية مطلعة عن وجود مائتي سوداني عالقين في مطار دمشق بسوريا يودون المغادرة للسودان، مشيرة إلى أن تعقيدات الأوضاع على الأرض منعتهم من السفر. وكشفت المصادر عن استدعاء وزارة الخارجية للسفير اللبناني بالخرطوم أحمد شماط، طالبة منه نقل رغبة الحكومة لنظيرتها اللبنانية بالسماح للسودانيين العالقين في سوريا بالمرور عبر الحدود إلى لبنان ومنها عبر مطار بيروت إلى الخرطوم . وأشارت ذات المصادر إلى أن الاتصالات المكثفة التي أجراها السفير اللبناني مع سلطات بلاده قد تكلل بالنجاح حال موافقة الخارجية اللبنانية على منح هؤلاء العالقين تأشيرات مرور فورية للسفر للسودان.. وتوقعت أن يصل العالقون السودانيون إلى الخرطوم خلال اليومين القادمين.