يتوجه الرئيس السوداني عمر البشير اليوم الجمعة الي العاصمة الأثيوبية أديس أبابا للمشاركة في القمة العشرين للاتحاد الأفريقي . وسيعقد البشير قبيل بدء أعمال قمة مجلس السلم والأمن قمة مع رئيس دولة جنوب السودان برعاية رئيس الاتحاد الافريقى لبحث القضايا العالقة بين البلدين وسيقدم البشير خطابا أمام قمة مجلس السلم والأمن الأفريقي . كما سيشارك الرئيس البشير في قمة الهيئة الحكومية للتنمية "ايجاد" وقمة خطة الشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا "نيباد" وقمة الاتحاد الأفريقي يوم الاحد المقبل . ويرافق البشير وفدا رفيع المستوى يضم الفريق ركن بكري حسن صالح وزير رئاسة الجمهورية والفريق ركن عبد االرحيم محمد حسين وزير الدفاع ومدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق محمد عطا. من جانبها طالبت الهيئة البرلمانية لنواب جنوب كردفان السلطات المختصة بعمل الترتيبات اللازمة لضبط حدود الولاية وخاصة القطاع الغربي مع دولة جنوب السودان بعد انهيار المفاوضات والتماطل في فك الارتباط مع قطاع الشمال. وقال رئيس الهيئة سليمان بدر قيدوم في تصريح له أمسإن قطاع الشمال ظل يهدد التنمية والاستقرار بالولاية طيلة الفترة السابقة مبيناً أنه ليس هناك ما يلوح في الأفق بفك دولة الجنوب ارتباطها مع الفرقتين التاسعة والعاشرة بعد تمسكها بالفرقتين لزعزعة الاستقرار بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وأوضح أن إعادة ولاية غرب كردفان من شأنه أن يساهم في ضبط الحدود مع دولة الجنوب باعتبار أن حدود ولاية جنوب كردفان الحالية كبيرة ويصعب التحكم فيها مطالباً بالإسراع في إجراء الترتيبات الإدارية لإعادة الولاية. وقال قيدوم إن وثيقة كمبالا الموقعة بين الحركات المسلحة والأحزاب الهدف منها زعزعة الاستقرار بولاية جنوب كردفان، موضحاً أن الغرض من الوثيقة هو تفكيك السودان بشكل عام. من جهة أخري جَدّدت بريطانيا التزامها بتحقيق السلام والتنمية في السودان، وأعلنت عزمها إعفاء ديون السودان لديها البالغة بليون دولار أمريكي إعفاءً كاملاً، ورهنت ذلك بحل النزاعات الداخلية وضمانة أن يستخدم إعفاء الديون في الإنفاق على الصحة والتعليم، ونفت صلتها بوثيقة (الفجر الجديد) او تمويلها لأية أنشطة للجبهة الثورية. وأكدت وزيرة التنمية الدولية البريطانية لين فيدرستون أن بلادها لم تمول أي أنشطة للجبهة الثورية السودانية. وقالت فيدرسون في ختام زيارتها للسودان أمس "نحن لا ندعم انتهاج العنف وسيلة للتغيير"، موضحة أنه "عندما يتحدث المسئولون البريطانيون مع الحركات المسلحة فإنهم يحثونها على المشاركة في الحوار السياسي بدون أي شروط مسبقة، وأنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري لمشاكل السودان". ودعت في أول زيارة لها إلى السودان، الحكومة للتحلي بالشجاعة التي أنجزت بها اتفاقية السلام الشامل وانفصال دولة الجنوب لاستكمال عملية السلام مع الجنوب وتثبيت السلام والاستقرار بدارفور، وعبرت عن قلق بلادها إزاء استمرار النزاعات في النيل الأزرق وجنوب كردفان، وحثت جميع الأطراف للدخول في حوار مباشر وغير مشروط حول القضايا السياسية والإنسانية، وأبدت استعداد بلادها لتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين في المنطقتين حال أزيلت قيود الوصول. وأضافت الوزيرة البريطانية في مؤتمر صحفي أن إعفاء الديون متعددة الأطراف يمكن أن يلعب دورا كبيرا في التنمية الاقتصادية بالسودان، ويساعد في معالجة مشكلة الفقر. وأوضحت فيدرسون أن بلادها دعمت إنشاء اللجنة الفنية لإعفاء ديون السودان، مشيرة إلى أن اللجنة أحرزت تقدما جيدا في التحضيرات الفنية الضرورية لعملية إعفاء الديون، وقالت إن بريطانيا تعتزم إعفاء ديونها على السودان بنسبة 100% عندما يحين الوقت . وأقرت بالتقدم الذي أحرزته الخرطوم في بعض القضايا الصعبة وخاصة ما يتعلق بانفصال جنوب السودان وتوقيع وثيقة الدوحة للسلام في دارفور . وبخصوص المفاوضات بين السودان وجنوب السودان لحل القضايا العالقة ، قالت فيدرسون إن بلادها تلقت طلبا من حكومتي البلدين لتقديم الخبرة الفنية والوثائق والخرائط المتعلقة بحدود الأول من يناير 1956 للطرفين بشكل منصف ، وكذلك للوساطة بجانب توفير المشورة الفنية والتمويل لدعم المحادثات . والتقت الوزيرة البريطانية ، خلال الزيارة بوكيل وزارة الخارجية ورئيس السلطة الإقليمية لدارفور وزارت ولايات شمال وجنوب دارفور لتفقد المشاريع الإنسانية والتنموية التي تمولها بلادها. من جهة أخري أعلن رئيس لجنة الاتصال بالحركات المسلحة غير الموقعة على وثيقة الدوحة للسلام في دارفور صديق ودعة إنه أجرى اتصالات موفقة مع رؤساء عدد من هذه الحركات خلال جولته الأوروبية والأفريقية التي امتدت في الفترة من 8 - 21 من الشهر الجارى. وقال ودعة فى تصريح له أمس أن اتصالاته شملت كلا من الدكتور جبريل ابراهيم رئيس حركة (العدل والمساواة) ومني أركو مناوى رئيس حركة تحرير السودان وأبوالقاسم إمام الحاج وحافظ حمودة من حركة تحرير السودان (جناح عبد الواحد) . وأضاف أن قيادات الحركات المسلحة أبدت استعدادها لمواصلة اللقاءات مع لجنة الاتصال من خلال برنامج عمل يحقق تطلعات أهل دارفور في السلام العادل والشامل . وأوضح رئيس لجنة الاتصال خلال اجتماعه الموسع مع أعضاء اللجنة أمس أن الحركات غير الموقعة على السلام قدمت في اللقاءات الاستكشافية معها عدة ملاحظات ومقترحات بغرض تطوير عمل اللجنة الممثلة لأهل دارفور . وقد أجرت اللجنة في اجتماعها مداولات واسعة حول نتائج اللقاءات التى جرت ، وأشادت بجهود رئيس اللجنة وعكفت على وضع استراتجيتها وخططتها للمرحلة المقبلة . يذكر أن لجنة الاتصال التي أصدر رئيس السلطة الاقليمية لدارفور الدكتور التجاني السيسي قرارا في السادس من نوفمبر الماضي بتشكيلها ، تختص بالاتصال بالحركات المسلحة غير الموقعة على اتفاق الدوحة للسلام وذلك بغرض حثها على الانضمام للاتفاق. وحسب القرار يكون للجنة الحق في الاتصال بمن تراه مناسبا في سبيل قيامها بمهامها المطلوبة ، وترفع اللجنة تقاريرها لرئيس السلطة الإقليمية عن التقدم الذي تحرزه ، كما أعلن الرئيس عمر البشير دعمه اللامحدود للجنة .