لا يوجد بيني وبين بلال فضل أي مشكلة شخصية من أي نوع, ولا أكترث لكم الإسفاف والابتذال في أفلامه ومسلسلاته لأن كل حي معلق من "عرقوبه"، رأيته مرة واحدة على باب مكتبة الشروق في طريق عودتي إلى البيت، سلمت عليه و أنا أمر به دون أن أتوقف، لكن لفت نظري تدفق الكذب والوقاحة في مقاله الأخير "مولانا التيس"، ولا إرادياً تخيلته يكتب واقفا قبالة حائط تحت كوبري متحدياً عبارة "ممنوع التبول". بلال من فرط حبه للحشيش تمنى في مقاله الأخير لو كانت لحى الإسلاميين حشيشا، متأثراً بوالده اليمني، الذي كان يهوى زراعة وتخزين نبات "القات"، الشهير عندنا في مصر ب"البانجو"، وتناسى أن شرب الحشيش في البيت يسبب الاختناق والطلاق، وأن محكمة الأسرة تعاقب على جلسات التحشيش بمسكن الزوجية، وان زوجة المحشش من حقها الطلاق للضرر؛لذلك أرجو ألا تكون نصيحتي جاءت إليك متأخرة !
نعود إلى مقال بلال واستشهاده بكتاب مولاه الشيعي الإيراني "بهاء الدين العاملى"، الذي أفنى عمره في معاداة أهل السنة عموماً والخلافة العثمانية على وجه الخصوص، كما انه يعتبر أهل السنة ويعبر عنهم ب"الأتراك" لا عقل ولا دين لهم، وهو ما يلقي بظلال الشك حول ما يتردد عن تأثر بلال بالمذهب الشيعي.
عقدة بلال النفسية جراء طلاق والدته من والده اليمني وزواجها من ضابط شرطة مصري، حاول كبحها بالتقرب من الداخلية أيام حبيب العادلي عن طريق كتاباته، حتى يضمن الحصانة في حالة إلقاء القبض عليه متلبسا بتعاطي الحشيش، بينما في مقاله الأخير يتهم الإسلاميين على لسان مولاه الشيعي الإيراني بأنهم يستغلون منصبهم ومعرفتهم من أجل مآربهم الخاصة..!
المسألة إذن أبعد وأكبر بكثير من مجرد مقال يتحدث فيه بلال عن مولاه "التيس"، وكتيبة الأقلام المتلونة التي ينتمي إليها بلال والتي رباها إبراهيم عيسى ليست سهلة أو بسيطة ساذجة، فهم يدركون ولا ريب أن إسقاط الرئيس المنتخب عقب الثورة سقوط لتلك الثورة ومن ثمّ سقوط الدولة بكاملها، هذه الأقلام لم تحرق مراكبها، وانتظرت اللحظة التي فاز الإسلاميين فيها بالرئاسة وساندوهم، حتى لا يقال عنهم فلول وجاء الوقت الآن لاغتيال الرئيس سياسياً، ومن ثمّ إسقاطه!
لأجل ذلك بلال يغرد بلال مع السرب الذي يسخر من الإسلام بوجه عام، وحينما يرد عليه أحدهم بالآيات والأحاديث، يبادر باتهامه على لسان شيخه الشيعي الإيراني بأنه يتاجر بالدين، وحين يفتح تاريخه النضالي وتفوح رائحة الحشيش و"حاحا وتفاحة" وسير أعلام الراقصات والساقطات في "أهل كايرو"، يتمحك بلحيته الصيني واعظاً "لا يسخر قوم من قوم" !
بلال الذي حصل على الجنسية المصرية بموجب قرار سمح بذلك لأبناء المصريات المتزوجات من أجانب، يشعر بأنه مدين لمبارك وزوجته سوزان على منحه الجنسية، وربما ذلك ما يفسر نقمته على الإخوان والرئيس والإسلاميين بشكل عام، رغم التقية التي يحترفها بلال وتظهر في ديكور لحيته البلاستيكية.
كما أن علاقاته المشبوهة ببعض الشخصيات الإيرانية، تتضعه في دائرة الشك وتفضح محاولات التقرب والتوغل في المجتمع المصري من خلال النخبة والفنانين، حتى يسهل عليه نشر فكر مولاه الشيعي الإيراني، ولا أدري إن كان بلال يحمل بداخله حقدا وكراهية للمصريين وثورتهم رغم حصوله على الجنسية، والحمد لله أن المقال الأخير فضح سرّ انقلابه على الثورة.
السيناريست كشف أنه يجيد اللعب على الحبلين، فهو لم يكن يوما خصما للنظام المخلوع بل على العكس من ذلك ما إن أنهى دراسته الجامعية حتى عمل لتوِّه في روز اليوسف مجلة أمن الدولة، ثم مباشرة سكرتيراً عند إبراهيم عيسى رئيس تحرير الدستور، وكاتباً في عدد من أهم الصحف التابعة للنظام الفاسد كالمصور، والكواكب والهلال، وصباح الخير، تلك المطبوعات التي كانت يديرها ويشرف عليها جهاز سيادي مصري، حتى النملة لا تستطيع عبور أي مطبوعة منهم دون موافقة هذا الجهاز، فهل أنا وحدي الآن الذي يشعر بالدهشة ؟!
وفي الوقت الذي كان فيه الإخوان والسلفيين قبل الثورة زبائن دائمين في المعتقلات وسلخانات أمن الدولة، كان بلال يتمرغ في عز النظام الفاسد الذي بالغ في تدليله ، وفتح صفوت الشريف أمامه الطريق بالتليفزيون المصري ليقدم مسلسلاً تافهاً على نمط كتاباته السطحية الشعبية كان عنوانه "هيما" !!
وحتى وقت اندلاع الثورة اقتصر نضال بلال الوطني على كتابة مقالات استهلاكية، اقتصرت على تناول الأحداث الجارية اليومية في صورة هزلية ساخرة وبالعامية في عموده اليومي "اصطباحه"، أنا شخصياً أعتقد أن بلال الذي قطع رحمه في اليمن وتنكر لأهله يحمل ضغينة للثورة؛ ورغبة في الانتقام لنظام مبارك الذي منحه صك العبور إلى فساد صاحبة الجلالة.
أتمنى من السينارست "بلال محمد ناصر فضل سالم بابريك" أن يتواصل مع جذوره في اليمن الشقيق ويقلع عن كتب الشيعة وينفتح أكثر على كتب التراث العربي الإسلامي السُني، كما أتمنى ألا يسير ضمن قطيع الليبراليين ولا يتبع "وكستهم"، وأن يبيع أذن الحمار التي يسمع بها ويشترى أذنا جديدة، لأن ما قلته له لا تعيه أذن الحمار.
وبما انه لم يساند ثورة اليمن - بلده الأصلي- ولو بمقال أو تويتة يتيمة توحد ربنا، بل حاول جاهداً التنصل منها وإنكار علاقته بأهله، فلا يخدعنا ويركب أكتاف ثورتنا التي يطعنها بقلمه من تحت الحزام، ولا يزايد على وعي المصريين ويصفهم بالجهلة والأميين، وبعدها يتبجح ويقول انه مصري، يا عم بلال الحرية مش بالجنسية واللي مالوش خير في أهل عدن مالوش خير في أهل كايرو.