تم منع الصحفي والناشط السياسي المصري محمود عبد الرحيم من دخول تونس، لمواقفه السياسية المناوئة للحكم الديني، وكتاباته عن الأوضاع في تونس, ولإعتراضه على إساءة معاملة المصريين المترددين على القنصلية التونسية بالقاهرة. وقال محمود عبد الرحيم الكاتب الصحفي والمنسق العام للجنة الشعبية للدستور المصري إنه سعى للحصول على تأشيرة دخول لتونس، ولم يتمكن على مدى ما يقرب من الشهر، وسط عراقيل بيروقراطية، وتعسف في الإجراءات، وسوء معاملة انتهت إلى قيام احد موظفي القنصلية بالتعدي عليه بالسب، فيما تم إخباره لاحقا أن أسباب زيارته غير واضحة، وأنه مثير للمشاكل، ولن يتم دخوله تونس.
وأعرب عبد الرحيم عن استيائه من الانتهاكات التى يتعرض لها المصريين المتعاملين مع القنصلية التونسية بالقاهرة بشكل عام، والمعاملة غير اللائقة انسانيا، واستهداف المثقفين والنشطاء السياسيين بشكل خاص، والتعسف معهم، الأمر الذي طاله، وطال المفكر الاقتصادي والكاتب البارز الدكتور جلال أمين لدى توجهه لحضور ندوة بتونس، ولم يتم الآخذ في الاعتبار تاريخه ومكانته كمكفر عربي له قيمته على المستوى الدولي.
ولفت عبد الرحيم إلى انه ما تزال العقلية الأمنية والتفكير الاستبدادي يحكم تعامل السفارات والقنصليات العربية، وفي مقدمتها تونس، رغم قيام ثورة كان المفترض أن تنهي تلك الممارسات المهينة، والتى لا تحترم الاعراف والقواعد الحقوقية، والتى تنظر للآخر كعنصر خطر أمني أو سياسي يجب إبعاده، وعرقلة سفره.
وأكد أنه قام بإرسال مذكرة احتجاج إلى كل من الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، ورئيس الحكومة حمادي الجبالي، ووزير الخارجية رفيق عبد السلام، فضلا عن إطلاع الخارجية المصرية والجامعة العربية وعدد من المنظمات العاملة في مجال حقوق الإنسان وحرية الرأى والتعبير، على مثل هذه الانتهاكات الحقوقية والاستهداف الذي يمس المصريين بشكل عام وأصحاب الرأى والفكر بشكل خاص، لافتا إلى أنه طالب الجانب التونسي بإعتذار رسمي، وتغيير الطاقم القنصلي بعد التحقيق معهم ومحاسبتهم، بالإضافة إلى تصحيح هذا المسار وتغيير هذا النهج الذي يسئ لصورة وسمعة تونس في الخارج ويهدد العلاقات بين الشعبين المصري والتونسي.
وطالب عبد الرحيم الخارجية المصرية بالتدخل لوقف مثل هذه المهزلة والاساءة التى تلحق بمصر والمصريين، والتى لا يصح أن تستمر بعد الثورة، والتبيه على الجانب التونسي أن كرامة المصري خط احمر ومن يتجاوزه هو شخص غير مرغوب فيه على اراضيها، وأن مثل هذه التصرفات المسيئة تضر بالعلاقات بين البلدين.