أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في بيان هام لها، أن الحوادث المتكررة التى وقعت على مدي الثمان والأربعين ساعة الماضية، لم تكن نتيجة لكارثة طبيعية .. ولكنها مردود لعصر من الفساد أو الإهمال مما يدعو لاتخاذ وقفة حاسمة. وأوضح البيان أن النظام السابق قد ترك جميع المرافق في حالة مهلهلة يرثى لها وكان كل همه السلب والنهب وتهريب الثروات وإفساد الضمائر، الأمور التي أدت إلى العجز عن التجديد والتطوير في جميع المرافق وأخطر نواتج الإهمال كان في السكة الحديد وعدم توفير وسائل السلامة والأمان فيها، إضافة إلى أن غياب ضمير عدد من العاملين أدى إلى إهمال الصيانة والتقصير في مراقبة المزلقانات متغافلين أن هذا التقصير والإهمال يودي بحياة كثير من الناس وهو ما حدث في حوادث القطارات المتكررة التي ذهبت بحياة عدد كبير من أبنائنا المجندين وفلذات أكبادنا، إضافة إلى إصابة أعداد أكبر منهم في مصيبة فادحة، كما أن إهمال المحليات وحصار النقابات وسجن قياداتها حتى لا تقوم بدورها الوطني الفعال أدى إلى بناء أصحاب الضمائر الميتة عمارات شاهقة بغير ترخيص أو مراعاة للجودة وبدون إشراف كامل من مهندسين متخصصين، الأمور التي تؤدي إلى سقوط المنازل على رؤوس ساكنيها ، كما حدث في الأسكندرية . وأكد أن هذه الحوادث كلها تدل على أن غياب القيم والمبادئ وتقوى الله والشعور برقابته تؤدي إلى خراب الدنيا، ومن ثم فلابد من العمل على إحياء الضمائر والتربية الدينية والخلقية . وطالب بتشكيل لجان فنية وعلمية لمعرفة أسباب الحوادث فإن كان بعضها بفعل فاعل متعمد أو نتيجة لإهمال أو تقصير فلابد أن تأخذ العدالة مجراها بأسرع ما يمكن وإيقاع العقاب المناسب لكل جريمة حتى يعتبر الآخرون . وكذا بتشكيل لجان فنية وعلمية من المهندسين تقوم بفحص كل المباني التي أقيمت بغير ترخيص أو تمت بدون إشراف فني واتخاذ ما يلزم إزائها حتى لا تتكرر هذه الحوادث المؤسفة، وكذلك إعداد مساكن بديلة ولو مؤقتة حتى لا يتضرر ساكنيها أو يصروا على البقاء فيها مهما كانت النتائج، حيث ليس لديهم مسكن بديل، مما يجعل المشكلة تتفاقم، ولابد من عقاب كل من لم يحترم القانون، وكل من تساهل من الموظفين في تطبيقه أيا كان دافعه . ورغم عمق الأحزان التي نتجرعها جراء فقد أخوة وأبناء أعزاء علينا سواء ف، ينبغي وشدد على أهمية إنزال أقصى العقاب علي المتهمين في هذه الحوادث أو في حوادث قتل ضباط الشرطة وجنودها وهم يؤدون واجبهم الوطني، هذه الجريمة التي يقترفها المجرمون والبلطجية، حتى يأمن الناس وتستمر الشرطة في أداء دورها الوطني بلا معوقات، وتغدو مصر بلدًا آمنا خاليا من البلطجة والبلطجية. واستنكر البيان خروج مجموعة من الإعلاميين والسياسيين شامتين في مصائب الناس والوطن مستخدمين هذه الأحداث في الخلاف السياسي بطريقة لا تمت إلى الإنسانية والأخوة الوطنية والمبادئ الدينية في شئ، وكلها تعتبر الشماتة - حتى في مصائب الأعداء - من الخصال الذميمة، بحسب البيان. وفي ختامه قال البيان: "عزاؤنا في أبنائنا وإخواننا هؤلاء أنهم شهداء عند الله ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الشهداء خمسة : المطعون (الذي أصابه الطاعون) والمبطون والغريق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله".