نعم اعنى ما اقول من معنى لكلمة الصراع وان هذا الصراع امتداد لصراع بدء بالامس بين الاباء – الناصريين والاخوان - وظن احد الطرفين – الناصريين - ان الصراع انتهى بتغلبه على الاخر من الاخوان بقهره وسجنه والتنكيل به دون مراعاة لقانون او دين وهو مكمن الخلاف – الدين- ان احد الطرفين لا يؤمن بالمرجعية الدينية والاخر هى ان الدين هو مرجعيته ويستمد منها قوته وعلى استعداد ان يموت من اجلها وهو ما جعله يواصل ويتصدى ويتحدى حتى وصل لمراده وحقق بغيته وهى : الوصول للحكم ليحقق حلمه الاكبر باقامة خلافة على منهاج النبوة. وهو الامر الذى ادى الى الصدام بين الفصيلين، ان مرجعية كل فريق تختلف عن الاخر ولا لقاء بينهما ولا التقاء ، ففريق – الناصريين- يتخذ من كارل ماركس فى الاساس مرجعية له واستبدل ماركس عند الاحفاد بزعيمهم جمال عبد الناصر، فاصبح مرجعية لهم يهتدون بهديه ويسيرون على طريقته . وفريق اخر يتخذون من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فى الاساس مرجعية ، ثم اتخذوا ارشادات مرشدهم الامام حسن البنا ، فاصبح مرجعية لهم يسيرون على سيره ويتتبعون خطواته . ودخل الفريقان فى الصراع وتغلب وانتصر الناصريون على الاخوان، وملئت بهم السجون والمعتقلات ونكل بهم ماديا وادبيا واستئصل قادتهم ، وهو الامر الذى لا ينكره ناكر . حيث ان الاستبداد والقمع كان عنوانا لحكم الناصريين اثناء حكمهم لمصر ولا وجود لمعارضة او حزب غير حزبهم الاوحد ، وهو الامر الذى ادى الى النهاية المحتومه لاى نظام قمعى وهو الزوال . وزال النظام وخرج المجنى عليه من سجنه بموت زعيم الناصريين رغم صغر سنه محسورا الى ما الت اليه البلاد من ضياع سيناء والقدس والجولان والضفة الغربية وغيرها.. ناهيك عن اضاعة كرامة المصريين بضرب المطارات والطائرات وهى على الارض واصبح طائرات اليهود كالبوم تسبح فى سمائنا ونحن نتفرج عليها تحسرا والما وغير ذلك من المعلوم لدى الجميع دون انكار . وانتهى هذا العصر بعصر لا ملامح له ولا مرجعية ، بل مرجعيته هو مايراه ويتخذه من قرار، وبالفعل عمل هذا النظام فى الخلاص من بقايا الناصريين فى الحكم، ونجح فى التخلص منهم لانهم كانوا يمثلون خطرا على وجوده، وهو ما قاموا به فى الانقلاب عليه – السادات – ولكن كان السادات ادهى منهم وازكى لانه كان سياسيا محنكا لا تحكمه قواعد اللعبة، ويلعب بكل ما يؤدى الى مكسبه . وبالفعل كان وجود الناصريين فى الحكم وفى اى مكان يثير القلاقل، لانهم لايقبلون بوجود الغير او المشاركه سواء فى حكم اوغيره ، وهى طبيعة الفكر الاشتراكى فى مصر وفى كل بلاد العالم . واستخدم السادات الطرف الاخر – الاخوان – فى التغلب على الطرف الاول – الناصريين - وهو ما مكن لهذا الطرف الاخوانى فى استعادة قواه ، والرجوع للحياة السياسية بقوة حيث ان الارض كانت خصبة ، والناس كانت متعطشة للدين والرجوع اليه، فكانت الجامعات ساحة الصراع الاصلية، والتى افرزت بعدذلك قادة الحزب الحاكم الان ومعارضية . حيث ان هولاء، نتاج صراع الجامعات بين تيارين ، احدهم دينى يمثله الاخوان واخر اشتراكى شيوعى يمثله الناصريون . والمتامل الى الساحة يجد ان من يتصدى المعارضة ويتربص اليوم بحكومة الاخوان من المعارضين هم الاحفاد من الناصريين وهم : ، إبراهيم عيسى، ، جمال فهمي، ضياء رشوان، خالد يوسف – المخرج - ،حمدين صباحي: عبد الحليم قنديل،تهانى الجبالى ، سامح عاشور د.عمرو الشوبكي ، ابو العز الحريرى، مصطفى بكرى ، عبدالله السناوي، حمدى قنديل، .. الخ . وبالطبع الفريق الحاكم الان هو فصيل الاخوان احفاد الامام حسن البنا موسس جماعة الاخوان المسلمين . عاد الصراع من جديد بعد ان انتصر الفصيل الناصرى الحاكم فى الجولة الاولى بعد ثورة 52 فهل ينتصر الاخوان فى هذه الجولة بعد ثورة 25 . ولكن ما يميز هذا الصراع ان الطرفين كانوا فى الصراع الاول وجها لوجه دون انصار او موالين ام صراع اليوم يمثله الناصريون والفلول والعلمانيون وفريق اخر بقيادة الاخوان ووالتيارات الاسلامية الموالية للاخوان . فهل ينتصر الفصيل الاسلامى الحاكم- وهو اختيار الشعب - بقيادة الاخوان فى هذه الجولة على فصيل الامس –الناصريون واتباعهم من العلمانيون والفلول وهم يمثلون الامس برجعيته وفشله واستبداده ؟ الاجابة اتركها لك .. ولكنى اعلم ان ارادة الشعوب لا تقهر ، والشعب الذى يقوم بثورة مثل ثورة 25 لا يمكن له ان يقبل ان يكون عليه اوصياء كما كان بالامس . عاشت مصر وعاش شعبها