في يوم ما قد نويت الذهاب للعمل وكنت متجهاً الي موقف الميني باص وانا مسرور العيين بمشاهدتي ارغفه العييش والفواكه والخضروات علي جانبي الطريق فصمت لحظه ! وقولت الحمد لله علي وفره هذه النعم في مصر فركبت الميني باص المتجه الي مكان عملي واذا بشيخ ذو صوت عذب وجمال وجه يقول دعاء السفر .... فأبتسمت وفرحت بوجوده فهذه الاشخاص تلمئ القلب السكينه فأغممت عيني بضع دقائق واذا قد صعد للميني باص شيخ ذو لحيه بيضاء جميله وزوجته المنقبه ووقفوا في وسط الميني باص فسمعت صوت امرأتين يتبادلين بعض الكلام الطيب فنظرت الي اتجاه الصوت واذا بزوجه الشيخ المنقبه تأخذ طفله صغيره من إمها القبطيه وتضمها علي صدرها وتقول لها ( هاتيها عنك شويه باين عليكي التعب من الوقفه والزحمه ) فتعجبت الام عجباً شديدا لموقف هذه المنقبه واذا بالمنقبه تضم الطفله بقوه حنان وتلقيها بعض القبلات والحب فتبادل الشيخ وزوجته المنقبه حمل هذه الطفله في فتره هذا السفر فنظرت انا ايضا وانا في قمه الاستغراب لماذا؟ ولما؟ ولمن؟ فظننت أن الشيخ وزوجته قد يكون لم يرزقهم الله بأولاد من شده تعاطفهم مع الطفله فهمست للشيخ وقولت له (ربنا يكرمك بأولاد يملوا عليك البيت ) فأبتسم لي وقال بفضل الله عندي خديجه وصهيب ومروان فتأكدت ان هذه الانسانيه والطيبه نابعه من قلب مسلم حقيقي وفجأه..... سمعت بكاء شديد من الطفله وهي في رفقه الشيخ فأخرج الشيخ من حقيبته زجاجه ماء واعطي بعض القطرات للطفله حتي تصمت فصرخت أم الطفله بصوت مرتفع (أما إنتوا ناس طيبيبين وحنينين ورحماء بالأقباط فلماذا يسبون رسولكم محمد ؟) فأبتسم الشيخ قائلا..... عن ما يتعلق برحمتنا وحبنا للأقباط كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعامل معهم تجاريا ويجيب دعوتهم ويزور مريضهم الخ ومن ضمن ماثبت عنه هذا الحديث الخاص بأقباط مصر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (سيفتح الله عليكم مصر فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم نسبا وصهرا) أما عن سبهم لرسولنا الكريم فكم من حبيب معصوم من الخطأ ؟ وكم من حبيب قد غفر له ما تقدم وما تأخر من ذنبه؟ وكم من شفيع وقائد المسلمين للجنه يوم الحساب؟ وكم من مخرج للناس من الظلمات الي النور وهداهم للحق؟ وكم من عظيم وقف أمام جهالات قريش وكفرها العنيد وأمام الأصنام وعبادة الكواكب؟ وكم من رحيم عاش في خدمه البشريه؟ وكم من حبيب جاء بالدين الخاتم الذي حمل الخير للبشريه؟ وظل الشيخ الكريم و زوجته بالحب والحكمه والحلم والنصيحه بالتعرف علي الدين الاسلامي ورسولنا الكريم فصمتت الأم القبطيه في لحظات من السكون والترقب فمد الشيخ الطفله لأمها فصرخت الأم وقالت.... والله لن ترتاح طفلتي في حضني بعد ان ذاقت حلاوه وحضن الاسلام فيكم فبكي الشيخ وقال فماذا انتي فاعله فقالت الأم أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداُ رسول الله وأخذت طفلتها وبكت وقالت سامحيني يا عزيزتي علي الايام التي عشتها معي في الضلال.... فاليوم هو يوم ميلادك في نور الإسلام هكذا نصر الشيخ الرسول محمد عليه السلام