ميدان التحرير وهو أحد اكبر ساحات العالم العربي أنشيء في ما كان يعرف سابقاً بحي الإسماعيلية، وهوالبؤرة الاكثر تسلطيا للضوء فى العالم فى عام 2011 فبرغم جميع ثورات الربيع العربى الا انه لم يبرز اى ميدان فى ميادين الدول العربية التى اشتعلت ثوراتها وخطفت الاضواء اعلاميا او دوى صداه مثل ميدان التحرير الذى بناه الخديوى إسماعيل ليكون قلب العاصمة النابض بالحياة وليخط خط عمرانى جديد لمدينة القاهرة حيث كانت القاهرة فى هذا الاوان تماثل باريس فى جمالها بل كادت تتعداها جمالا علي غرار ذلك لذلك جاءت رسالة الماجستير للباحثة امل ابو المجد الدسوقى إبراهيم بعنوان القاهرة والخديوية منذ عام 1863 م كأول رسالة ماجستير علمية ومسجلة عام 2009 م لتتناول ميدان التحرير بطريقة علمية موثقة منذ بداية نشاته على يد المهندس المعمارى الكبير هاوسمان فى عهد الخديوى إسماعيل ونشأته وتطوره على مر 100 عام من خلالها شهد تخطيط مدينة القاهرة وتحديدا منطقة ميدان التحرير ومنطقة ميدان العتبة وميدان رمسيس التى يطلق عليها مجازا القاهرة الخديوية او قاهرة الخديوى إسماعيل نسبة الى مؤسسها تطورا هائلا وملحوظا. وهو يشكل اليوم عقدة مواصلات رئيسة في قلب العاصمة المصرية القاهرة. وتطل على الميدان المتاخم لمجرى نهر النيل من جهة النهر أي الغرب عدة فنادق كبرى فخمة ومقر جامعة الدول العربية والمبنى الرئيس لوزارة الخارجية، ومن الجنوب مبنى «المجمع» (مجمع الوزارات)، ومن الشرق المبنى الأساسي القديم للجامعة الأميركية بالقاهرة والشمال المتحف المصري. وتتلاقى عند عدة شوارع رئيسة منها شارع طلعت حرب (سليمان باشا) وشارع قصر العيني. ويشرف على الرسالة العلمية الاستاذ الدكتور سعيد مغاورى محمد استاذ الحضارة والاثار الاسلامية وعميد كلية السياحة والفنادق بجامعة المنوفية والاستاذ الدكتور حسام الدين إسماعيل استاذ الاثار الغسلامية المساعد بكلية الاداب قسم الاثار جامعة عين شمس والذى يعتبر واحد من اهم الاساتذة المتخصصين فى تاريخ نشاة وتطورالقاهرة وتخطيطها العمرانى والمعمارى فى العصر الحديث بداية من عهد محمد على حتى بداية عهد الخديوى اسماعيل وتأتى الرسالة العلمية التى يشرف عليها لتكمل مسيرة التسلسل الزمنى والتخطيط العمرانى والمعمارى لمدينة القاهرة. فى فترة شهدت العديد من الاحداث الهامة ابرزها ثورة عرابى وثورة سعد زغلول وحريق القاهرة الذى كان له بالغ الاثر على حرق معظم اجزاء القاهرة الخديوية وثورة يوليو 1952 مرورا بحرب 1967 وينتهى الرصد التاريخى للتطور المعمارى لهذه المنطقة بعام 1970 وهى نهاية حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. تاتى الرسالة العلمية ايضا على ثلاث فصول منفصلة يتناول الاول منها عن تعريف القاهرة الخديوية التى بناها الخديوى اسماعيل وتخطيطها وإبراز أهم معالمها فى بداية عصر بنائها مصحوب بمجموعة من الصور النادرة للقاهرة فى تلك الحقبة ثم جزء ثانى ملئ بالوثاق النادرة يحمل عنوان حريق القاهرة واثره على القاهرة الخديوية فى ضوء الوثائق التى لم تنشر من قبل ثم فصل تالت يحمل فى طياته وصف حديث لمنطقة القاهرة الخديوية وميدان التحرير تحديدا فى عهد حكومة الثورة 1952 وما لحكومة الثورة وماعليها من ايجابيات وسلبيات على معمار وعمران مدينة القاهرة وغسهاماتهم التى وإن كانت فى مجملها صغيرة الا انها كانت مؤثرة مثل كورنيش النيل الذى امتد بطول ضفاف نهر النيل فى القاهرة. لذلك تأتى هذه الرسالة لتعبر علميا عن منطقة حيوية وهامة ظهرت قوتها اثريا وعمرانيا بعد ثورة ال25 من يناير والتي جذبت اليها انظار العالم اجمع حتى اصبحت مزارا يضعه العديد من الزائرين فى مخططاتهم فى زياراتهم لمصر فى السنوات المقبلة. مما كان يتوجب وجود دراسات واعية وعليمة موثقة تلتزم الحياد فى وصف الخلفية التاريخية والعمراينة لهذا المكان العريق الذى اصبح مثالا للحرية والمطالبة بحقوق الشعوب وحتى يجد ابنائنا من الدراسين فى حضارة مصر فى العصر الحديث وتحديدا المرشدين السياحين مرجعا علميا موثقا وذو خلفية تاريخية مراجعة من قبل اساتذة متخصصون فى عالم الاثار والارشاد السياحى لينقل الصور الحقيقة لهذا الاثر وينمى من قدرات العاملين بهذا القطاع بعيدا عن الحكايات التى تروى فى الكتب الغير موثقة عن الميدان والمناطق المحيطة به. تم تسجيل الرسالة العلمية بتاريخ 9-9-2009 مما يجعلها تسبق احداث ثورة يناير بعامين من الزمان مما جعل لها السبق فى البحث والتنقيب عن هذا الجزء المنسى من قبل معظم الدراسيين للتاريخ والاثار الحديثة فى كليات السياحة والفنادق وتحيديا قسم الارشاد السياحى ومتناسيين حقبة كانت حتى عام تسمى حقبة العصر الحديث والمعاصر ولكن اعتقد بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير دخلت مصر حقبة تاريخية حديثة انهت عصر ثورة 1952 وجعلتها اصبحت أكثر قدما وربما اصبحت الان مسار اهتمام الكثير من الباحثين ونتمنى ان تذخر مكتباتنا وجامعاتنا بالعديد من الرسائل العلمية الموثقة عن تلك الحقبة الزمنية قبل ان تفنى وتزول اثارها مثل المجمع العلمى بالتحرير الذى حرق واتسصدر امر بهدمه ليدفن مع تلك الحقبة التاريخية معلنا حقبة تاريخية جديدة على مصر وتحديدا ميدان التحرير الباحثة / امل ابو المجد الدسوقى