بروكسل (رويترز) - أوصت المفوضية الاوروبية يوم الاربعاء بأن تصبح صربيا مؤهلة لعضوية الاتحاد الاوروبي مكافأة لها على الاصلاحات الديمقراطية والقبض على مرتكبي جرائم الحرب الهاربين ولكن المفوضية عبرت عن قلقها لتعثر سعي تركيا للعضوية. وأعلنت تركيا أن الهدف من محادثاتها مع الاتحاد هو العضوية الكاملة وأن أي بديل آخر لن يكون مقبولا. وقالت المفوضية في تقريرها السنوي عن الدول المرشحة لعضوية الاتحاد ان الوضع الجديد الذي حصلت عليه صربيا مشروط باستنئاف محادثاتها حول التعاون العملي مع كوسوفو الاقليم الصربي السابق الذي تسكنه أغلبية من الالبان وأعلن استقلاله عام 2008 بتأييد من دول غربية. وترفض بلجراد الاعتراف باستقلال كوسوفو. وانهارت المحادثات في سبتمبر أيلول. وقال ستيفان فوله مفوض توسيع الاتحاد الاوروبي في كلمة في بروكسل " أوصي بمنح صربيا وضع المرشح استنادا الى ادراك أن صربيا تتواصل من جديد في حوار مع كوسوفو والتحرك سريعا لتنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل اليها الى الان بحسن نية." كذلك أوصت المفوضية وهي الهيئة التنفيذية للاتحاد يوم الأربعاء بأن يبدأ الاتحاد محادثات مع جمهورية الجبل الاسود اليوغوسلافية السابقة اعترافا بجهودها في محاربة الجريمة المنظمة. وأوفت صربيا بواحد من المطالب الاساسية للاتحاد الاوروبي بالقبض على هاربين مطلوبين في جرائم حرب ابان حروب البلقان في التسعينات لكن علاقاتها مع كوسوفو ما زالت قضية شائكة. وتفاقمت التوترات في الاسابيع القليلة الماضية بسبب المنازعات التجارية وعلى الحدود التي أدت الى اشتباكات قتل فيها شرطي وأصيب العشرات من قوات حفظ السلام التابعين لحلف شمال الاطلسي والمحتجين الصرب. والعلاقات مع صربيا وكوسوفو قضية مثيرة للانقسام في الاتحاد حيث ترفض خمس دول أعضاء الاعتراف باستقلال كوسوفو. وتقول بعض الدول الاعضاء بزعامة ألمانيا ان صربيا في حاجة الى بذل المزيد لكسب موافقة الاتحاد الاوروبي وانها سترفض الموافقة على توصية المفوضية اذا لم يتم استئناف المحادثات بين صريبا وكوسوفو. ويخشي اخرون من التخلي عن كوسوفو. وفي استجابة لمؤيدي كوسوفو في الاتحاد قالت المفوضية انها ستسرع وتيرة العمل لالغاء القيود على التأشيرات لابناء كوسوفو. ورحبت حكومة صربيا بقرار المفوضية بشأن وضع بلجراد وقالت ان الاصلاحات الديمقراطية ستتواصل. وقال ميركو سيفيتوفيتش رئيس وزراء صربيا في بلجراد "بالطبع هذه ليست النهاية. يجب علينا الاستمرار في التنفيذ والاصلاحات ولكن هذا يوم مهم للغاية بالنسبة لصربيا." وفي التقرير ذاته انتقدت المفوضية تركيا أكبر الدول المرشحة لعضوية الاتحاد لانها لم تفعل ما يكفي لتطبيع العلاقات مع قبرص العضو في الاتحاد. ودعا التقرير أنقرة لتجنب التهديدات التي قد تلحق ضررا أكبر بالعلاقات مع قبرص في اشارة الى سلسلة من الخلافات حول حقوق استخراج الغاز في شرق المتوسط. وقال فوله ان كلا من بروكسلوأنقرة محبطتان بسبب عدم احراز تقدم في عضوية تركيا في الاتحاد. وحثت المفوضية الاتحاد على مواصلة المحادثات مع تركيا وأشارت الى عدم احراز تقدم في العام السابق. وقال فوله "من المؤسف أن مفاوضات العضوية لم تتقدم لاكثر من عام. هناك احباط بسبب ذلك لدى الجانبين" مضيفا أنه يتعين على الاتحاد الاوروبي تنفيذ وسائل لضمان استمرار التواصل مع أنقرة. ومضى يقول "لا ينبغي لهذه الاحباطات أن تعمي أبصارنا عن أهمية علاقتنا أو عن الاساسيات التي تقوم عليها والتي لا تزال صالحة. اعتقد أن الوقت حان للعمل على استنئاف جدول أعمال ايجابي في علاقات الاتحاد الاوروبي مع تركيا." ومعارضة قبرص وكذلك رفض فرنساوألمانيا قبول الدولة التي تسكنها أغلبية مسلمة هي العقبة الرئيسية أمام عضوية تركيا بينما يجري التفكير في منحها وضع "شريك مميز" كبديل. وفي اسطنبول قال وزير شؤون الاتحاد الاوروبي التركي اجيمن باجيس ان هدف تركيا الوحيد من المحادثات هو العضوية الكاملة وأي بديل اخر لن يكون مقبولا. واضاف باجيس الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي بعد اصدار المفوضية أحدث تقرير عن التقدم الذي أحرز في محادثات العضوية "العضوية الكاملة هي هدف تركيا الوحيد في المحادثات.. لا يمكن قبول أي أهداف أخرى." وأضاف في تعليقات على التقرير "نأمل أن يخرج الاتحاد الاوروبي قريبا من حالة الكسوف العقلي." وقال ان التقرير افتقر الى التركيز. ويشعر صانعو السياسة في الاتحاد الاوروبي بالقلق من فقدان التأثير على تركيا في وقت يتزايد فيه نفوذ أنقرة في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا حيث أدت انتفاضات شعبية اندلعت هذا العام الى غموض بشأن مستقبل التحالفات في المنطقة. وأبدى حزب الشعب الجمهوري حزب المعارضة الرئيسي شكوكا في مدى التزام الحكومة بالسعي لعضوية الاتحاد الاوروبي بعد أن استغلت بنجاح الاصلاحات التي يدعمها الاتحاد لتقييد صلاحيات الجيش وتقليص احتمالات العودة لعصر الانقلابات العسكرية. وقال عضو البرلمان عن حزب الشعب الجمهوري رضا تورمن لصحفيين أجانب في اسطنبول يوم الاثنين "عندما ننظر الى الوضع الراهن فانه مأزق كامل فيما يتعلق بسير العلاقات مع الاتحاد الاوروبي." كذلك اعتبر أن تهديد الحكومة بتجميد العلاقات مع رئاسة الاتحاد عندما تتولى قبرص رئاسته الدورية في منتصف عام 2012 تطور سلبي.