حذر كل من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع ايهود باراك في مقابلات الاربعاء من ان وضع صحراء سيناء المصرية يشكل تهديدا "مقلقا للغاية" لاسرائيل. وتدهور الوضع الامني في سيناء بعد الثورة المصرية وقامت القاهرة بارسال قوات مصرية للمنطقة في محاولة للسيطرة على الوضع. وتقول اسرائيل ان الهجوم المميت الذي وقع في الجنوب الشهر الماضي انطلقت جزئيا من سيناء. وحذر نتانياهو من ان قوى معادية للسلام بين مصر واسرائيل تستغل الفراغ الامني الموجود في المنطقة. وقال نتانياهو في مقابلة مع صحيفة جيروزاليم بوست نشرت الاربعاء ان "هناك العديد من القوى التي تسعى لتقويض ذلك السلام (...) وتسعى لاستخدام سيناء ليس فقط كنقطة انطلاق للاعتداءات من غزة بل تسعى لاستخدام غزة كنقطة انطلاق لهجمات من سيناء". واضاف "من الواضح ان هذا تطورا مقلقا للغاية"، مشيرا الى انه يامل في ان "تفهم كل الجهات في مصر اهمية الحفاظ على السلام واعتقد ان هذه الرسالة وصلت بوضوح شديد الى المصريين من قبل الولاياتالمتحدة". وفي مقابلة مع صحيفة معاريف حذر باراك ايضا من خطورة الوضع في سيناء. وقال انه دفع اسرائيل الى الموافقة على وجود عسكري مصري متزايد في المنطقة -- كما تنص بنود اتفاق السلام عام 1979 -- في محاولة لتحسين الوضع الامني هناك. واضاف باراك "لكن هل استطيع القول لكم انه تم حلها؟(...) رهان مهم لكل قيادة مصرية لكنني لا اعتقد ان القيادة تسيطر على كل شىء". وقال باراك ان هناك نوعا من لعبة "شد الحبل" بين المجلس العسكري الذي يحكم مصر حاليا والمتظاهرين الذين اسقطوا حكومة حسني مبارك في وقت مبكر من هذا العام. وتحدث نتانياهو ايضا عن العلاقات المتوترة مع تركيا في مقابلة مع صحيفة اسرائيل هايوم المجانية الاربعاء. وقال ان الدولة العبرية "لم تتخل عن تركيا" مع انه استبعد احتمال ان تعود العلاقات الثنائية التي كانت وثيقة الى ما كانت عليه سابقا. وقال نتانياهو "لا اعؤف ما اذا كانت تركيا ستعود الى مكانها السابق. تركيا قررت ان تسلك طريقا مختلفا وان كانت ترغب في التحقق من هذا التصعيد وتطبيع العلاقات سنكون نحن بالطبع مستعدين لفعل ذلك فورا". واضاف ان "الحكومة التركية الحالية قررت تبني سياسة خارجية معادية". وتضررت العلاقات بين الحليفين السابقين بشكل كبير بعد هجوم شنته وحدة كوماندوس اسرائيلية على سفينة مافي مرمرة التركية التي كانت متوجهة الى غزة لكسر الحصار البحري المفروض على القطاع في ايار/مايو 2010 ما ادى الى مقتل تسعة اتراك. وتفاقمت الازمة الدبلوماسية في الاسابيع الماضية مع قيام انقرة بطرد السفير الاسرائيلي ووقف كافة العلاقات العسكرية والامنية التجارية مع اسرائيل. والقى باراك باللوم على السياسة الخارجية التركية التي تزداد تطرفا تجاه اسرائيل في اطار مساعي انقرة ليكون لها موقع في المنطقة بعد فشلها في الانضمام للاتحاد الاوروبي. وقال باراك "لم يبدا هذا بالامس او مع مافي مرمرة (...) بل مع الاتحاد الاوروبي"، مؤكدا انه "لا مصلحة في الشجار مع تركيا". واضاف ان "تركيا هي واحدة من اربع اهم دول في الشرق الاوسط مع مصر والسعودية وايران وبينما تتقلص السعودية ومصر تمر بما تمر به حاليا وايران معادية فلا يوجد لدينا مصلحة في تغذية الازمة".