اغلقت مركز الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الغواتمالية ابوابها، وبدا ان الجنرال السابق في الجيش الغواتمالي اوتو مولينا الذي يمثل الحزب الوطني اليميني في مقدمة المتنافسين العشرة للرئاسة. ويحتاج بيريز مولينا الذي وعد بمكافحة الجريمة بقوة إلى اكثر من 50% من أصوات الناخبين لتجنب جولة اعادة التصويت في نوفمبر/تشرين الثاني القادم. وسيواجه من يفوز في الانتخابات تحديات العنف المتصاعد في البلاد والذي يعود الجزء الاعظم منه إلى عصابات محلية ومكسيكية. وكانت كارتلات عصابات المخدرات المكسيكية قد وسعت من نطاق عملياتها في هذه الدولة الواقعة في وسط امريكا الجنوبية والمهمة بالنسبة اليها كنقطة إتصال للتهريب من امريكا الجنوبية الى الولاياتالمتحدة. وتفيد الاحصاءات بأن 7.3 مليون ناخب قد سجلوا انفسهم في سجلات الناخبين للادلاء بأصواتهم قبل اغلاق مراكز الاقتراع في الساعة 18.00 بالتوقيت المحلي (منتصف الليل بتوقيت غرينتيش). ومن المتوقع أن تظهر النتائج الاولية الرسمية خلال الساعات القادمة. ويأمل بيريز مولينا ان يتمكن من الفوز من الجولة الاولى مباشرة. وقال بعد ادلائه بصوته في مركز اقتراع في العاصمة غواتيمالا سيتي نرى امكانية كبيرة للفوز من الجولة الاولى لكن الامر رهين بأرادة الشعب الغواتيمالي . واذا تمكن مولينا من الفوز من الجولة الاولى فسيشكل ذلك أول فوز من جولة الانتخاب الاولى منذ عودة البلاد الى الحكم المدني عام 1986. واظهرت استطلاعات الرأي قبل الانتخابات أن اقرب منافس لبيريز مولينا كان رجل الاعمال مانويل بالديزون، يليه الفيزيائي وعالم الرياضيات ادواردو شوغر وكل ينتمون الى اليمين. وثمة مرشح يساري واحد يتنافس في هذه الانتخابات الرئاسية هو ريغوبيرتا مينشو الناشط في مجال حقوق الانسان للسكان الاصليين والحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 1992 . ويقول مراقبون إن بيريز مولينا تقدم الى الموقع الرئيسي إثر استبعاد ساندرا توريس، الزوجة السابقة للرئيس الحالي الفارو كولوم من سباق الرئاسة. وكانت توريس طلبت الطلاق في مارس/آذار ، الحركة التي وصفها منتقدوها بأنها جاءت لتجنب المنع الدستوري لأقارب الرئيس المقربين من الترشح لمنصب الرئيس. بيد أن قاضيا غواتيماليا حكم الشهر الماضي بأن ترشيح السيدة توريس لانتخابات الرئاسة ما زال يمثل انتهاكا دستوريا، على الرغم من طلاقها من زوجها الرئيس الحالي، لذا لم يحق لها الترشح. واتهم بعض المرشحين، وبينهم بيريز مولينا، الرئيس الحالي بأنه لم يكن حازما بما فيه الكفاية ضد الجريمة المنظمة، المزاعم التي يرفضها الرئيس. وتعد غواتيمالا إحدى افقر دول امريكا اللاتينية، وتبتلي بعنف العصابات وتزايد عمليات تهريب المخدرات على اراضيها. وفيها أعلى نسبة لسوء التغذية بين الاطفال في المنطقة، حيث يعاني نصف مجمل الاطفال دون سن الخامسة في البلاد من سوء التغذية.