كابول (رويترز) - اتخذ موضوع المحادثات مع طالبان المعقد والمربك غالبا منحى مثيرا ومفاجئا هذا الاسبوع عندما قالت مشرعة محجبة في مؤتمر صحفي انها التقت مؤخرا مع الملا عمر زعيم الجماعة الافغانية المتشددة الذي وافق على احلال السلام. ورغم الشكوك في المصداقية فان الاقبال الكبير على الحدث غير المألوف يوم الخميس والذي جذب عددا كبيرا من الصحفيين ومندوبين افغان من سفارات غربية يبرز الطبيعة البائسة الى حد ما لمحادثات السلام حيث تتطلع القوى الاجنبية الى مخرج من الحرب. وقالت هوما سلطاني وهي ناشطة حقوقية سابقة وعضو الان في البرلمان من اقليم غزنة وهو اقليم مضطرب يقع جنوب غربي كابول انها قابلت الملا عمر الهارب في مكان ما على بعد 150 كيلومترا من العاصمة كابول وانهما بكيا سويا عندما تأملا محنة أفغانستان. وقالت ان الملا عمر الذي فقد احدى عينيه جلس في هذه اللحظة على غطاء رأسها الذي فرشته على الارض قبل أن يقبل عرضها بأن تصبح الوسيط الوحيد له في محادثات السلام. وقالت سلطاني في مؤتمر صحفي في كابول يوم الخميس "الملا عمر لم يعشق عيناي...انخرطنا بجدية في محادثات للسلام." وأضافت أن الحاج عبد البصير وهو أيضا عضو بالبرلمان كان حاضرا في المؤتمر الصحفي كان شاهدا على اللقاء. وتظهر قصة سلطاني هذه الى أي مدى لا يعرف الكثير عن "محادثات" السلام مع طالبان. وقال صحفي غربي على رسالة عبر تويتر بعد المؤتمر الصحفي "بعض السفارات (بما في ذلك البريطانيين) أرسلوا أناسا الى المؤتمر الصحفي الغريب اليوم مع وسطاء غير محتملين للملا عمر. متشبثين بقشة." وتزايدت التقارير عن المحادثات بينما تستعد الولاياتالمتحدة وحلفاؤها للانسحاب تدريجيا من أفغانستان ومع تزايد قبول ضرورة التوصل الى تسوية من خلال التفاوض لحرب تقترب بسرعة من عامها العاشر. ولكن لا يعرف الكثير عن هذه الاتصالات التي كانت محلا لتفسيرات مختلفة على نطاق واسع والتي علقت عليها جميع الامال غير الواقعية. ونفى متحدث باسم طالبان اجتماع سلطاني مع الملا عمر باعتباره تزويرا قائلا ان احلال السلام يتطلب ما هو أكثر من غطاء رأس امرأة وتصر حركة طالبان علانية على أنها لن تدخل في أي مفاوضات ما بقيت القوات الاجنبية في أفغانستان. ولم يتسن على الفور الاتصال بمكتب الرئيس الافغاني حامد كرزاي للحصول على تعليق. وقدمت سلطاني في المؤتمر الصحفي يوم الخميس خطابا بخط اليد. وقالت ان أحد وجهيه يحمل موافقة كرزاي وعلى الوجه الاخر توقيع الملا عمر. والخطاب مكتوب بلغة الداري رغم أن الباشتو هي اللغة الاولى للملا عمر وغالبية الطالبان. وأضافت في وقت لاحق أن الحكومة انسحبت في اللحظة الاخيرة رغم وجود الخطاب. وقالت سلطاني انها لم تضطر لوضع الحجاب أو ارتداء النقاب أثناء اجتماعها مع الملا عمر ولكنها قالت انه لم يسمح لها بالتقاط صور ولا بتسجيل اللقاء. وقالت سلطاني بينما أطلق بعض الصحفيين ضحكات مكتومة "استطيع أن أقدم لكم الملا عمر هنا اذا كان من الممكن ضمان سلامته وأمنه." ولكن سرعان ما أوضح الصحفيون الافغان في القاعة ما فهموه من قصة سلطاني. وتعانقوا وهنأوا بعضهم مازحين بحلول السلام أخيرا في بلدهم.