بدأت محافظة كركوك الغنية بالنفط شراء الطاقة الكهربائية من محطات توليد في اقليم كردستان تسدد اجورها من مشروع البترودولار لتسد النقص في الطاقة. وقال راكان سعيد الجبوري نائب محافظ كركوك "هناك عقد مبرم لحل مشكلة الكهرباء في كركوك خلال فصل الصيف من خلال شراء 200 ميغاواط من احد المستثمرين" في اقليم كردستان العراق. واضاف ان "المستثمر هو ابرز مجهزي الطاقة بالاقليم وهو احمد اسماعيل وبدا تزويد كركوك تجريبيا ب 100 ميغاواط خلال الشهر الجاري ليصل التجهيز نهاية تموز/يوليو ب 200 ميغاواط". واضاف الجبوري "انها خطوة مهمة لحل مشكلة كهرباء كركوك وتامين الطاقة اليهم حيث ستخصص مبالغ من مشروع البتردولار لدفع المستحقات الى المجهز سنويا من عائدات البترودولار". وكانت الحكومة العراقية اقرت مشروع دفع دولار واحد عن كل برميل مستخرج للمحافظة المنتجة للنفط. وقال "ربما يصل المبلغ الى 100 مليار دينار سنويا (85 مليون دولار)" مؤكدا ان "حصة كركوك السنوية من تخصيصات البتردولار تصل الى حدود 350 مليار دينار (حوالى 300 مليون دولار)". وتابع نائب محافظ كركوك ان "جهود حكومة الاقليم مميزة في اتمام العقد وانجاحه عبر مد خط للطاقة بطول 12 كلم لاكمال التوصيل عبر الخط الرابط بين كركوك ومدن الاقليم ضمن الشبكة الوطنية وبعد استحصال موافقات وزارتي الكهرباء ببغداد والاقليم". وكان المسؤولون في كركوك قرروا مطلع العام الجاري قطع التيار الكهربائي عن الشبكات الاخرى في العراق احتجاجا على انقطاعها في المحافظة الغنية بالنفط حوالى عشرين ساعة يوميا. وعلى اثر ذلك ابرمت الادارة المحلية اتفاقا مع وزارة الكهرباء العراقية في بغداد يضمن تزويدها 250 ميغاواط يوميا من انتاج محطاتها الثلاث، البالغ انتاجها بين 425 و500 ميغاواط يوميا، بعد موجة احتجاجات مطلع العام. وكذلك نص الاتفاق مواقفة بغداد ان تشتري كركوك 200 ميغاواط من كردستان من اموال البترودولار. ومحافظة كركوك بحاجة الى 882 ميغاواط لتغطية الطلب اليومي. من جانبه، وعد رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني الاثنين سكان مدينة كركوك المتنازع عليها بالعمل على تخفيف معاناتهم من الخدمات وتزويدهم بالطاقة الكهربائية من محطات التوليد في الاقليم. وقال بارزاني في خطابه متوجها الى سكان كركوك "اتفهم جيدا معاناتكم من ناحية الكهرباء او الخدمات الاخرى واكدنا خلال هذه الفترة ايصال الكهرباء الى مدينة كركوك وطلبنا من حكومة الاقليم اعطاء جزء من الطاقة الكهربائية من اقليم كردستان لمدينة كركوك لتخفيف جزء من معاناتكم لحين تطبيق المادة 140 الدستورية واعادة جميع هذه المناطق الى اقليم كردستان العراق". يشار الى ان الاكراد يطالبون بالحاق مدينة كركوك الغنية بالنفط الى اقليم كردستان العراق. كما اشار بارزاني في خطابه الى انه "تقرر في الاجتماع الذي عقد الاسبوع الماضي مع رئيس ونائب رئيس حكومة الاقليم ووزير الكهرباء بالاقليم، تخصيص 100 ميغاواط من كهرباء الاقليم لمحافظة كركوك"، موضحا ان "القرار قد دخل حيز التنفيذ، وفي بداية الشهر المقبل اي تموز/يوليو، سترفع هذه النسبة الى 200 ميغاواط، والتي من شأنها تأمين قسط جيد من حاجة كركوك من الكهرباء". ووفقا لمصدر كردي ان الاقليم سيساهم فنيا لايصال التيار الكهربائي الى كركوك فقط وهي مدفوعة الثمن. واضاف بارزاني "نحن مصرون على اهتمام الاقليم بمحافظة كركوك الحبيبة وبمساعدتها بالاخص في هذا الفصل الحار". يشار الى ان اقليم كردستان يجهز مدنه ب20 ساعة يوميا فيما يعتمد المواطنون على المولدات لتغطية الاربع ساعات المتبقية. ونجح الاقليم في السنوات القليلة الماضية ببناء محطات توليد في محافظات السليمانية واربيل ودهوك وفصلها عن الشبكة الوطنية العراقية. ويبلغ الطلب الحالي على الكهرباء في العراق بين 12 و14 الف ميغاواط، في حين ان المتوفر يتجاوز ستة الاف ميغاواط بقليل. ويقول خبراء ان العراق لن يتمكن من تلبية الطلب كاملا قبل العام 2014. وقد تظاهر العشرات في عدد من المدن في جنوب البلاد في 21 آب/اغسطس الماضي للمطالبة بتوفير الكهرباء، وسبق هذه الاحتجاجات تظاهرات في حزيران/يونيو في مدن عدة ضد السلطات اثر تقنين الطاقة وسط قيظ تجاوز 54 درجة مئوية. ومنذ سنوات، يعاني قطاع الكهرباء في العراق عموما من نقص في انتاج الطاقة جراء ما تعرضت له المحطات وشبكات النقل من اضرار كبيرة عند اجتياح البلاد العام 2003، وما اعقبه من اعمال تخريب. ويعتمد العراقيون، وخصوصا في بغداد، على مولدات الطاقة لمعالجة النقص المستمر الذي يصل الى حوالى 18 ساعة في اليوم.