ضربت نوة قاسم سواحل الإسكندرية، صباح اليوم الثلاثاء، يصاحبها هطول أمطار متوسطة إلى غزيرة ورياح جنوبية غربية وانخفاض ملحوظ في درجات الحرارة. وتصنف "قاسم" كواحدة من أعنف نوات الشتاء وأكثرها ضراوة نظرًا لما خلفته خلال الأعوام السابقة من خسائر في الأرواح والممتلكات، إذ يصاحبها عواصف شديدة وأمطار غزيرة. صيادون يكشفون سر اسم "قاسم" ووفقًا لجدول النوات بميناء الإسكندرية، تبدأ "نوة قاسم" في الأسبوع الأول من ديسمبر، عادة في 4 ديسمبر من كل عام، إلا أنها قد تتقدم أو تتأخر أيام بفعل ما بات يعرف بالتغيرات المناخية. وتتسبب "قاسم" عادة في اضطراب وارتفاع أمواج البحر المتوسط لأكثر من 6 أمتار فيما يشبه "التسونامي" ما قد يؤدي إلى وقف حركة الصيد والملاحة البحرية بمينائي الإسكندرية والدخيلة. ويُرجع الصيادون سبب تسمية النوة بهذا الاسم نسبة إلى ابن أحد الصيادين، ويدعى "قاسم" الذي تعرض للغرق خلالها، فيما سجلت الإسكندرية في بعض الأعوام مرور نوة قاسم بهدوء وسلام دون أي أمطار أو خسائر. موعد انتهاء نوة قاسم وكان يعرف الصيادون قديمًا موعد حلول النوة بعلامات منها تساقط النجوم من السماء أو هياج طائر النورس على سطح البحر أو غروب الشمس وسط هالة حمراء أو قدوم رياح غربية. وتستمر نوة قاسم عادة لمدة 5 أيام، ويصاحبها أمطار غزيرة وعواصف ورياح جنوبية غربية وانخفاض ملحوظ في درجات الحرارة، ويعقبها نوة "الفيضة الصغرى" في 12 ديسمبر. أمواج البحر تشبه تسونامي سلسلة طويلة من الخسائر في الأرواح والممتلكات تخلفها نوة قاسم كل عام في الإسكندرية، إذ تسببت في عام 2010 في تحطيم أجزاء من سور الكورنيش وتجاوز مياه البحر للطريق في عدة مناطق منها لوران ومحطة الرمل. وفي العام 2018 أدت إلى انهيار جزئي ب 5 عقارات وسقوط لافتة إعلانية ما أسفر عن مصرع وإصابة 3 أشخاص، فضلًا عن إصابة 8 تلاميذ في حادث مروري، واندلاع حرائق بشركة الإسكندرية للبترول ومركز تجاري. وامتدت خسائر رياح قاسم في 2018 لتحطم 3 سيارات بعدما انهار عليهم سور بمنطقة العوايد شرقي الإسكندرية، فيما اجتاحت أمواج البحر في عام 2021 والتي تجاوز ارتفاعها 6 أمتار متر نادي المهندسين بمنطقة سابا باشا لتجرف كل ما يقابلها من كراسي ومقاعد. 4 فوائد لأعنف نوات الشتاء وكانت الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية أشارت إلى وجود 4 فوائد لنوة قاسم وهي إزالة الملوثات التي تتراكم في البحر على مدار السنة، ما يحسن نقاء المياه. فيما تساعد حركة الأمواج الشديدة على إعادة توزيع الرمال، ما يسهم في حماية الشواطئ من التآكل والحفاظ على جمالها الطبيعي، بينما تعمل الأمطار الغزيرة على تحسين جودة المياه وزيادة مستويات الأكسجين فيها، ما يساعد الكائنات البحرية على النمو والازدهار. وأكدت المصايف، أن الأمطار الغزيرة والرياح تساعد على تحريك الطبقات العليا من التربة، ما يساهم في تجديدها وزيادة خصوبتها، مطالبة المواطنين بالحذر من تأثيراتها السلبية. حالة تأهب لمواجهة الطقس السيئ وأعلنت شركة الصرف الصحي بالإسكندرية، رفع درجة الاستعداد والطوارئ تحسبًا لموجة الأمطار المتوقعة وسوء الأحوال الجوية، تزامنًا مع بدء نوة "قاسم". وكشفت الشركة في بيان عن خطتها للتعامل مع الطقس السيئ شملت نشر سيارات الشفط والمعدات والبدالات في الشوارع والمناطق الساخنة المتوقع تراكم الأمطار بها. وأشارت الشركة، في بيان إلى وقف الإجازات وبدل الراحات لجميع العاملين بالشركة، فضلًا عن استمرار أعمال تطهير شنايش ومطابق تصريف مياه الأمطار، وتخفيض منسوب البيارات. وأضافت أن خطة الطوارئ تشمل متابعة مناسيب المصارف على مدار الساعة، وتواجد فرق الطوارئ على مدار الساعة، وكافة القيادات المعنية لحل أي مشكلة، والاستجابة لبلاغات المواطنين.