نوة قاسم إحدى أخطر وأشد النوات السنوية التي تضرب محافظة الإسكندرية عادةً في الأسبوع الأول من شهر ديسمبر، حيث تأتي ضمن موسم النوات الشتوي المعروف بتأثيره على الحياة اليومية وحركة الملاحة والصيد في المدينة. تبدأ نوة قاسم فى 4 ديسمبر وتستمر لمدة 5 أيام متواصلة، وفقاً لجدول النوات السنوى، وهذه النوة بمثابة الاختبار الحقيقى لأجهزة المحافظة وشركات الصرف الصحى، نظراً لشدة تأثيراتها على حركة الملاحة والحياة اليومية.
نوة قاسم تتميز نوة قاسم بكونها من النوات التي تنذر بأقصى درجات الاضطراب الجوي والبحري، وتتمثل خطورتها فيما يلي: تهب على الإسكندرية في صورة رياح جنوبية غربية قوية جداً. يصاحب النوة عواصف شديدة قد تصل فيها سرعة الرياح إلى مستويات عالية. تؤدي العواصف إلى اضطراب شديد في مياه البحر، مما يتسبب في ارتفاع الأمواج إلى ما بين 4 و 5 أمتار، وهو ما يهدد بوقف حركة الملاحة البحرية وإغلاق بوغازي الإسكندرية والدخيلة. غالباً ما تكون مصحوبة بأمطار غزيرة إلى شديدة، مما يزيد من احتمالية تراكم المياه في الشوارع والمناطق المنخفضة.
التسمية المأساوية لا يزال اسم النوة يروي قصة مأساوية متوارثة بين أهالي الإسكندرية والصيادين، حيث سميت بهذا الاسم تخليداً لذكرى أحد أبناء الصيادين ويدعى قاسم، الذي تعرض للغرق في مياه البحر أثناء النوة في أحد الأعوام البعيدة، نظراً لشدة الرياح وارتفاع الأمواج غير المسبوق". ومنذ ذلك الحين، أطلق الصيادون اسمه على هذه النوة الأشد خطورة، لتكون بمثابة إنذار وتذكرة بضرورة توقف أعمال الصيد والملاحة خلال هذه الفترة العصيبة.
إجراءات السلامة ينصح بتجنب التواجد على الشواطئ وواجهة الكورنيش، والابتعاد عن أعمدة الإنارة والأشجار في حالة هبوب الرياح العاتية. يتم اتخاذ قرار بوقف حركة الصيد والملاحة في الموانئ بناءً على توجيهات هيئة الميناء لضمان سلامة الأرواح والممتلكات. تعكس نوة قاسم، مثل باقي نوات الإسكندرية، العلاقة القديمة بين أهل المحافظة والبحر المتوسط، حيث يعتمد الصيادون والخبراء على معرفة مواعيد هذه النوات للتنبؤ بحالة الطقس والبحر.