طرح رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، شروطًا واضحة لوقف إطلاق النار، مؤكدًا أن أي تفاوض لا يمكن أن يتم دون انسحاب قوات الدعم السريع من جميع المناطق التي دخلتها بعد اتفاق جدة، وتجميعها في مناطق يتم الاتفاق عليها مع الوسيط. وشدد على أن هذا الشرط يمثل أساسًا لأي تقدم في مسار المفاوضات. وقال البرهان إن القوات المسلحة ماضية في استعادة كل الأراضي التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع في ولايتي كردفان ودارفور، موضحًا أن العمليات العسكرية ستستمر حتى استعادة السيطرة الكاملة على المناطق المتنازع عليها. في المقابل، اعتبر عمران عبدالله، مستشار قائد قوات الدعم السريع، أن اشتراط البرهان تسليم قوات الدعم السريع لسلاحها من أجل المفاوضات "أحلام يقظة وأماني بعيدة عن الواقع"، مشيرًا إلى أن إعلان البرهان التعبئة العامة ورفضه التفاوض "رسالة لمن يظن أنه قد يستجيب لمبادرات إنهاء الحرب". وفي وقت سابق، أعلن البرهان التعبئة العامة من منطقة السريحة بولاية الجزيرة، داعيًا السودانيين إلى حمل السلاح والمشاركة في مواجهة المتمردين، مؤكدًا أن الحرب لن تنتهي إلا بنهايتهم، وأن "لا سلام أو كلام معهم". وقال إن حماية القوات المسلحة ووحدة السودان تمثل أولوية قصوى، مضيفًا أن "دماء السودانيين أمانة في أعناقنا". ودعا رئيس مجلس السيادة جميع السودانيين للمشاركة في "ختام المعركة ضد المتمردين"، مشددًا على أنه "لا مكان للمجرمين في السودان ويجب عليهم إلقاء السلاح". رفض ورقة بولس ووصفها ب"الأسوأ" وفي سياق آخر، رفض البرهان المقترح الذي قدمته الرباعية الدولية -الولاياتالمتحدة والسعودية ومصر والإمارات- عبر مبعوث الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والإفريقية مسعد بولس، واصفًا الورقة بأنها "أسوأ ورقة يتم تقديمها". وأوضح خلال اجتماع مع كبار قادة الجيش أن المقترح "يلغي وجود القوات المسلحة ويطالب بحل الأجهزة الأمنية مع إبقاء الميليشيا المتمردة في مواقعها". وقال البرهان إن الوساطة، إن استمرت في هذا الاتجاه، فستُعد "غير محايدة"، مشيرًا إلى أن بولس "يتحدث وكأنه يريد فرض بعض الفروض"، وأنه "يهدد ويتهم الحكومة بعرقلة القوافل الإنسانية واستخدام أسلحة كيميائية". وأضاف: "ورقتك غير مقبولة"، مشددًا على ضرورة تبني خارطة الطريق التي قدمتها حكومة السودان. وأشار إلى أن تصريحات بولس تمثل "صورة من أبواق الميليشيا"، وأنه "يتحدث بلسان الإمارات ويقرر في مستقبل العملية السياسية التي هي شأن سوداني خالص". ترحيب بمبادرة ولي العهد السعودي وأشاد البرهان بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مبينًا أن حديثه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوضح الصورة الحقيقية لما يجري في السودان. واعتبر البرهان مبادرة ولي العهد "فرصة لتجنيب البلاد الدمار والتمزق"، مؤكدًا أن أمن البحر الأحمر قضية تهم الجميع، وأن بلاده ستتعاطى مع المبادرة بما يسهم في إنهاء الحرب "بالطريقة المثالية التي تريح كل السودانيين". كما أوضح أن مبادرات عديدة طُرحت خلال الفترة الماضية لكنها رُفضت لأنها تُبقي على "المتمردين" ضمن المشهد، مشيرًا إلى أن هذا السبب وراء عدم قبولها. وكان الرئيس الأمريكي قد قال، خلال "منتدى الاستثمار الأمريكي – السعودي 2025"، إن الولاياتالمتحدة ستبدأ العمل على إنهاء الحرب في السودان، بعد أن أوضح له ولي العهد السعودي تفاصيل النزاع المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023.