يعقد مسؤولون كبار من الولاياتالمتحدةوأوكرانيا ومستشارون للأمن القومي من فرنسا وبريطانيا وألمانيا محادثات في جنيف، اليوم الأحد، لمناقشة مسودة خطة واشنطن لإنهاء الحرب في أوكرانيا. ومن المقرر أن يصل المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو، اليوم الأحد، لإجراء المحادثات بشأن إنهاء الحرب الروسي الأوكرانية التي دخلت عامها الرابع. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد قال، يوم الجمعة، إن نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لديه مهلة حتى يوم الخميس للموافقة على الخطة المكونة من 28 نقطة، والتي تدعو أوكرانيا إلى التنازل عن أراض وقبول القيود المفروضة على جيشها والتخلي عن طموحاتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وقال مسؤول أمريكي: "نأمل في تسوية التفاصيل النهائية لصياغة اتفاق مفيد لهم أوكرانيا، لن يتم الاتفاق على أي شيء حتى يجتمع الرئيسان معا"، في إشارة إلى ترمب وزيلينسكي. وقال المسؤول، إن وزير الجيش الأمريكي دانيال دريسكول وصل إلى جنيف قبل المحادثات، وأكدت أوكرانيا مشاركتها. وسينضم مستشارو الأمن القومي من مجموعة الترويكا الأوروبية، التي تضم فرنسا وبريطانيا وألمانيا إلى جانب الاتحاد الأوروبي. وقالت مصادر دبلوماسية، إن إيطاليا سترسل أيضا مسؤولا للمشاركة في المحادثات. وقال قادة أوروبيون وغربيون آخرون، السبت، إن خطة السلام الأمريكية، التي تؤيد المطالب الروسية الرئيسية، هي الأساس لمحادثات إنهاء الحرب، لكنها تحتاج إلى عمل إضافي، حيث يسعون إلى اتفاق أفضل لكييف قبل الموعد النهائي المحدد يوم الخميس. وقال مصدر حكومي ألماني، إن مسودة خطة السلام الأوروبية، التي تستند إلى المقترح الأميركي، أُرسلت إلى أوكرانيا وإلى الإدارة الأمريكية. وقبل المحادثات، حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن أوكرانيا تخاطر بفقدان كرامتها وحريتها أو دعم واشنطن بسبب الخطة. ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخطة، أنها أساس لحل النزاع، لكن موسكو قد تعترض على بعض المقترحات الواردة في الخطة، والتي تتطلب انسحاب قواتها من بعض المناطق التي سيطرت عليها. يأتي هذا في الوقت الذي أعلن فيه ترامب، يوم السبت، أنه بصدد وضع حد للحرب بين روسياوأوكرانيا. وقال إن اقتراحه الحالي لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا ليس عرضه النهائي، وذلك في الوقت الذي تقول فيه أوكرانيا وحلفاء واشنطن الأوروبيون، إن خطة السلام يمكن أن تكون أساسا للمحادثات ولكنها تحتاج إلى عمل إضافي. وأضاف ترامب: "يجب أن تنتهي الحرب بطريقة أو بأخرى"، لكنه عندما سئل عما إذا كان هذا هو عرضه النهائي، أجاب قائلا لا. وسارعت فيه أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون إلى صياغة رد منسق على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المكونة من 28 نقطة لإنهاء الحرب في أوكرانيا هذا الأسبوع. ورفض الداعمون الأوروبيون لأوكرانيا خطة الولاياتالمتحدة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية بصيغتها الحالية. وجاء في بيان صدر بعد اجتماع القادة في جوهانسبرج، إن المسودة الأولية للخطة المكونة من 28 بندا تتضمن عناصر مهمة ستكون أساسية لتحقيق سلام عادل ودائم. وأضاف البيان بشأن الخطة، التي ستمنح روسيا تنازلات واسعة نعتقد لذلك أن المسودة تعد أساسا يتطلب عملا إضافيا. وجاء في البيان: "نحن نتمسك بمبدأ عدم جواز تغيير الحدود بالقوة، كما نشعر بالقلق إزاء القيود المقترحة على القوات المسلحة الأوكرانية، والتي قد تترك أوكرانيا عرضة لهجوم مستقبلي". ووقع البيان قادة كندا وفنلندا وفرنساوإيطاليا وأيرلندا واليابان وإسبانيا وبريطانيا وألمانيا والنرويج وهولندا، إضافة إلى كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي. وعلى هامش مشاركته في قمة مجموعة العشرين، أكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس، أنه لا يمكن إنهاء الحرب في أوكرانيا دون موافقة أوكرانيا نفسها. وتتطلب المسودة الحالية التي تقودها واشنطن من كييف تجاوز عدة خطوط حمراء لديها: خفض عدد قواتها المسلحة إلى 600 ألف فرد، والتنازل عن مساحات واسعة من الأراضي، وإدراج حظر الانضمام إلى حلف الناتو في دستورها. وتدعو الخطة تحديدا القوات الأوكرانية إلى الانسحاب من الأجزاء التي تسيطر عليها حاليا في منطقتي لوهانسك ودونيتسك شرقي البلاد. علاوة على ذلك، سيتوقع من واشنطن الاعتراف بشبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو بشكل غير قانوني عام 2014، وكذلك دونيتسك ولوهانسك، بوصفها أراض روسية بحكم الأمر الواقع. وقال وزير الدفاع الأوكراني السابق رستم عمروف، يوم السبت، إن مسؤولين أوكرانيين رفيعي المستوى يعتزمون عقد اجتماع مع ممثلين عن الولاياتالمتحدة بحضور أوروبي في سويسرا خلال الأيام المقبلة لإجراء محادثات حول خطة السلام المقترحة. وأكد أن أوكرانيا رحبت بالخطة لكنها ستشارك في المناقشات بفهم واضح لمصالحها، وذلك في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي. وفي وقت سابق، عين الرئيس فولوديمير زيلينسكي وفدا تفاوضيا للتعامل مع الولاياتالمتحدةوروسيا وأطراف دولية أخرى، وفقا لمرسوم نشر في كييف. وعين زيلينسكي مدير مكتبه، أندريه يرماك، كبير المفاوضين، كما ضم الوفد المكون من تسعة أعضاء كيريلو بودانوف، رئيس الاستخبارات العسكرية، وفقا للغد.