على الرغم من الأجواء الممطرة، بدأ العشرات من المتطوعين، يوم السبت، بتنظيف شوارع مدينة غزة، وإعادة الحياة إلى مرافقها الحيوية، وإزالة الركام والأنقاض بعد الحرب الإسرائيلية التي استمرت لمدة عامين، وذلك ضمن حملة تطوعية باسم "حنعمرها ثاني". وأطلقت بلدية غزة الحملة بالشراكة مع الغرفة التجارية وشبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، بهدف "إضاءة بارقة أمل نحو المشاركة المجتمعية في البناء والإعمار"، وفقًا لبيان نشرته البلدية عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك". وقال حسني مهنا، مسؤول العلاقات العامة في بلدية غزة، لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، إن الحملة تهدف إلى تنظيف الأرصفة والشوارع ومداخل الأزقة والأحياء والحارات، وإزالة النفايات والركام من الطرقات. وأضاف مهنا أن الحملة تسعى أيضًا إلى زراعة الأشجار في الشوارع، وإعادة طلاء الأرصفة، واستعادة جمال المدينة التي مزقتها الحرب. وقال رئيس بلدية غزة، يحيى السراج، إن الحملة جاءت لتثبت أن الشعب الفلسطيني "باقٍ في أرضه"، ولن تنجح كل المحاولات الإسرائيلية في "كسره". وأضاف، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أثناء مشاركته في الحملة: "عندما نرى الشباب والرجال والأطفال وكبار السن يشاركون في هذه الحملة، فهذه رسالة للعالم بأن غزة قادرة على الحياة". من جانبه، قال رئيس شبكة المنظمات الأهلية، أمجد الشوا، خلال مشاركته في الحملة: "نريد أن نرسل رسالة للعالم من خلال هذه الحملة بأن الشعب الفلسطيني قادر على صنع الحياة". وأضاف أن الحملة تمثل بداية الطريق نحو الهدف الأكبر، وهو إزالة 60 مليون طن من الركام الذي يغطي قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية، من أجل إعادة مدينة غزة "أجمل مما كانت عليه" قبل الحرب. بدوره، قال رئيس غرفة تجارة وصناعة وزراعة غزة، عائد أبو رمضان، خلال كلمة ألقاها في الحملة: "الحدث اليوم جاء ليُظهر الأمل ويرفع شعار الحياة في مبادرة تقول للعالم إن شعب غزة قادر على النهوض". وأضاف أن مدينة غزة والقطاع تعرضا خلال العامين الماضيين للقتل والدمار، في محاولة إسرائيلية "لقتل الحياة"، إلا أن غزة أثبتت أنها قادرة على "النهوض من تحت الركام مجددًا". وقال المتطوع إبراهيم حسن (30 عامًا) من مدينة غزة، إنه شارك في الحملة لأنه على يقين بأن غزة لن تعود إلى الحياة إلا "بأيدي أبنائها". وأضاف حسن، وهو يحمل معولًا لإزالة الركام من أحد شوارع مدينة غزة الرئيسية: "يجب أن تعود الحياة إلى غزة، وأن نبدأ ببنائها من جديد، حتى لو استوجب ذلك أجيالًا من الشباب والأطفال". وبدورها، قالت المتطوعة حنان عبيد، التي كانت ترتدي كمامة وجه أثناء إزالة أكوام القمامة من أحد الشوارع: "فخورة جدًا بالمشاركة في هذه الحملة"، موضحة أنه من واجب كل شخص في المدينة أن يساهم في هذه المبادرة من أجل إعادة الحياة بسرعة إلى غزة. وتأتي الحملة في وقت يعاني فيه قطاع غزة من أزمة إنسانية صعبة، وسط تحذيرات من أزمة بيئية وصحية بسبب تكدس النفايات بالقرب من أماكن نزوح السكان. وقال نائب رئيس اتحاد بلديات قطاع غزة، علاء البطة، في حديث ل (د ب أ)، إن 700 ألف طن من النفايات تتكدس في مكبات عشوائية. وأضاف البطة أن بلديات القطاع عاجزة عن التعامل مع هذا الكم من النفايات بسبب نقص الوقود والمعدات جراء الحرب الإسرائيلية. وشنت إسرائيل حربًا واسعة النطاق على قطاع غزة، بعد هجوم مباغت شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023. وأسفرت الحرب عن استشهاد ما يزيد عن 69 ألف فلسطيني، وإصابة أكثر من 170 ألفًا آخرين، وفقًا لأرقام وزارة الصحة في غزة، فيما دمرت إسرائيل البنية التحتية المدنية بنسبة 90%. وتشير التقديرات الحكومية، حتى منتصف أكتوبر 2025، إلى وجود ما بين 65 إلى 70 مليون طن من الركام والأنقاض، وفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي التابع لحماس في غزة.