أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الأحد، أنها ستسلم جثة الضابط الإسرائيلي هدار جولدن، التي أسرتها الحركة في قطاع غزة عام 2014، عند الساعة 2 مساء بتوقيت غزة. ويأتي هذا الإعلان في لحظة تفاوضية حساسة، تتقاطع فيها المواقف السياسية والعسكرية بين أطراف متعددة، أبرزها إسرائيل والولاياتالمتحدة، وسط أزمة متصاعدة تتعلق بمقاتلي حماس العالقين في الأنفاق. وعقب إعلان القسام أمس السبت عثورها على جثة الضابط الإسرائيلي في نفق بمخيم يبنا في مدينة رفح جنوبي القطاع، أفادت وسائل إعلام عبرية، بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مارست ضغوطًا في الأيام الأخيرة على حماس لإعادة جثمان جولدين إلى إسرائيل من أجل السماح بالتوصل إلى اتفاق بين الطرفين لإنهاء أزمة مقاتلي الحركة "العالقين" في أنفاق رفح. وقال مسؤولون أمريكيون للقناة 12 الإسرائيلية، إن الولاياتالمتحدة ترى أن مقاتلي حماس الذين ما زالوا داخل أنفاق رفح، يشكلون مصدر توتر وتهديد لاتفاق وقف إطلاق النار، وتسعى إلى إزالة هذا "اللغم" الأمني. وأضافوا أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقلت إلى إسرائيل رسالة مفادها أن هذا الحدث (السماح لمقاتلي حماس العالقين بالخروج) يمكن أن يتحول إلى نوع من المشروع "التجريبي" لنزع سلاح الحركة في قطاع غزة. وفي هذا السياق، قال مسؤول أمريكي كبير للقناة ذاتها، إنه إذا أعادت حماس الجثمان، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيسمح "بمساحة سياسية أكبر للمناورة لإنهاء الأزمة مع 200 مقاتل من حماس في أنفاق رفح". وفقًا للمسؤول الأمريكي، ستُعاد أولًا جثة هدار جولدين إلى إسرائيل. بعد ذلك، سيُلقي مقاتلو حماس في الأنفاق أسلحتهم ويستسلمون، وستمنح إسرائيل "عفوًا" للعناصر الذين يستسلمون، وسيُمنحون "ممرًا آمنًا" إلى الأراضي التي تسيطر عليها حماس أو سيتم ترحيلهم إلى دولة ثالثة. مع ذلك، أشار المسؤول الأمريكي، إلى أنه لم يتم العثور حتى الآن على دولة مستعدة لاستقبالهم. بعد ذلك، سيتم تدمير جميع الأنفاق في قطاع غزة. وفي وقتٍ سابق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه لن يسمح بمغادرة مقاتلي حماس المتواجدين داخل مناطق "الخط الأصفر" التي تخضع لسيطرة جيش الاحتلال في قطاع غزة، نتيجة ضغوط الوزراء المتشددين في الائتلاف الحكومي. ووفق التقديرات الإسرائيلية، هناك نحو 200 مقاتل من حماس عالقون في أنفاق مدينة رفح بسبب سيطرة جيش الاحتلال على منطقة "الخط الأصفر" في القطاع. ومنذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر الماضي، أفرجت المقاومة الفلسطينية عن 20 أسيرًا إسرائيليًا حيًّا، وسلّمت جثث 23 من أصل 28، وبقيت 5 جثث تعود ل4 إسرائيليين -بينهم الضابط هدار جولدن الذي انتشلت جثته أمس من رفح- وتايلندي.