يستعد جمهور معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال 57 لعام 2026 لاستقبال كتاب "مِائةُ عامٍ من حِكَاياتِ المَشَايِخِ والسَمِّيعَة" للباحث بدار الإفتاء المصرية، محمد عاشور، والصادر عن دار الغد للطباعة والنشر. وقال مؤلف الكتاب إن هذا الإصدار ليس مجرد سيرة، بل هو وثيقة تاريخية شاملة تُكرّس لقرن كامل من عبقرية التلاوة القرآنية في مصر. ومن خلال ثلاثة أقسام رئيسية ترسم ملامح ومعالم العبقرية والتفرد؛ يغوص الكتاب في أعماق هذه الظاهرة الفريدة، مستعرضًا ليس فقط السير الذاتية لأساطير التلاوة، بل ومحللاً سحر هذا التراث وأسباب تفوقه وتميزه عبر الأجيال، ويتميز هذا الكتاب بمنهجية تحليلية وتوثيقية عميقة تتناول مادته جوانب هذه الظاهرة. يبدأ الكتاب بتأصيل مفهوم "دولة التلاوة المصرية"، مبيناً أهمية التلاوة في الثقافة المصرية والعالم الإسلامي وأسباب تفرد مصر بهذا اللقب. ويخصص فصلاً كاملاً لتعريف مفهوم "العبقرية في سياق التلاوة"، حيث لا يقصرها على مجرد الإتقان والتجويد، بل يربطها بأبعاد أعمق تشمل التمكن العميق، والصوت الفريد الآسر، والتأثير الروحي العميق، والابتكار الهادف في الأداء. كما يبرز الدور المحوري للإذاعة المصرية، وتحديداً إذاعة القرآن الكريم، في تحويل هؤلاء القراء من قامات محلية إلى رموز عالمية عبر نشر تلاواتهم وترسيخ مكانتهم. وفي القسم الثاني: (نوادر وحكايات المشايخ العباقرة) ينتقل الكتاب إلى السرد القصصي الموثق، مقدمًا نوادر وحكايات لأبرز قامات التلاوة الذين صنعوا العصر الذهبي، ومن بين الشخصيات التي يتم إفراد فصول لها: الشيخ محمد رفعت: عميد القراء، والشيخ مصطفى إسماعيل قارئ الملوك والشعب، والشيخ محمد صديق المنشاوي رمز الخشوع والتأثير الصوتي العميق، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد صاحب "الحنجرة الذهبية"، إضافة إلى قامات أخرى مثل: الشيخ الفريد كامل يوسف البهتيمي، وشيخ عموم المقارئ الشيخ محمود خليل الحصري، وسفير القرآن الشيخ محمود علي البنا. وفي القسم الثالث يقدّم الكتاب رؤية فريدة من خلال تسليط الضوء على "السميعة"، الجمهور المتذوق الذي لم يكن مجرد مستمع، بل شريكاً في حفظ ونقل التراث. يصفهم الكتاب بأنهم كانوا بمثابة "الوجدان الجماعي لدولة التلاوة" وحلقة الوصل الحقيقية بين المشايخ وعموم الناس. وتُروى في هذا القسم حكايات شغفهم بالتلاوات، ودورهم في توثيق التلاوات النادرة التي لم تسجلها الإذاعة، ما يؤكد أن التلاوة في مصر كانت ظاهرة شعبية تملكها الجمهور بوعي وذائقة رفيعة. ومن المتوقع أن يمثل هذا الإصدار "إضافة نوعية للمكتبة العربية"، ويثير نقاشاً واسعاً في الأروقة الثقافية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2026 حول مستقبل التلاوة القرآنية والحاجة للحفاظ على أسسها الروحية والفنية. الكتاب، المقرر عرضه في جناح دار الغد للطباعة والنشر، هو ضرورة لكل مهتم بتاريخ مصر الثقافي والديني، ويعد القراء بدخول عميق ومحلل لسحر هذا التراث وأسباب تفوقه عبر الأجيال. يذكر أن معرض القاهرة الدولي للكتاب سيقام خلال الفترة من 21 يناير حتى 3 فبراير 2026 في مركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية، ممثلًا دورته السابعة والخمسين.