خرجت اليوم الجمعة مظاهرات في 12 مدينة سورية، بينها العاصمة دمشق، ضد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" على مناطق شمال شرق سوريا. وجاءت المظاهرات بدعوة من ناشطين من أبناء الجزيرة السورية، بهدف تسليط الضوء على الأوضاع المعيشية والسياسية في مناطقهم، التي يصفونها بأنها "محتلة من قبل قوات سوريا الديمقراطية ( قسد)". وتجمع المئات في ساحة المرجة وسط العاصمة دمشق، ورفعوا لافتات تطالب بإنهاء سيطرة قسد على مناطق شمال شرق سوريا. وأكد الشيخ أحمد الملحم، أحد شيوخ قبيلة الجبور في الجزيرة السورية، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، أن "المظاهرات التي انطلقت اليوم من مدينة درعا جنوبسوريا، وصولًا إلى العاصمة دمشق وحمص وحلب، وحتى مدن تل أبيض ورأس العين، تهدف إلى رفع صوت المدنيين والمطالبة بحقهم في حياة كريمة، وإيصال رسائلهم إلى المجتمعين المحلي والدولي حول واقعهم في مناطق الجزيرة السورية، دون اللجوء إلى أي شكل من أشكال العنف". وقرأ الشيخ فرج حمود السلامة، من قبيلة البوشعبات، إحدى أكبر القبائل العربية في سوريا، بيانًا باسم المتظاهرين جاء فيه: "باسم أبناء الجزيرة السورية، وباسم فعاليات المجتمع المدني والسياسيين والحقوقيين والإعلاميين والوجهاء الذين شاركوا في الوقفة الاحتجاجية اليوم، نوجه هذا البيان إلى الحكومة السورية والمجتمع الدولي، وجميع القوى الفاعلة في الملف السوري، تعبيرًا عن موقف وطني موحد، وعليه فإن مطالبنا تتلخص بما يلي، أولا: العمل على حل وطني سوري شامل يضمن وحدة الأرض والشعب تحت راية الدولة السورية، وإنهاء ملف قسد، وثانيا، ضمان عودة جميع المهجرين إلى مناطقهم في الجزيرة السورية، وثالثا، وقف أي دعم سياسي أو عسكري أو مالي لأي جهة خارجة عن سيطرة الدولة السورية، ورابعا، إعادة مؤسسات الدولة إلى كافة مناطق الجزيرة السورية، وخامسا، إطلاق سراح كافة المعتقلين والمخطوفين، وإيقاف كافة الانتهاكات التي ترقى إلى جرائم حرب دولية." وأكد الشيخ السلامة في تصريح ل (د ب أ) أن "هذا البيان تمت تلاوته في جميع المظاهرات التي انطلقت في 12 مدينة سورية". وأضاف: "هذه المظاهرات ضد سيطرة قسد، التي حولت مناطق الجزيرة إلى مرتع للمخدرات والاعتقالات وحفر الأنفاق في المدن. من يريد التفاوض والوصول إلى حل سلمي لا يقوم بحفر الأنفاق وحشد قواته واستهداف الجيش السوري بشكل شبه يومي لتعطيل المفاوضات". وكان الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي قد وقّعا اتفاقًا في العاشر من شهر مارس، لدمج قوات قسد في الجيش السوري، وعودة مؤسسات الدولة إلى مناطق سيطرة قسد، إلى جانب بنود أخرى تتعلق برفض دعوات التقسيم، وتسليم حقول النفط والغاز والمعابر الحدودية للحكومة . وحدد الاتفاق نفسه فترة تنفيذه بما لا يتجاوز نهاية العام الجاري.