في صباح اليوم الإثنين، كانت "سمر" تمسك حقيبتها الصغيرة، تلوّح لوالدتها من بعيد وهي تصعد إلى التروسيكل مع زملائها، دون أن تعلم أن هذه الرحلة المدرسية ستكون الأخيرة. كانت ضحكات الأطفال تملأ المكان، وأحاديثهم البريئة عن الحصص والواجبات وأحلامهم الصغيرة التي لم تكتمل بعد، لكن الطريق الذي اعتادوا المرور به كل يوم خبأ لهم مأساة لم تكن في الحسبان. لحظة واحدة فقط، انزلقت العجلات، ومال التروسيكل، وسقط في ترعة حواس بقرية منقباد بمحافظة أسيوط؛ صرخات، مياه باردة، ووجوه صغيرة تصارع للبقاء. هرع الأهالي، تبعتهم سيارات الإسعاف، وبدأت فرق الإنقاذ سباقًا مع الزمن. جرى إنقاذ عشرة أطفال، بعضهم فاقد للوعي، وبعضهم يبكي من الخوف، لكن "سمر" لم تعد، كانت جثتها الصغيرة أول ما انتُشل من المياه، وحقيبتها ما زالت معلقة بكتفها، كأنها تمسكت بالحلم حتى النهاية. وكان اللواء وائل نصار، مدير أمن أسيوط، قد تلقى إخطارًا من مأمور مركز شرطة أسيوط يفيد بورود بلاغ من غرفة عمليات النجدة بسقوط تروسيكل يحمل تلاميذ مدارس في ترعة حواس. وانتقلت قوات الشرطة والإسعاف والحماية المدنية والإنقاذ النهري إلى موقع الحادث، حيث تمكنت فرق الإنقاذ، بمساعدة الأهالي، من انتشال جثة الطفلة سمر محمد عبد القادر (5 أعوام)، والتي تم نقلها إلى مشرحة مستشفى علوان. وجرى إنقاذ عشرة أطفال آخرين، وهم: سهيلة أحمد علي (4 أعوام)، وعد معتز عبد القادر (5 أعوام)، نورهان مرسي علي (11 عامًا)، جنا إبراهيم علي (8 أعوام)، جنا محمود محمد (6 أعوام)، بسمة أحمد علي (9 أعوام)، عدي محمود منصور (5 أعوام)، مليكة حسين محمد (6 أعوام)، رقية عبد الله منصور (5 أعوام)، وعبد الله منصور (7 أعوام). تراوحت إصابات الأطفال بين حالات اختناق وفقدان للوعي، وتم نقلهم إلى مستشفى أسيوط الجامعي وأسيوط العام لتلقي الرعاية الطبية اللازمة. جرى تحرير محضر بالواقعة، وأُخطرت النيابة العامة التي باشرت التحقيقات لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.