نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن وثائق، عدد كبير من نشطاء أسطول الصمود أكدوا أمام القضاة أنهم تعرضوا للعنف والشتائم من الشرطة. ووفق الوثائق، فإن عدد كبير من نشطاء أسطول الصمود أكدوا أمام القضاة أن الشرطة الإسرائيلية منعت عنهم الماء، كما قال أغلب النشطاء للقضاة الإسرائيليين إنهم حرموا من حقهم باستشارة محامين. وأخبرت ناشطة في أسطول الصمود القضاة الإسرائيليين بأنها تعرضت للشتائم ونزع الحجاب بالقوة، بينما قال ناشط آخر إنهم تُرِكوا في جو حار دون ماء وفي أجواء غير مريحة مع محاولة منعهم من النوم. وتواجه إسرائيل اتهامات بإساءة معاملة ناشطي أسطول الصمود العالمي الذين اعتقلتهم قواتها بعد اعتراض السفن المحملة بمساعدات إنسانية من غذاء ودواء إلى قطاع غزة، وسط تقارير عن ظروف احتجاز قاسية شملت الحرمان من الطعام والماء وسوء المعاملة الجسدية والنفسية. وكشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن الناشطة البيئية السويدية جريتا ثونبرج أبلغت السلطات السويدية تعرضها لمعاملة "قاسية ومهينة" داخل أحد السجون الإسرائيلية، عقب احتجازها مع عدد من النشطاء المشاركين في أسطول الصمود العالمي. وبحسب رسالة بريد إلكتروني أرسلتها وزارة الخارجية السويدية إلى مقربين من ثونبرج، واطلعت عليها الصحيفة، فإن مسؤولًا زارها في السجن أكد أنها احتُجزت داخل زنزانة مليئة ببقّ الفراش، وتعاني نقصًا حادًا في الماء والطعام. وأضافت الرسالة: "تمكنت السفارة من مقابلتها، وأبلغتنا بإصابتها بالجفاف لعدم حصولها على كميات كافية من المياه والطعام، كما ظهرت عليها أعراض طفح جلدي يُرجّح أنه ناتج عن بقّ الفراش، وأشارت إلى أنها أُجبرت على الجلوس لفترات طويلة على أسطح صلبة". وأشار المسؤول إلى أن محتجزًا آخر أبلغ سفارة بلاده بأنه شاهد ثونبرج تُجبر على رفع أعلام أثناء تصويرها، وهو ما أكد صحته ناشطان آخران من المشاركين في الأسطول، أُفرج عنهما يوم السبت. وكانت ثونبرج من بين 437 ناشطًا وبرلمانيًا ومحاميًا كانوا جزءًا من أسطول الصمود العالمي، وهو تحالف يضم أكثر من 40 سفينة تحمل مساعدات إنسانية وكان هدفها اختراق الحصار البحري الإسرائيلي الذي دام 16 عامًا على غزة. وفي السياق ذاته، قالت الناشطة التركية إقبال جوربنار، التي وصلت إسطنبول في وقت سابق السبت برفقة 135 ناشطًا على متن طائرة الخطوط الجوية التركية، إن إسرائيل أظهرت مرة أخرى مدى ضعفها أمام الرأي العام العالمي وكشفت عن وجهها الحقيقي. وأضافت: "لم يعطونا ماءً نظيفًا. صادروا جميع أدويتنا وألقوها في القمامة أمام أعيننا. سرقوا كل شيء منا. الجنود أخذوا حواسيبنا وهواتفنا ووحدات الشحن ووضعوها في حقائبهم. السرقة جزء من طبيعتهم. لقد سرقوا منهم (الفلسطينيين) وطنهم". بينما قالت الناشطة زينب ديلَك تيك أوجاق، إنها لم تتوقع أن تُظهر إسرائيل هذا القدر من الجنون في مكان يجتمع فيه ممثلون عن 72 دولة. كما أفاد الناشط الأرجنتيني جونزالو دي بريتورو، بأن القوات الإسرائيلية عاملته بفظاظة وأبدت عدوانية واضحة تجاه النشطاء. أما الناشط الفرنسي من أصل مغربي ياسين بنجلوين، فقد أكد منع حصول الناشطين على الأدوية، وعدم تقديم الماء إليهم إلا بعد انقضاء 32 ساعة على اعتقالهم. ويومي الخميس والجمعة، اعترضت القوات الإسرائيلية جميع سفن أسطول الصمود العالمي واعتقلت جميع أفراد طاقمها. ويُحتجز معظمهم في سجن كتسيعوت، المعروف أيضًا باسم أنصار 3، وهو سجن شديد الحراسة في صحراء النقب ويُستخدم بشكل أساسي لاحتجاز السجناء الأمنيين الفلسطينيين الذين تتهمهم إسرائيل بالتورط في أنشطة مسلحة أو إرهابية، وفق "الجارديان".