علنت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف) اليوم الاثنين، مقتل 11 طفلاً على الأقل في غارة جوية بطائرة مسيرة استهدفت مسجدا في مدينة الفاشر المحاصرة، عاصمة ولاية شمال دارفور السودانية يوم الجمعة الماضي. واتهمت منظمات إغاثة محلية ونشطاء والجيش السوداني، قوات الدعم السريع شبه العسكرية بإطلاق الطائرة المسيرة التي ضربت المسجد أثناء صلاة الفجر في وقت مبكر من يوم الجمعة الماضي، مما أسفر عن مقتل 70 شخصا على الأقل. ووصفت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاترين راسل، في بيان يوم الاثنين، الهجوم بأنه "صادم وغير معقول". وقالت راسل إن التقارير الأولية تشير إلى مقتل ما لا يقل عن 11 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 و15 عاما وإصابة "عدد أكبر بكثير" في الهجوم، الذي تسبب في إلحاق أضرار أيضا بالمنازل المجاورة. وقال عامل بمنظمة "غرف الاستجابة للطوارئ" في السودان يوم الجمعة الماضي، إن الغارة على مدينة الفاشر المحاصرة دمرت المسجد بالكامل وأن هناك الكثير من الجثث تحت الأنقاض. وتحدث العامل شريطة عدم الكشف عن هويته خوفا من انتقام قوات الدعم السريع. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، أودت الحرب بحياة ما لا يقل عن 40 ألف شخص، وشردت ما يصل إلى 12 مليونا آخرين، ودفعت الكثيرين إلى حافة المجاعة. كما توفي ثلاثة أطباء في الهجوم، وفقاً للجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان وشبكة أطباء السودان. وكان هؤلاء من بين 231 من العاملين في المجال الطبي الذين قتلوا منذ اندلاع الحرب في السودان، بحسب شبكة أطباء السودان. وتابعت راسل: "لقد مزق الهجوم الأخير عائلات وقضى على أي شعور بالأمان لدى الأطفال الذين عانوا الكثير بالفعل"، مضيفة أن حصار قوات الدعم السريع للفاشر وقع في شراكه الأطفال الذين يعانون من العنف وشح الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الصحية، بينما يُجبرون على "رؤية أهوال لا ينبغي لأي طفل أن يراها". وقال أنطوان جيرار، نائب منسق الشؤون الإنسانية في السودان لدى الأممالمتحدة، لوكالة أسوشيتد برس (أ ب) اليوم الاثنين إنهم يشهدون المزيد من الهجمات الآن داخل الفاشر على المدنيين الذين يكافحون أيضا بحثا عن الأمان خارج المدينة بسبب الحصار وعدم وجود طرق آمنة. وقال: "نحن قلقون للغاية بشأن استهداف المدنيين، واستهداف السكان، وخاصةً المستشفيات والمساجد والمدارس وأي مبانٍ مدنية أخرى".