لم تكن تتخيل الطالبة دعاء جمال محمود، ابنة الثانية والعشرين وزهرة جامعة الفيوم، أن رحلتها الصباحية إلى الكلية ستتحول إلى مشهد مأساوي تنتهي فيه حياتها فجأة تحت عجلات الإهمال. اليوم، وبعد أشهر من الحزن والجدل، أسدلت محكمة جنايات الفيوم الستار على القضية التي هزّت الرأي العام، بإصدار حكمها بسجن السائق المتهم 4 سنوات. ففي جلسة علنية عقدت صباح الأحد، قضت المحكمة برئاسة المستشار محمد إيهاب بمعاقبة السائق المتهم بالسجن 3 سنوات عن تهمة القتل الخطأ، وسنة أخرى عن تعاطي المواد المخدرة، ليصبح مجموع العقوبة 4 سنوات، في إدانة واضحة لما وصفه الأهالي ب"جريمة الإهمال القاتلة". - تفاصيل الواقعة تعود أحداث القصة إلى الأول من يونيو الماضي، عندما استقلت دعاء إحدى سيارات "السرفيس" على خط الفيوم – الجامعة. السيارة كانت غير مطابقة للمواصفات، بابها مفتوح ومقاعدها غير مؤمنة. لحظة انحراف بسيط في القيادة، سقطت دعاء بقوة على الطريق، ليرتطم جسدها بالأرض وتفارق الحياة في الحال. كما أُصيبت طالبة أخرى بجروح متفاوتة، بينما فرّ السائق تاركًا خلفه فاجعة كبرى. - التحقيقات تكشف المستور تحريات الأجهزة الأمنية كشفت أن المتهم كان يقود السيارة تحت تأثير المواد المخدرة، في حين أن المركبة نفسها كانت متهالكة وغير مرخصة بالشكل القانوني. مشهد الحادث أثار صدمة واسعة، وتحوّل اسم "دعاء" إلى قضية رأي عام داخل وخارج الجامعة. - الدفاع عن الضحية خلال جلسات المحاكمة، شدد محامي الأسرة وائل شعبان زهران على ضرورة توقيع أقصى عقوبة بحق المتهم "إنصافًا لروح الفقيدة، وردعًا لكل من يستهين بأرواح الأبرياء". مشيرًا إلى أن دعاء لم تكن الضحية الأولى لإهمال سائقي السرفيس، لكنها يجب أن تكون الأخيرة. - حكم رادع وبعد استعراض النيابة وهيئة المحكمة لأدلة الإثبات والتقارير الطبية التي أثبتت تعاطي السائق للمواد المخدرة، صدر الحكم النهائي بسجنه 4 سنوات. حكم وصفه كثيرون بأنه "خطوة في طريق العدالة"، فيما ظلّت صورة دعاء بابتسامتها البريئة عالقة في أذهان زملائها وأهلها، تذكّرهم دومًا أن الإهمال قد يسرق الأحلام في لحظة.