في جريمة امتزجت فيها رائحة الغدر بدماء الضحية، أسدل القضاء المصري الستار على مأساة إنسانية تحولت إلى حديث الشارع لأسابيع، صاحب محل دواجن حمل ضغينة قديمة، وأشعل فتيل خلافات متراكمة، ليقرر أن ينهيها برصاصة غادرة استقرت في رأس غريمه أمام أعين الناس. لم يكتفِ بإطلاق النار، بل خطط وبات ليلته عاقدًا العزم على القتل، ليجد نفسه في النهاية أمام منصة العدالة، يسمع بأذنيه كلمة واحدة: الإعدام شنقًا. وبعد شهور من التحقيقات والمرافعات، أصدرت محكمة جنايات بنها - الدائرة الرابعة حكمها العادل، بمعاقبة المتهم بالإعدام شنقًا حتى الموت، وذلك بإجماع آراء هيئة المحكمة برئاسة المستشار محمد شاهين خلف، وعضوية المستشارين طلعت جودت شلبي، ووائل السيد الشيوي، وأحمد غنيم حامد، وأمانة سر محمد طايل. - تفاصيل الواقعة القضية التي حملت رقم 3756 لسنة 2025 جنايات مركز بنها، بدأت أحداثها يوم 25 فبراير الماضي، حين قرر المتهم، صاحب محل دواجن ومقيم بقرية كفر الجزار، أن يضع نهاية دموية لخلافاته مع المجني عليه "عربي صلاح كمال محمد العشماوي". وبحسب أوراق التحقيقات، بيت المتهم النية وعقد العزم على التخلص من غريمه، فأعد سلاحًا ناريًا "فرد خرطوش" مذخرًا بطلقة قاتلة، وتوجه إلى مكان عمل المجني عليه، مترصدًا اللحظة المناسبة للانقضاض. وما أن ظفر به حتى افتعل معه مشادة كلامية، سرعان ما تحولت إلى جريمة مكتملة الأركان، بعدما أطلق صوب رأسه رصاصة أردته قتيلًا في الحال. - التقرير الطبي أثبت تقرير الصفة التشريحية أن العيار الناري اخترق رأس المجني عليه وتسبب في تهتك كامل بأنسجة الجمجمة والدماغ، ما أدى إلى الوفاة الفورية، وهو ما جاء مطابقًا لروايات الشهود وتحريات المباحث. - قرار المحكمة وجهت النيابة العامة للمتهم تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، إلى جانب إحراز سلاح ناري غير مششخن وذخائر دون ترخيص. وبعد الاطلاع على الأدلة والشهادات والتقارير الفنية، لم تجد المحكمة سبيلًا سوى الحكم بالإعدام شنقًا، جزاءً لما اقترفه المتهم من جريمة بشعة هزت وجدان الشارع القليوبي.