أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، أنه اتفق مع نظيره الصيني شي جين بينج خلال مكالمة هاتفية استمرت قرابة ساعتين على الموافقة على صفقة بشأن تطبيق التواصل الاجتماعي "تيك توك". وقال ترامب، للصحفيين في المكتب البيضاوي عن شي: "وافق على صفقة تيك توك"، مشيرًا إلى أنهما وقّعا على اتفاقية أولية. لكن ترامب لم يُقدّم أي تفاصيل حول الاتفاقية أو موعد توقيعها، وفق صحيفة "الجارديان" البريطانية. ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، عن أشخاص مطلعين على الاتفاقية قولهم: "هذا الأسبوع تيك توك ستنشئ تطبيقًا أمريكيًا جديدًا وأن مهندسي الشركة سيعيدون إنشاء خوارزميات توصية المحتوى باستخدام التكنولوجيا المرخصة من شركة بايت دانس المالكة للتطبيق". وقال الأشخاص المطلعون، إن الكيان الأمريكي الجديد الذي تم إنشاؤه بموجب الاتفاق، سيحصل المستثمرون الأمريكيون على حصة تبلغ نحو 80%، وسيهيمنون على مجلس الإدارة، مع اختيار أحد الأعضاء من قِبل الحكومة الأمريكية. يُذكر أن الصينوالولاياتالمتحدة على خلاف بشأن مفاوضات التجارة ومستقبل تطبيق تيك توك المملوك لشركة بايت دانس الصينية، الذي يواجه حظرًا في الولاياتالمتحدة بسبب ما أثاره من مخاوف تتعلق بالأمن القومي وخصوصية البيانات. لكن بكين لم تُقدّم ما يُشير إلى إتمام الصفقة، بل أشارت إلى أنها لا تزال في طور التطوير. وطلب الرئيس الصيني من نظيره الأمريكي "الامتناع عن فرض قيود تجارية أحادية الجانب" و"توفير بيئة مفتوحة وعادلة وغير تمييزية للمستثمرين الصينيين"، وفقًا لبيان أصدرته وزارة الخارجية الصينية. وجاء في البيان أيضًا: "موقف الصين من قضية تيك توك واضح. تحترم الحكومة الصينية رغبات الشركات وترحب بها لإجراء مفاوضات تجارية قائمة على قواعد السوق، والتوصل إلى حلول تتوافق مع القوانين واللوائح الصينية، وتوازن المصالح. وتأمل الصين أن توفر الولاياتالمتحدة بيئة أعمال منفتحة وعادلة وغير تمييزية للشركات الصينية للاستثمار في الولاياتالمتحدة". ولا يزال من غير الواضح ما الذي جنته بكين مقابل موافقتها على مفاوضات بيع تطبيق تيك توك، إحدى أكبر قصص النجاح العالمية في قطاع التكنولوجيا الصاعد. وبحسب القراءة الصينية، فإن "الإجماع الإطاري الأساسي" الذي اتفق عليه الجانبان بشأن تيك توك شمل "تقليص الحواجز الاستثمارية وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري ذي الصلة"، وفق شبكة "سي إن إن". وذكرت الشبكة، أن إحدى نقاط الخلاف الرئيسية في الاتفاق تتمثل في مصير "خوارزمية التوصية" التي يعتمد عليها تطبيق "تيك توك". وهذه الخوارزمية هي النظام القائم على الذكاء الاصطناعي الذي يحدد لكل مستخدم أي مقاطع فيديو تظهر أمامه وفقًا لاهتماماته وسلوكه داخل التطبيق، مثل ما يشاهده أو يتفاعل معه. وتُعد هذه الآلية بمثابة "الوصفة السرية" وراء الشعبية العالمية للتطبيق، إذ تمنح كل مستخدم تجربة شخصية مختلفة تزيد من ارتباطه به. وقال وانج جينجتاو، نائب مدير إدارة الفضاء الإلكتروني في الصين، إن الاتفاق قد يشمل أساليب مثل تكليف تشغيل خدمات أمن بيانات المستخدمين والمحتوى في الولاياتالمتحدة التابعة لتيك توك، بالإضافة إلى ترخيص خوارزمياتها وحقوق الملكية الفكرية، بحسب الشبكة. ووفق صحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن تفاصيل إطار العمل بشأن نقل التطبيق للسيطرة الأمريكية لا تزال شحيحة، ويُقال إن بنوده لا تزال بحاجة إلى نقاش. يُجري مستثمرون، بمن فيهم عملاق البرمجيات الأمريكي أوراكل، محادثات لشراء حصة كبيرة في عمليات تيك توك في الولاياتالمتحدة، مما سيُخفّض حجم الملكية الصينية امتثالًا لقانون أقرّه الكونجرس العام الماضي. وتم التفاوض على صفقة تيك توك هذا الأسبوع في مدريد، حيث التقى وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، ونائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينج، للتفاوض على صفقة تجارية. وقد اتفقت واشنطنوبكين على هدنة مؤقتة في الحرب التجارية، والموعد النهائي للتوصل إلى اتفاق هو 10 نوفمبر، بحسب الصحيفة. وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أمس الجمعة، أن المستثمرين في صفقة تيك توك سيدفعون للولايات المتحدة رسومًا مقابل التفاوض على الاتفاقية مع الصين. في عام 2020، وأثناء محاولة دونالد ترامب خلال فترة رئاسته الأولى فرض بيع "تيك توك"، وضعت الصين قيودًا على تصدير بعض التقنيات التي تعتبرها حساسة. ومن بين هذه التقنيات خوارزميات التوصية، مثل تلك التي يعتمد عليها "تيك توك" في تحليل بيانات المستخدمين واقتراح محتوى شخصي لكل منهم، والتي تُعد سر قوته وانتشاره عالميًا.