بين جدران قصر فاطمة الزهراء بحي زيزينيا الراقي بالإسكندرية، يقف متحف المجوهرات الملكية شاهدًا على تاريخ أسرة محمد علي باشا، محتضنًا مئات القطع النادرة التي لا مثيل لها في العالم. يزور المتحف يوميًا مئات المصريين والأجانب، ليشهدوا بريق الذهب والماس والقطع الفنية التي ارتبطت بحياة ملوك وملكات مصر. - قصة بناء القصر شُيّد القصر عام 1923 ليكون مقرًا صيفيًا للأميرة فاطمة الزهراء حيدر، حفيدة محمد علي باشا من الجيل الخامس. وقد صممه الفنان الإيطالي أنطونيو لاشياك على الطراز الأوروبي ليصبح تحفة معمارية فريدة. بعد ثورة يوليو 1952 صودِر القصر ليصبح استراحة رئاسية، ثم صدر قرار جمهوري عام 1986 بتحويله إلى متحف للمجوهرات الملكية، وافتتح رسميًا في 29 أكتوبر من نفس العام. - مكونات القصر يقع المتحف في قلب زيزينيا ويتكون من جناحين؛ شرقي وغربي، يربط بينهما ممر ذو شرفات. الجناح الغربي يضم طابقين؛ الأول به أربع قاعات وبهو وحمام، بينما يحتوي الثاني على أربع قاعات وأربعة حمامات تحيط ببهو كبير. يضم المتحف اليوم 13 قاعة عرض تحتوي على نحو 1000 قطعة من أندر المقتنيات الملكية. - أهم المقتنيات - تاج الزهور للملكة فريدة يُعد تاج الزهور من أبرز مقتنيات المتحف، وهو مصنوع من البلاتين ومرصع بأحجار الماس على هيئة زهور متدرجة الأحجام. كان ملكًا للملكة فريدة، زوجة الملك فاروق الأولى، واسمها الحقيقي صافيناز ذو الفقار (1921 – 1989)، التي تزوجها الملك عام 1938، وغيّر اسمها إلى فريدة تماشيًا مع تقليد عائلة الملك فؤاد الأول التي تبدأ أسماؤها بحرف الفاء. - الملكة فريدة.. رمز النقاء والذوق الرفيع حظيت الملكة فريدة بشعبية كبيرة لدى المصريين، إذ ارتبط اسمها بالخير والبساطة والذوق الرفيع. قامت بزيارة الملاجئ والمسنين، وأسست حفلات خيرية دعمت من خلالها المحتاجين، حتى أصبحت أيقونة قريبة من قلوب الناس. غير أن توتر علاقتها بالملك فاروق وانفصالهما عام 1948 ساهم في اهتزاز صورة الملك وتقليص شعبيته قبل قيام ثورة يوليو 1952. - علبة حلوى زفاف الملك فاروق والملكة فريدة من المقتنيات النادرة داخل المتحف علبة ملبس وحلوى وُزّعت في زفاف الملك فاروق والملكة فريدة يوم 20 يناير 1938. العلبة مصنوعة من الفضة المطلية بالذهب والمينا الخضراء، يعلوها زخارف هندسية دقيقة، ويتوسط غطاؤها نقش بارز لأحرف اسمي فاروق وفريدة (ف – ف) على هيئة مفتاح صول موسيقي، تعلوه التاج الملكي. - كنز ملكي يروي التاريخ لا يقتصر المتحف على التاج والعلبة فحسب، بل يضم مئات القطع من الأوسمة، والحلي، والقطع الماسية، والساعات الذهبية، وكلها تحكي قصصًا عن حياة الملوك والملكات. ويظل متحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية واحدًا من أهم المزارات التي تجمع بين عبق التاريخ وروعة الفن، ليبقى شاهدًا على بريق العائلة الملكية المصرية.