اندلع خلاف علني بين وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر ونظيره الفرنسي جان-نويل بارو، على خلفية القرار الأمريكي بعدم الاعتراف بجوازات السفر أو التأشيرات الصادرة عن السلطة الفلسطينية. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد انتقد القرار واصفًا إياه بأنه "غير مقبول"، ما أثار ردًا غاضبًا من ساعر. وفي منشور لاذع على "إكس"، كتب ساعر: "الرئيس ماكرون مشغول جدًا بتأشيرات الولاياتالمتحدة لمسؤولي السلطة الفلسطينية، وهذا ما يُبقيه مستيقظًا ليلًا. لكنه لا يحتج على التحريض المتفشي في المناهج الفلسطينية ضد إسرائيل واليهود. كما أنه لا يعترض على الأموال التي تحولها السلطة الفلسطينية للإرهابيين وعائلاتهم ضمن ما يُعرف بنظام الدفع مقابل القتل؛ فكلما كان العمل الإرهابي أشد خطورة – زادت المكافأة التي تدفعها السلطة". واتهم ساعر ماكرون بأنه "يحاول التدخل من الخارج في صراع ليس طرفًا فيه"، وبأنه "يقوّض استقرار المنطقة بأفعاله". الرد الفرنسي جاء سريعًا، حيث كتب وزير الخارجية الفرنسي جان بارو على "إكس": "بغض النظر عن خلافاتنا حول القضية الفلسطينية، هذا غير منصف إطلاقًا، عزيزي جدعون. الرئيس ماكرون ضمن التزامات غير مسبوقة من السلطة الفلسطينية بمبادرته. لقد انتهى نظام الدفع مقابل القتل في الأول من أغسطس، وسيتم التحقق من ذلك قريبًا عبر مراجعة مستقلة. كما أن مراجعة المناهج لوقف التحريض جارية. وسنحاسب السلطة الفلسطينية على هذه الالتزامات". وأرفق بارو منشوره بوسم وزراء خارجية المملكة المتحدة وكندا، إلى جانب حساب ساخر غير نشط ينتحل صفة وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونج، واصفًا إياها بأنها "مثلية شرسة". لكن ساعر لم يتأخر في الرد، وقال: "عزيزي جان-نويل، فوجئت بقراءتي ادعاءك أن السلطة الفلسطينية أنهت ما يسمى بدفعات الدفع مقابل القتل. الحقائق واضحة ولا لبس فيها (وأنا متأكد أن المخابرات الفرنسية على علم بها): السلطة استبدلت النظام القديم بآخر جديد يواصل تحويل الأموال إلى نفس الحسابات البنكية. إما أن السلطة تخدعكم أو أنكم أنتم من تخدعون العالم. أما التحريض ضد إسرائيل واليهود... فهو متفشٍ في رياض الأطفال، والمدارس، والمناهج، وكذلك في المساجد والإعلام الفلسطيني". حتى الرابع من سبتمبر، لم يكن بارو قد رد على المنشور الأخير لساعر.